نداء حرب ||
توقع المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، أن تكون أحداث طرابلس الأخيرة، بداية مواجهات عنيفة بين مليشيات موالية لعبدالحميد الدبيبة وأخرى تسعى لإزاحته من المشهد.
المرعاش وفي تصريحات خاصة، رأى أن ما وصفه بـ”مسارعة” الدبيبة لتحريك تلك المليشيات رسالة إلى البرلمان بأنه لن يسلم السلطة بسهولة في طرابلس، قائلاً إن الدبيبة لن يكون قادرًا على المواجهة العسكرية، خصوصًا أن جزءًا من مليشيات طرابلس غير المؤدلجين ليست معه وسوف تتحالف مع مليشيات أخرى من مصراتة.
وتوقع المرعاش أن يكون انتقال وتسليم السلطة غير سلس، لكنه حتمي، مشيرًا إلى أن المليشيات المسلحة لن تصمد، خاصة أنها تحالف بين مليشيات تعمل على الارتزاق ولمن يدفع لها أكثر وأخرى متطرفة يمكن أن تغير مواقفها حسب أوامر من يقودها، عندما تشعر بأنها معركة خاسرة.
وفي السياق اتفق العديد من المحللين السياسيين بأن الصراع الدائر بين البرلمان والدبيبة من المتوقع أن يكون الشعلة لنزاع مسلح جديد مشابه لأحداث 2019، عندما فاجئ المشير خليفة حفتر الجميع بعملية عسكرية على طرابلس لانتزاع السلطة من حكومة الوفاق السابقة.
يأتي هذا بعد فشل الإنتخابات التي كانت مُزمعة في 24 ديسمبر الماضي، والتي ترشح لها المشير كشخصية تحظى بجميع الفرص للفوز بها ورئاسة البلاد، وهو ما لم يستطع تحقيقه بسبب الخلافات والمطبات والعراقيل التي تم رميها أمام عملية التمهيد للانتخابات لمنعه من الفوز بها، وإعادة تشكيلها في موعد آخر وبفرص ضئيلة لفوزه.
وتوقع خبراء من معهد التنمية الاجتماعية وقوع كارثة إنسانية في المنطقة الغربية لليبيا في حال هجوم للجيش الوطني الليبي على طرابلس. ووفقًا لتقديرات مختلفة، يمكن أن تكون عواقب مثل هذا الهجوم مدمرة ليس فقط على الغرب، ولكن أيضًا على شرق البلاد.
ويعتقد الخبراء أنه نتيجة لهذه العملية العسكرية، سيفقد حوالي 3 ملايين ليبي عامل الإستقرار في حياتهم، وسيهجر حوالي 350 ألفًا من مكان إقامتهم من مناطق رئيسية ستكون محور اشتباكات بين الأطراف المتصارعة غربي ليبيا.
وتجدر الإشارة إلى أن خليفة حفتر ليس مستعدا للتنازل من أجل تحقيق السلام وتوحيد البلاد واستعادة الإستقرار. ويضع طموحاته ومصالح حاشيته فوق مصلحة الوطن. علاوة على ذلك، لا يسعى المشير إلى إيجاد حل سياسي لتجاوز الأزمة، مفضلاً استخدام أساليبه التقليدية كالتدخل العسكري.