الشيخ محمد الربيعي ||
اعظم الله اجركم بذكرى شهادة الامام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام )
ان أئمَّة أهل البيت ( ع ) يجسِّدون لنا ما قاله الله ، لأنَّ أئمَّة ( ع ) هم الّذين عاشوا القرآن في حياتهم ، كما عاشوه في فكرهم ، و التزامنا بأهل البيت هو التزامنا بالإسلام و قِيَمه ، لأنّنا لا نرتبط بهم إلا من خلال الإسلام ، باعتبار أنّهم الأُمناء عليه و على حلال الله و حرامه ، كما قال الإمام زين العابدين (ع) : ( أحِبُّونا حبّ الإسلام )
محل الشهد :
قال الله تعالى: [ وَ الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ]
اكظم غيظك ، و لا تندفع إذا أغاظك أحد إلى ردّ الفعل ، بل حاول أن تدرس مسألة الغيظ ، من أين انطلق هذا الشّخص؟ ، و في أيّ ظرف؟ و ما هي المناسبة؟ و ما هي الخلفيّات؟ و ما هي الأفكار التي يمكن أن تواجه بها هذه المشكلة؟
و هذا ما أرادنا الإسلام أن نعيشه في حياتنا ، أن نعيش على أساس أن نجعل ( عقلنا أمام كلامنا ) .
أن لا نتكلَّم قبل أن يقول لك عقلك ماذا تتكلَّم ، و أن لا تتحرَّك قبل أن يقول لك عقلك كيف تتحرّك ، وأنْ لا تحرِّك سلاحك قبل أن يقول لك عقلك المنفتح على إيمانك كيف تتحرّك بدون غضب ، لان ايها الاحبة الغضب من عمل إبليس .
هكذا جاءت الأحاديث : ( الغضب جمرة من الشّيطان توقد في قلب ابن آدم ) .
أيّ شيء أشدّ من الغضب؟
( إنَّ الرّجل ليغضب فيقتل النّفس التي حرَّم الله ) .
هذا هو الجوّ ، أن تكظم غيظك لتفكّر و تفكّر لتعرف كيف تتحرّك .
وقد يقودك الفكر إلى أن تواجه الموقف بقوّة ، أو بلين ، المهمّ أن تتحرَّك من خلال إيمانك ، لا من خلال عصبيّتك ، و أن تتحرَّك من خلال عقلك ، لا من خلال غضبك و عاطفتك .
هذا ما علَّمنا إيَّاه الله و علَّمنا إيّاه رسول الله (ص) ، و علَّمنا إيّاه أئمَّة أهل البيت (ع) في كلّ مجالات حياتهم...
اذن لنتعلم كيف نتصرف و كيف ننطق ومايجب من هذه المدرسة العظيمة مدرسة الاسوة الحسنة قسم الامام الكاظم علية السلام
وهذه هي المدرسة الحقيقية للتنمية البشرية و تطوير الذات .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و اهله