حليمة الساعدي ||
· الحرب العالمية الثالثة: سيبرانية وقرصنة معلومات مابين الصين وامريكا. باعظم الخسائر المادية واقل الخسائر البشرية.
على العالم ان يدرك ان روسيا لم تنفك تحلم بعودة الاتحاد السوفيتي وهذا الحلم بمثابة العقيدة راسخة في اذهان الروس شعبا وحكومة ولم تهمل هدفها هذا طيلة سنوات تاريخا السياسي الذي تلا العام ١٩٩١ ، وهذه ليست مجرد رغبة لقائد سياسي طموح مثل بوتين لكنها طموح شعب روسيا بأكمله وهدف ومطلب لجميع الشعوب السوفيتية التي تشظت ابان العام ١٩٩١.
ومما عزز هذا الطموح وجود شخصية قوية وذكية وطموحة مثل فلاديمير بوتين على رأس الحكومة الروسية فقد عرف عنه اهتمامه الكبير بمحيطه الجيوسياسي.
ثم ان امريكا تعمدت في انشاء حلف النيتو كي تحتوي بلدان الاتحاد السوفييتي المنحلة مثل اوكرانيا وتجعلها تنضوي تحت مضلتها بهدف اضعاف خصمها وتركيعه كي لا يعود قوة موازية لها.
ولازال العالم يتذكر الصراع مابين امريكا والاتحاد السوفييتي على قيادة النظام العالمي.
ان العالم بكله يترقب ما ستأول اليه الاحداث والى ما ستنتهي هذه الحرب الروسية الاوكرانية، هل ستستمر لفترة اطول من المتوقع وهل ستطال اوربا بأكملها،. ان محللين وخبراء حروب عالميين يتوقعون ان هذه الحرب ستشمل اوربا وانها ستطول وان احتمالات نشوب حرب عالمية ثالثة جدا وارد. خصوصا وان الصين الحليف الستراتيجي لروسيا تولد لديها طموح بضرب تايوان واعادتها للادارة الصينية مرة اخرى وايضا كوريا الشمالية ستتخذ نفس الخطوة بمهاجمة كوريا الجنوبية. وبعد هذا الاصطفاف المتوقع فأن بريطانيا وفرنسا والمانيا لن تقف مكتوفة الايدي لاشك في انها ستبادر في تفعيل خط الصد وستشكل طرفا مهما في الصراع دفاعا عن اوروبا لكن السؤوال هنا هو هل ستدخل امريكا في الحرب العالمية الثالثة كمحارب ام انها ستكون داعم لوجستي. كما فعلت في العامين الاولين من الحرب العالمية الثانية حيث انها اكتفت بأستئجار السلاح والمرتزقة لحلفائها اثناء المعارك.
ام ان التحرك الصيني لضم تايوان بضربة عسكرية شاملة، سيكون عامل استفزاز لأمريكا وحلفائها في النيتو. علما انه لو تحركت الصين نحو تايوان فان الفعل سيبعد التركيز على روسيا وسيخفف الضغط عنها عسكريا ومعنويا خصوصا وان الصين تعودت اغتنام الفرص وتوظيفها وفرصة مثل هذه لن تتكرر فهي تعتبر تايوان جزء لا يتجزء من تاريخها ارضا وشعبا وعندها سيفيق العالم على حرب اخرى ولكن هذه المرة في بحر الصين.
وهذا سيكون مقدمة إلى الحرب العالمية الثالثة.
لاشك ان الحرب العالمية الثالثة سوف تكون الاعنف والاشد تدمير على اوربا وروسيا اما دول الشرق الاوسط وتحديدا الوطن العربي فالمتوقع انها لن تتأثر لانها ستكون بعيدة عن مناطق الصراع الذي سيتمركز جله في اوربا وروسيا والصين وتايوان والكوريتيين..
و ستكون الدول العربية بمأمن.
ولو انها حظيت بحكومات محنكة وحكيمة ورشيدة توظف هذه الاحداث لصالحها خصوصا وان العالم سيكون بحاجة الى تأمين السلة الغذائية لجميع
الدول. و سيكون التركيز كبير على الطاقة ونحن دول مصدرة للنفط والغاز..
وبهذا فالمتوقع ان دول الخليج والعراق وليبيا وغيرها من الدول العربية النفطية ستنشط اقتصاديا.
اما بالنسبة لمعركة الصين وامريكا فالمتوقع انها ستكون حربا سيبرانية بسبب التطورات التقنية والتكنلوجية التي تمتلكها كلتا الجهتين وتستند عليها عسكريا لذا ستكون المعارك عبارة عن هجمات الإلكترونية واختراقات سبرانية ،فلن تحتل جيوش الصين أمريكا، ولا تحتل أمريكا الصين. لكن من المتوقع ان قوتين عظيمتين ستعود الى السطح مرة اخرى وستحصل تحالفات واصطفافات تنتج عنها معاهدات واتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة كليا عما كانت عليه.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha