كوثر العزاوي ||
كثير ماقرأت وتدبرت ، وغالبا ماتكون قراءتي مرورًا كريمًا على سطور حرّة ملتزمة تارة، وجوفاء مظلمة تارة اخرى، مقالات شتى ومواضيع مختلفة في مجالات متعددة، سياسية، اجتماعية، اقتصادية، إرشادية، رومانسيةوو.. غير ذلك من الأفكار والثقافات العامة الاخرى، وكعادتي لم اغفل متابعة الأحداث ومايجري على الساحة في مختلف الصعد وآخر التطورات على المستوى الصحي وماآلت اليه نتائج الوباء ذلك البلاء الذي اجتاح كل بقاع العالم والأمر لايخلو من مكنون أسرار الغيب رغم تشخيص المُثير والكثير من الأسباب الطبيعية التي لاتخلو هي الاخرى من واقع مؤلم، وفي خضم تلك التحوّلات وتنقلّي عبر القنوات والصفحات الخاصة والعامة ،يبرز بين الأقلام التي تسطّر حوادث وأحداث وظواهر مختلفة لكتّاب على أختلاف مستوياتهم وكلها رائعة نافعة، غير أن هناك قلم "بنكهة حياة"، فيه من الواقع ما يحاكي القارئ عبر حروف مركّبة في جمل كأنها لسان تسمع لها همس لتُرغِم سامعها على الإصغاء وهي تلقي بظلالها هادئة، إذ تغنيك عن التبحّر كي توفر عليك عناء الاستنتاج ، فهي من تستَفهِم وهي من تجيب ، وهي من تنقد وتفنّد، وقد تأخذك في بعض وَهْمٍ ولكن سرعان ماتُنهي حَيرتك لتكشف لك المُبهَم من المقصود ، فلا خروج عن المسارات حتى تفهم المطلوب، تلك المنضَّدات في سطور ضمن مقالات متنوعة ثريّة مختصرة لاتجعل للملل سبيل لقارئها، قد منّت عليّ ولها الأثر الحافز بإعادة الحياة لملاك قلمي الذي تاهَ في صحراء الدنيا ودهاليز النفس المتقلبة بين مد وجزر، وها انا أمسكُ به حاضرًا وكأني به يقول: ليس كل الأقلام تنبض بالحياة كي تعطي، فمن الأقلام بعضها حرّ نبيل، ومنها ماهو رخيص رذيل، وكلاهما يعكس متبنَّيات حامله،"وكل إناءٍ بالذي فيه ينضح" فالقلم الملتزم ينبع من أصالة إنسانية وسموِّ نفس فاضلة، فيما نجد العكس لمن ينتمي الى الشر ، وكلّّ يدلو بدلوه، فالقلم لسان آخر يفصح عن شخصه، فإن كان شريفا تراه ينبري مدافعًا عن الحق وشرف الوجود مثبتًا للحقيقة بلا لف ولا التواء ، فيما لانجد للرذيل سوى بث السموم ونشر روائح الشر ومايتبعه من اعتداء وتجريح، وتسقيط للقيم الانسانية المثلى، ولا أقلّ من خواء النفس من الفضيلة والحسّ الآدمي لاولئك الذين يسيئون لهذه النعمة الجميلة الجزيلة -موهبة القلم- فياحاملي( والكلام مازال لقلمي) اجعل مني لسانًا للحق والحقيقة ونشر الحب والخير وخدمة المعتقد ، فالقلم مرآة عاكسة، فطالما التزم صاحبه سبيل الصلاح واكتسى ثوب الفضيلة فلَه الأثر المتبوع وان لم يبدو لصاحبه، وليكن كثيره سلاحا يحمي المبادئ ويدافع عن الحق ويدعم الحقيقة.
فتَحيّةٌ لقلمٍ نبيل أعاد الحياة لغيره ومنحَه نبضًا ليقفا معًا صفًا صادحًا مدافعًا..وللهِ وللحقّ داعيا.
{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}
الأعراف ٥٨
٢٦-رجب الأصب١٤٤٣هج
٢٨-٢-٢٠٢٢م