المقالات

العراق؛ حكومة حليفة للناتو وشعبا معاديا له..! 


  حليمة الساعدي ||   **هل نضجت فاكهة الحرب العالمية في بساتين الاقطاب المتصارعة؟ !   ها قد بدأ عصر الاصطفافات وصراع الاقطاب واخذت دول العالم بأكملها تعيد التفكير وتدرس القرارات المصيرية التي تجعلها تتخذ الجبهة التي تعتقد انها تمثل طموحها السياسي وتتلائم مع ايدلوجياتها. عاد العالم من جديد يتابع صراع القطبين بعد ان تمكنت امريكا من التغلب على خصمها الاقوى والاشد خطورة على مشاريعها الخبيثة؛ بالحيلة والحرب الباردة التي استمرت لعقود. نفس القطبين المتمثلين بامريكا وحلفائها وروسيا وحلفائها ( حلف الناتو وحلف وارسو) تعاود النهوض من سبات حرب باردة بعد ان  نضجت في بساتينهم فاكهة الحرب وحان وقت قطافها، والحرب التي كانت بالامس باردة اخذت سخونتها تتصاعد شيئا فشيء، والعالم يترقب بحذر ومخاوف من ان يصل الامر الى حد الغليان فرجال السياسة والمراقبين الدوليين يعتقدون ان ما يحدث اليوم من حرب مابين روسيا واوكرانيا هي الشرارة التي ستشعل فتيل حرب عالمية ثالثة مابين القطبين والدول المتحالفة معهما خصوصا وان هناك بعض التصريحات الخطيرة التي صدرت من هنا وهناك تلمح الى ان  استعادة روسيا لأوكرانيا شجع الكثير من دول العالم بأعادة التفكير في ترسيم الحدود التي فرضتها عليهم ارادات دولية بالقوة والترهيب، والعودة الى خرائط ماقبل (سايكس بيكو) وهذه النزعة وحدها كفيلة بزعزعة الامن العالمي. يقول احد المراقبين الدوليين ان دخول بوتين العسكري  لأوكرانيا إعادة إحياء الناتو وكيف ان  أزمة أوكرانيا منحت قبلة الحياة للحلف الأطلسي بأعتبار ان حقبة الحرب الباردة انتهت وبدأت حقبة الحرب الساخنة والصواريخ عابرة القارات وحاملات الرؤوس النووية. يبدو ان الدب  الروسي خرج من سباته والقاطور الامريكي قد مل لعبة التخفي تحت الماء واندفع بكل ثقله لأظهار قوته على شاطئ الناتو فهل سيشهد العالم معركة الوحوش الضواري ام ان كل ما يكتب ويقال وكل ماحدث من دخول روسيا لأوكرانيا وهذه التصريحات النارية مابين الناتو وروسيا وحلفائها كلها جميعا لاتعدو كونها زوبعة في فنجان. على العموم ان اسرار الامس هي اخبار اليوم واسرار اليوم اخبار الغد ونتمنى على حكومة العراق ان لا تتابع الاحداث وكأنها تشاهد فلما حربيا على قناة (  mbc اكشن) وانما يجب ان يكون لها خبراء ومحللين وخلية طوارئ وخطط طوارئ استراتيجية تجعلنا في حالة الاستعداد التام لأي طارئ. ثم ان البرلمان العراقي المنخب من قبل الشعب يجب ان يفعّل دوره التشريعي والرقابي والدستوري لان العراق في وضع حساس جدا فحكومته صديقة لحلف الناتو وشعبه رافض لأمريكا ووجودها في العراق ورافض لتدخلاتها وسياستها الا دبلوماسية فيه فهي لا زالت تضع يدها على وارداته عن بيع النفط والغاز وتعامله معاملة القاصر الغير مكتمل الاهلية ونصبت نفسها وصية على ممتلكاته وثرواته، في هذه الحالة لو صح الامر ونشبت الحرب العالمية الثالثة فما هو موقف العراق وهل سيكون حر الارادة ام مسلوب الارادة. على البرلمان المنتخب من قبل الشعب ان يحدد مصير العراق وموقفه ويعلن وبكل شفافية مع اي القطبين سيصطف ام انه سيبقى سائبا حرا لا ينتمي لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء، بهذه الحالة فهل لديه القدرة على حماية حدوده واراضيه وثرواته من اطماع دول الجوار خصوصا وان تركيا  استوطنت قلب الموصل مستغلة المناكفات السياسية مابين الاطراف الحزبية والادهى والأمر فأن الفصيل السني الذي يمثل الكتلة السنية الاكبر في البرلمان على تواصل مستمر مع اردوغان لا بل انهم يزورنه اكثر مما يزورون عوائلهم المسقرة خارج العراق. الامر غاية في الحساسية والعراق من اشد المتأثرين بالاحداث العالمية نظرا لكثرة الدول المتدخلة بقراره السياسي وهذا هو احد اهم اسباب تعطيل تشكيل اي حكومة كانت توافقية ام اغلبية.. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك