مازن البعيجي ||
انتبه على نفسه ذلك الفتى اليافع والذي يملك القوة وقتها والنظارة والجمال، انتبه أنه ابتعد عما أريد منه من تكليف، وما قد خلق لأجله، ولكن بعد أن اثخن روحه بجراح الذنوب والخطايا والبعد عن الله سبحانه وتعالى مركز الطمأنينة ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد ٢٨ .
وهنا بدأ يشن عليه الشيطان والنفس الأمارة بالسوء هجماتهم، كلما حاول تصحيح المسار! ويلقون في روعه محالية الرجوع، وأن الوقت انتهى والعمر تطرف، والرجوع على فرض وجوده فهو مكلف جدا، وليس بلا ثمن! صراع ليس سهلا، وكل ما ركز في خوض غمار الرجوع تبدد ذلك تحت ضغط الوحدة وزرع تراكم يلقي بظلاله عليه، وقلة الناصح وعدم وجود من يعينه على ذلك، من يعلم بمثل هؤلاء النادمون سرا؟
حتى جاءت لحظة قرر الرجوع، فوسوس له الشيطان بطريق آخر، بعد أن علقه بقضايا من نوع آخر لا ينكرها قضايا من حلال ومسموح بها، حتى لا يتحسس جهاز ورعه منها، لكن ضغطها والخوف منها قد يبقيه في منطقة الخطر! والبعد عن رب العزة والكرامة، فما كان منه إلا حساب المسافة التي كلها اشواك واسلاك شائكة، قد لا يسلم كل الجسد منها دون ما يتناثر منه وتنزف له جوانح وتتمزق له مشاعر ويتنازل عن أهم ما تعلق به!
وجاءت لحظة قرر فيها التنازل من كل أصناف ما كان معطلا ومغريا له يصده الرجوع إلى حضيرة الرضا والشعور بادميته المتوازنة، فصال بلحظة صفاء وما أن خطى الخطوة الأولى، حتى بدأ اللطف يعينه ويرمم له جراحه ويخفف عليه ما كان حصة الأسلاك الشائكة، ليصل بعد صراع مع اسنة رماح المعرقلات، وما نبت في اقدامه الناعمة الحافية المسرعة إلى حيث أول منطلق الفطرة وأول النقاء..
هذا ما حصل مع قريب لي أعرفه وواقع ما مر به، وهاهو اليوم يخرج بصعوبة ما كان قد علق في جوانحه، وكل شيء تنازل عنه وفر منه، ليبدأ من جديد دون ضغط من أي جهة كانت بيد الشيطان!
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التحريم ٨ .
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
https://telegram.me/buratha