حليمة الساعدي ||
اخيرا وبعد أكثر من ثلاثين عام خرج العراق من نير التعويضات المجحفة بحقه للجارة الكويت بعد أن قدم لها مايقارب ٥٢ مليار دولار فرضتها علية لجنة التعويضات سيئة الصيت في الأمم المتحدة وإدخال موارده من النفط والغاز تحت طائلة البند السابع وكان ذلك عام 1991 وفق القرار الأممي رقم 705، حيث ألزمت بغداد على إثره بدفع 52.4 مليار دولار للأفراد والشركات والمنظمات الحكومية وغيرها، ممن تكبدوا خسائر مباشرة ناجمة عن غزو واحتلال الكويت.
لكن لماذا على العراق أن يدفع الغرامات ويتحمل الهجمات والحصار القاتل الذي استمر أكثر من ١٥ سنه.
ان الجارة الكويت التي استدرجت المنقرض صدام حسين لحروب عشوائية بنفس طائفي مع الجارة ايران لا ناقة له بها ولا جمل استنزفت خيرة شبابه وبددت خيرات وكلما ارد العراق أن يطفئ نيران الحرب مع الجارة إيران تتوافد عليه الملوك والأمراء من الاردن والسعودية ودول الخليج تشد عضده بالمال والمعنويات الاعلامية ليستمر بخوض هذه الحرب الظالمة للشعبين وبعد أن انطفئت نيرانها تكالب عليه أخوة الأمس مطالبين بدفع الديون ولم يراعوا وضع اقتصاده المنهار نتيجة الحرب التي ورطوا العراق بها لينشغل هو بالقتال ويتفرغوا هم لبناء بلدانهم التي كانت في بداية الثمانينات مجرد رمال تذروها الرياح.
لقد استغل الأشقاء انشغال العراق بالحروب فراحوا يزيدون من حصصهم في أوبك.
ان ما أريد قوله هو أن العراق ضحية مؤامرة خليجية منذ البداية وإذا كان العالم منصف وأعاد بناء الكويت بأموال العراق باحسن مما كان عليه قبل الغزو بعشرات المرات. فعليه أن يكون منصفا أيضا ويحاسب الكويت التي استقدمت أكثر من ٣٣ دولة أمريكية وأوربية وعربية لضرب العراق ضربة تأديبية دكته دكا فلم تبقى له منشأت ولا بنى تحتية ولا مؤسسات الا وإحالتها إلى رماد أن حرب العدوان على العراق في ١٩٩١ لم تبقى حجر على حجر. لا بل إن آثارها لازالت مستمرة ليومنا هذا فالكهرباء ومنشأت الأسالة والمعامل والمصانع الكبيرة التي كانت تعمل لدرجة التصدير كلها توقفت ولم تنهض ناهيك عن الانتشار الكبير للأمراض الصرطانية بين العراقيين نتيجة القصف الامريكي بصواريخ حاملة لليورانيو المنضب أن الإنصاف يقول اما ان تعوض الكويت ماديا أو أن يقصف العراق وإجبار حكومته على الخروج من الكويت او ان يفرض عليه حصار اقتصادي لكن ان يعاقب بهذه العقوبات الثلاث هذا هو الغير معقول. ثم إن التحالف الدولي أسقط نظام البعث وأعلن احتلال العراق وهذا الأمر كافي كرد اعتبار للجارة الكويت. ام انها تريد معاقبة العراق شعبا وحكومة؟ .
أتعجب من حكوماتنا التي مثلت العراق بعد العام ٢٠٠٣ لماذا لم ترفع دعاوى ضد الكويت التي استقدمت العدوان الأمريكي و٣٣ دولة ودفعت له كي يحطم البنى التحتية ويقتل مئات آلاف من العراقيين وجعلته يصارع حصار لخمسة عشر عام.
ان للعراق حقوق كثيرة عند الجارة الكويت ابسطها سرقتها للنفط العراقي بأنشائها آبار استخراج على الحدود العراقية وبصورة مائلة وأيضا ترسيمها لحدود غير صحيحة من خلال دفع رشاوى باهظة للجان الترسيم الاممية فقد تقدمت على الأراضي العراقية بعشرات الكيلو مترات داخل عمق الأراضي العراقية وليس هذا فحسب بل تجاوزت حتى على الحدود المائية في شط العرب.
يجب أن لا يبقى العراق الجهة الوحيدة المتلقي لضربات والعقوبات على العالم أن يكون أكثر انصافا ويعيد قراءة الأحداث ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح وعلى الحكومة العراقية أن تكون أكثر جدية في المطالبة بحقوق العراق وان تختار المفاوضين الأكثر حكمة وأكثر وطنية لأسترداد حقوقه المسلوبة واسترداد الأرصدة المجمدة للنظام السابق وللمسؤولين الفاسدين البالغة أكثر من ٤٥٠ مليار دولار والمطالبة بتشكيل لجنة متخصصة بأعادة ترسيم الحدود ليس مع الكويت فقط بل مع جميع دول الجوار ومطالبة الأمم المتحدة برفع يد أمريكا عن العائدات العراقية للنفط والغاز. وإصدار بيان واضح وقانوني لا يقبل اللبس بإخراج العراق من البند السابع. ماضاع حق ورائه مطالب.