المقالات

مقالي اليوم« اوكرانيا كيف كانت وكيف اصبحت »


 

د. حيدر سلمان ||

 

من اقوى الدول النووية الى دولة هامشية لا فرصة لها للعيش دون تحالف، وهو ماحدث لامتنا ويراد له ان يكون لباقي الامم.

بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، احتفظت أوكرانيا بثلث ترسانة الأسلحة النووية السوفيتية وكانت ثالث أكبر ترسانة في العالم انذاك، إضافة لأفضل معدّات للتصميم والإنتاج. واكثر من 130صاروخ باليستي عابر للقارات مداه بين 5 الى 10 كم UR 100 N، بستة رؤوس حربية، و46 صاروخ باليستي عابر للقارات من نوع RT-23، مع عشرة رؤوس حربية والذي لازال لانظير له على مستوى الصواريخ العابرة للقارات، بالإضافة إلى 33 قاذفة ثقيلة، وبالمجموع بقي نحو 1700 رأس حربي على الأراضي الأوكرانية.

تخلت اوكرانيا رسميا عن اسلحتهم رسميا في معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية عام 1994 والتي وقعوها مع بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا في ما عرفت انذاك ب " معاهدة بودابست".

انطلت عليهم حيلة السلام واصبحوا دولة ضعيفة فالغرب اقنعهم بالبدء بنزع سلاحهم مقابل ضمانات الدفاع واموال لم تدم لهم كثيرا ليعود عليهم الشرق ليفترسهم والغرب ينظر لهم.

لا يحمي الامم الا مالها واسلحتها وابنائها، اما التحالفات والعداءات فهذه تتغير ولايدوم لك الا ما تمتلكه في وجه الطرفين.

ما يحدث في اوكرانيا يذكرنا كيف انحدر العراق من اقوى دول الشرق الى دولة هامشية لايمتاك حتى مصنع اسلحة خفيفة، لايستطيع نظامه الاستمرار دون المد الغربي او الشرقي في تكوينته، و حتى بعض الدول التي نمت اساليبها الدفاعية من كوريا الشمالية او ايران او تركيا او باكستان او الصين كلها لها حق تنمية قدراتها كما الحق للدول التي امتلكتها وتمنع امتلاكه لمن ذكرت.

افضل من وصف وضع اوكرانيا وكيف تم نزع سلاحها النووي وخداع شعبها هو السياسي الاوكراني المعروف يوري كوستينكو والذي كان كاتبا في بداية مسيرته في كتابه "اوكرانيا ونزع سلاحها النووي':

Yuri Kostenko, Ukraine’s Nuclear Disarmament: A History (Harvard University Press, 2021). ISBN: 9780674249301

كلنا تعرضنا للخداع وكلنا مذنبين وكلنا صفقنا، علما ان نزع السلاح النووي من اوكرانيا كان بارادة وتصفيق شعبي وبدفع اعلامي وسوء تقدير، وكأنني اتحدث عن العراق، حيث كان اسقاط نظامه بمد شعبي قبل الدولي لينتهي بتمزيقه وتحويله لخرقة غارقة بمشاكلها الداخلية.

 

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك