المقالات

الخطا التسلسلي المدمر الذي ندفع ثمنه الى اليوم 


  محمد فخري المولى ||   كتب الكثير عنه على انه يوم مهم ، لكن يبدو ان الكثير نظر لتجانس الأرقام ولم ينظر اليه سوى من خلال هذه الزاوية ، لكن هناك حدث اهم واعمق من حيث الاثر. اسمحوا لنا بمقدمة وهي  منظر لجسر مشاة في الناصرية منطقة الفضلية بني على النص صورة يمكن أن توضح موضوعنا فبعد ما تصعد درَجين وتهلك من التعب تنزل تلكه نفسك بالجزرة الوسطية وتكمل العبرة للسايد الثاني مشي ، يمكن فكرة المصمم سايد عليك وسايد علينه . العراق خرج من البند السابع  وأنهى حقبة التعويضات بدفع 52 مليار دولار للكويت الناجمة عن غزو العراق له في عام  1990 بفترة تسديد استمرت ثلاث عقود . ليبدأ فصل جديد من عراق حر من  تعويضات الغزو والتعنت . بموجب قرار مجلس الامن المرقم (2621 ) في 2022 يتحرر العراق من الالتزامات الدولية كافة المترتبة عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ، بعد 30 عاما على تشكيل اللجنة الأممية المشرفة التي تأسست في أيار / مايو 1991 بموجب القرار الرقم 692 الصادر عن مجلس الأمن الدولي . استقطعت إدارة  التعويضات المالية  نسبة 5 في المائة تُفرض على مبيعات النفط والمنتجات البترولية من العراق على ثلاثة عقود ،   اللجنة نظرت خلال ولايتها نحو 2,7 مليون طلب تعويض ، وتوزعت التعويضات على الأفراد والشركات والمنظمات الحكومية والمنظمات الأخرى التي تعرضت لخسائر ناجمة مباشرة عن الغزو والاحتلال وما نتج عنه من تدمير البنى التحتية . الان بعد ثلاثة عقود نردد لو عملت الحكومة السابقة او الادق النظام السابق بالتخطيط الاستراتيجي ، لسئلناها  ما نتاج فعل اندفاعي متهور على الماضي الحاضر والمستقبل ، غالبًا ما ينشأ هذا السؤال لأسباب متأصلة ومرتبطة بعملية التخطيط الاستراتيجي والاستدامة والسؤال مهني بحت والإجابة كذلك . التخطيط الاستراتيجي يميل الى :  1. عملية مستمرة وفق التنمية المستدامة 2. تحقيق أرباح سهلة بسنوات قليلة 3. الخطوات التطويرية المتلاحقة والمتتابعة  4. اكتساب الخبرات بعملية تحديد الأهداف الإستراتيجية وتنفيذها بفعالية . الدولة العراقيه على مدى ثلاثة عقود تأخرت عن البناء الحضاري والتقدم .  لكن عندما تنظر بعمق لتاريخها وقوانينها وانظمتها ومنتسبيها تدرك تماماً ان تصرف اهوج  لا يمت للواقع المجتمعي بصلة قد يفعل الكثير ( نشدد ) ان أطياف الشعب العراقي رفضت دخول الكويت وحرمت كل المراجع المساس بأموال الكويت وحتى الدخول بنزاع ضدها . لكن ما صدر نتيجة ذلك من قرارات واجراءات اممية لم تراعي ذلك ، رغم المعاناة الحقيقية للمواطن البسيط ( لنصف عقد ) من الزمن . النتيجة لم تخفف القيود الا بعد عام 1996 بعد الاتفاق على ما يطلق عليه النفط مقابل الغذاء والدواء الذي استمر لعام ٢٠٠٣ . الأفعال غير المدروسة للقادة واضف اليها المرتجل والفاشل والمخيب للأمال من القرارات ذات النتائج كارثية على الصعيد الاستراتيجي المستقبلي انهت احلام وطموحات المواطن الذي كان وما زال بين المطرقة والسندان . اذن مابين الخــطأ والانفعال دخلنا بمنعطف مظلم وخطير أضاع مستقبل اجيالنا ورهن مستقبلهم ، أضف لما تقدم ان القرار بيد من ليس بموقع المهنيه والتخصص والاخلاص والوطنيه والنزاهه والصدق ممن نظر للمنصب والمغانم المتحققة فقط فانتهت الدولة العراقية اداريا ومهنيا بحقبة التسعينات والحصارالفكري والعلمي والاقتصادي والمالي  . لذا منذ عام 1990 تحولت كل القطاعات والمفاصل الى حقل تجارب ومستنقع للاهواء والنفعيه والمحسوبيه وتحولت المنظومه العامة من نظام مستقر مستقل يسعى لبناء جيل واعي ومتطور ينهض بنفسه وببلده ويبني ويطور ليقوم مجتمع رصين تنهض على اساسه دوله قويه متطوره تحول الـــى منظومه نفعيه تجاريه بلا ثوابت سواء المصالح الضيقة ونتائجها كنا وما زلنا نعاني منها .  اضف لكل ما تقدم فترة الحصار الاقتصادي أنتجت هوه بين القواعد المجتمعية فالفرد الذي له امل بالتطوير نتيجة لتلك الحقبة كانت محله او نصيبه التهمش والاهمال والمحاربة بشتى الوسائل مما اورث تركه ثقيله من المشاكل والمعاناة ومآسي وحلول عقيمه نعاني منها الى الان كنتيجة لهجرة العقول المهنية والعلمية . ثلاثين عام من التراكمات بلا معالجات صحيحة  لانها من غير دراسه وتخطيط ولم تأخذ بنظر الأعتبار ظروف الدولة والمواطن فكانت الخلاصة : 1. تبذير المال العام في الحروب المفتعله  2. تفيت تماسك النسيج العراقي للعائلة والمجتمع.  3. غياب ذوي العقول المهنية العلمية في أدارة الدوله واستبدالهم بعقول لاتعرف غير لغة الحروب والمصالح الشخصية والضيقة وهو ما توارثناه الى الان ومن تبقى سعى للهروب . 4. ضياع فرص العمل والتطوير ، فغلق أبواب العمل من خلال خلق ضروف قطع الكهرباء وتعطيل شراين العراق الصناعه والزراعه وتدمير المصانع وفرض ضرائب أثر على المستقبل الغائب بالحقيقة الحاضر بالتنظير  5. الدوله تعمل خارج النظم الأقتصادي  في مجال الأستيراد والتصدير 6.كساد المنتج الوطني لانه لم يواكب التطور والنمو والتقدم الصناعي والتجاري . ** الخاتمة   لحظة انفعال لمخرجات جلسة تكللت بكلمة خلي الولد يتريگون يمكم ، واليوم انتهى الريوگ بعد ثلاثة عقود و 52 مليار دولار . واحدة من أسوأ حقب الحروب والتعويضات المالية التي انهكت الاقتصاد ، وضيعت ألاموال في وقت كنا وما زلنا بحاجة اليها . قد تكون عبارة لا منتصر بالحرب عبارة مميزة توجز حال العراق والكويت . لننتهي بكلمة مندوب روسيا لدى مجلس الأمن : العراق لم يحصل على أي تعويضات تجاه الغزو الأمريكي ، فهل هناك من يعوّضه عن خسائره ؟ . هذا هو الخطأ التسلسلي المدمر القاتل الذي ندفع ثمنه الى اليوم . الا من متعض ومستمع .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك