مازن البعيجي||
عُرفَ العراق منذ القدم فيه من الطاقات والإمكانيات البشرية التي تصلح أن تسد شاغرا، سارع إليه مفسدوا الأحزاب من النفعيين والأميّين والجهلة، عديمي الاختصاص في مواقع معقدة تحتاج تخصص محدّث المعلومات بشكل مستمر!
وهذا أضحى عرفًا مقرفًا، بحيث كل مسؤول يأتي يجلب معه الجهلة من بني جلدته ومن يعينه على فساده، ويقويه على السرقة والاستحواذ، وليته يأتي بالشرفاء والاختصاص ممن يستطيع تقديم المصالح العامة على الشخصية المقيتة! وهذا ما وفّر بيئة تراكمية وجدتها الأحزاب التي أصبحت أدوات بيد أعداء شيعة العراق من السعودية والإمارات وتركيا والأردن والكويت ومن دار في فلك التطبيع.
هذا في جانب المفسدين والسراق، وذات الأمر في الجانب الآخر لبعض من يتصدرون شعارات النقد والإصلاح والمطالبة بتقديم الاصلح والأنزه والأكفأ، هؤلاء أيضا كل منهم تقوقع في إطار ومكان يرتزق منه، سواء منهم من يصدح من داخل العراق أو من يصرخ من خارجه! وهؤلاء أيضا بلا مشروع يجمع الكفاءات لصقلها وتوجيهها والاستفادة منها، وابراء الذمة اتجاهها، وإلا تعال واجمع معي عدد الكتاب، وعدد الصحفيين، وعدد المثقفين المختلفين مع ما يجري، عدد المراسلين، عدد أهل المنابر، وعدد المدوننين، وعدد المنشدين...الخ، وهكذا سوف نصدم من الأعداد ولكن كلّ قد شغلته أمنية لا تستطيع دفعه إلى الانصهار بمشروع ينقذ الوضع الشيعي أمام طوفان قادم كل له عدو يطلب الثأر ومتعطش للدماء! مع غياب المبادرة والتضحية بالشكل الذي يتناسب مع الكتابة والشعارات! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..