مازن البعيجي ||
اللوحة التي قدمتها زينب عليها السلام في ملحمة الطف، وهي تمثل الراوي الذي عاصر دقيق جزيئات الحوادث بالشكل الذي شكلت أعظم ذاكرة حسينية، ومؤسسة إعلام تعددت له النوافذ في تفهيم كل مجتمع حسب ما يقتضي المقام وقتها، فخطابها لأهل الكوفة تميز بنوع خاص شكل صدمة وهي المفوهه في خطاب وعتاب قل نظيره في نساء العرب وخطاب نسائها الذي كان سوطا قرع الضمائر وآلم الأرواح، وخطابها الخالي من الانكسار عند يزيد وهي ترفع هامتها معتزة بمن كرمها بشهادة سيدها الحسين عليه السلام، ولعل فقرة "ما رأيت إلا جميلا" كانت اقسى عبارة على نفوسهم الشريرة، وهم يرون علي وفاطمة وبقية آل محمد قد تجمع في قلب زينب بطلة كربلاء
وما قال أحد من الدارسين في السير أو التاريخ، أن بطلة كربلاء قد تبعت الحسين عليه السلام لأنه أخوها وهي بطبيعتها العاطفية كونها الأخت جاءت معه خوفا عليه! وهذا لا يستقيم مع قول المعصوم لها عمة أنت عالمة غير معلمة، على كلا تقديري التفسير كونها عالمة عن طريق صفائها، أو كمالها في مراتب الكمال والمعرفة. إنما تبعت الحسين عليه السلام لأنه أمام مفروض الطاعة، وتعرف وهي العالمة أنه خليفة الله تعالى، ومن باب الطاعة للمعصوم أتت تنفذ تكليفها الشرعي، ولعل قربها النسبي ( قد ) جاء حتى لا يقع الحرج من التعامل مع رجال وشباب ولا يصح إلا ما كانت تمثله زينب من حيث رفع الحرج في التعامل مع المعصوم وأفراد بني هاشم، ولو كانت أجنبية لتعسر الأمر كثيرا..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..