المقالات

رحلة رجوع مكلفة!

1284 2022-02-21

 

مازن البعيجي ||

 

انتبه على نفسه ذلك الفتى اليافع والذي يملك القوة وقتها والنظارة والجمال، انتبه أنه ابتعد عما أريد منه من تكليف، وما قد خلق لأجله، ولكن بعد أن اثخن روحه بجراح الذنوب والخطايا والبعد عن الله سبحانه وتعالى مركز الطمأنينة ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد ٢٨ .

    وهنا بدأ يشن عليه الشيطان والنفس الأمارة بالسوء هجماتهم، كلما حاول تصحيح المسار! ويلقون في روعه محالية الرجوع، وأن الوقت انتهى والعمر تطرف، والرجوع على فرض وجوده فهو مكلف جدا، وليس بلا ثمن! صراع ليس سهلا، وكل ما ركز في خوض غمار الرجوع تبدد ذلك تحت ضغط الوحدة وزرع تراكم يلقي بظلاله عليه، وقلة الناصح وعدم وجود من يعينه على ذلك، من يعلم بمثل هؤلاء النادمون سرا؟ 

     حتى جاءت لحظة قرر الرجوع، فوسوس له الشيطان بطريق آخر، بعد أن علقه بقضايا من نوع آخر لا ينكرها قضايا من حلال ومسموح بها، حتى لا يتحسس جهاز ورعه منها، لكن ضغطها والخوف منها قد يبقيه في منطقة الخطر! والبعد عن رب العزة والكرامة، فما كان منه إلا حساب المسافة التي كلها اشواك واسلاك شائكة، قد لا يسلم كل الجسد منها دون ما يتناثر منه وتنزف له جوانح وتتمزق له مشاعر ويتنازل عن أهم ما تعلق به! 

     وجاءت لحظة قرر فيها التنازل من كل أصناف ما كان معطلا ومغريا له يصده الرجوع إلى حضيرة الرضا والشعور بادميته المتوازنة، فصال بلحظة صفاء وما أن خطى الخطوة الأولى، حتى بدأ اللطف يعينه ويرمم له جراحه ويخفف عليه ما كان حصة الأسلاك الشائكة، ليصل بعد صراع مع اسنة رماح المعرقلات، وما نبت في اقدامه الناعمة الحافية المسرعة إلى حيث أول منطلق الفطرة وأول النقاء..

هذا ما حصل مع قريب لي أعرفه وواقع ما مر به، وهاهو اليوم يخرج بصعوبة ما كان قد علق في جوانحه، وكل شيء تنازل عنه وفر منه، ليبدأ من جديد دون ضغط من أي جهة كانت بيد الشيطان!

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التحريم ٨ .

 

"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين  يُسَدَّد على دولة الفقيه"

مقال آخر دمتم بنصر .. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك