نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الحرب بين الكبار كذبة يصدقها السذج والمغفلين، القوى العظمى تجمعهم نقاط مهمة، اهم النقاط تقسيم العالم لمناطق نفوذ فيما بينهم، هذه الأمور ليست خافية عن المحللين الغير متحزبين والغير مؤدلجين في أيديولوجيات شن الحروب والقصاص من لا يوافقهم في المعتقدات والدين والرأي، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الدول المنتصرة قسمت العالم فيما بينهم، الكثير من العرب حصتهم مع الاتحاد السوفياتي ودول الرجعية العربية من دول البداوة الوهابية كانت من حصة المعسكر الغربي كأبقار حلوبة، وبنوك عليهم تمويل حروب الناتو الساخنة والباردة وبروح رياضية وبدون أي ازعاج وإلا يكون مصيرهم الإذلال والطرد من رئاسة الدول أو الضيعات الذين نصبهم الاستعمار في واجب النواطير وحراسة مصالح الاستعمار وتسليم ثروات الشعوب العربية بشكل مجاني ومذل.
عمدت دول الرجعية العربية وكذلك الدول القومية العربية على نشر ثقافة التجهيل المتعمد بين أوساط الشعوب العربية، بحيث أصبحت لدى الشعوب العربية بيئات مجتمعية فاشلة ساذجة يجهل حتى من يقدموهم ساسة ومثقفين وكتاب وصحفيين على أنهم محللين في كيفية التحليل للأحداث العالمية بشكل واقعي وصحيح.
المحللين العربان من أعراب الجزيرة العربية الوهابية يصورون ساسة أوروبا الغربية، والولايات المتحدة تحت إدارة الديمقراطيين، في انهم فقدوا رغبتهم في الحرب، حتى لو بصفة الحرب حلّاً من الحلول، هؤلاء المخللين وليس المحللين يجهلون كيف تقاسمت الدول الكبرى والإمبراطوريات عبر التاريخ مناطق النفوذ، والتعاون في ميدان السياسة، وتغليب منطق الحلول الدبلوماسية، وخاصة بظل امتلاك الدول الكبرى الأسلحة النووية والهيدروجينية، منطق عقليات البدو المبني على الغزو والسبي والقول قديماً إن الحرب تُكمل ما عجزت عنه الدبلوماسية، قد أصبح من الماضي بعصرنا الحديث بظل وجود الأسلحة النووية المدمرة للجميع.
الرئيس الروسي صاحب الشخصية الحديدية فلاديمير بوتين، تهديداته للغرب وتهديدات ساسة أوروبا الغربية، حول الوضع الأوكراني، الغاية توقيع اتفاقيات وتقاسم نفوذ وإيجاد نظام عالمي جديد يضمن مصالح الدول الكبرى بدون حدوث حروب نووية، مواقف بوتين أظهر بها صرامة في مواجهة التوسع الغربي في أوروبا الشرقية، وفي بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة غايته إيجاد تفاهم وتقاسم النفوذ وضمان حدود روسيا وضمان عدم إسقاط أنظمة مصنفة مع المعسكر الروسي.
المواقف الروسي الصارم تجاه قضية أوكرانيا لان الروس لديهم تواصل قومي ومذهبي وديني ولغوي وتاريخ مشترك مع الشعب الأوكراني، بل هناك نسبة عالية من الاوكران من أصول قومية روسية، الدين المسيحي والكنيسة واحدة.
كل مانراه من تهديدات لم ولن تصل إلى حرب عالمية ابدا، هناك منافسة على بيع الغاز الروسي الى أوروبا، وحتى عندما طلب الملياردير ترامب من المستشارة الألمانية السابقة عدم شراء الغاز الروسي وشراء ألغاز الأمريكي رفضت المستشارة الألمانية السابقة هذا العرض، الحكومة الألمانية الحالية هم من الحركة الليبرالية نظرتهم السياسية اليوم ضد فكرة الحرب مع روسيا وغيرها.
المستشار الألماني الجديد صاحب فك. ليبرالي المستر أولاف شولتس، المستشار الجديد لديه حكومة تضم ائتلاف من الديمقراطيين الاشتراكيين والخضر والديمقراطيين الأحرار الذين هم ضد الحروب في كل أصقاع العالم، المستشار الألماني والحكومة الألمانية ينطلقون من فكر سياسي معادي ومعارض إلى الحرب ومناصرة للأجندة البيئية والليبرالية المعتادة.
وزيرة خارجية شولتس، السياسية الخضراء أنالينا بيربوك، علَّقت على المطالب المتزايدة من أصوات غربية لألمانيا بتقديم دعم عسكري حقيقي لحكومة كييف بالقول إن ألمانيا مانحٌ مالي لأوكرانيا وتعتقد أنَّ هذا أكثر فاعلية من إرسال الأسلحة.
لازالت شعوب أوروبا في ذاكرتها الخسائر الجسيمة في الحرب العالمية الثانية والتي قتلت عشرات ملايين الاوروبيين هذه الذكريات حاضرة ليومنا هذا في عقليات غالبية ساسة الغرب، في الختام كل مانراه من تهديدات فهي لا تصل إلى حرب عالمية ابدا وإنما هذه التهديدات مقدمة إلى اتفاق جديد بين الدول الخمسة الكبرى العالمية النووية في إيجاد نظام دولي يضمن حقوق الدول الكبرى الخمسة في قيادة العالم وتقاسم النفوذ، العرب بكل الأحوال يبقون ابقار حلوبة، الكل يحلبهم وبطرق مبرحة وتركهم يعيشون على الفضلات وهم يستحقون ذلك، رغم أنني من أصل العرب، عربي ابن عربي ابن عربي الى إسماعيل ع لكن صدق قول أبن خلدون العرب ضد العمران وان حكموا يكون الخراب والدمار، تصوروا لو بدو الجزيرة العربية هم من ضمن الدول الكبرى لقاموا في تدمير البشرية بالأسلحة النووية لو كانوا يملكوها.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
https://telegram.me/buratha