حسن الربيعي *||
جاء موكب السبايا، وأبو الفضل العباس (ع) يسيّر القافلة ويحرسها بنوره البهي، ألقيت عليه السلام، فخاطبني: "أعطي هذه الراية للحاج مهدي الكناني وأبلغه سلامي، وقل له: (أنت كافل الحوراء زينب سلام الله عليها).
هكذا يروي الشاب اللبناني المجاهد في حزب الله رؤياه، وبعد استيقاظه من منامه وجد الراية تحت رأسه، وأبلغ الأخوة القادة في حزب الله حيث قاموا بإيصال الرسالة للحاج مهدي الكناني، وعندما سلموه الراية انطلق ولهاً خارج مقره منهاراً يحثو على رأسه التراب، ويردد: (من أنا لأكون كافل زينب (ع)؟ ومن أنا ليأتيني أبو الفضل العباس ويوصل لي هذه الرسالة؟).
انه ثمرة من ثمار الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره)، الذي أورثه حب الدين والوطن، ودماثة الأخلاق والتواضع، كما ورث من عائلته الكريمة، الشجاعة والصلابة في مواجهة تحديات الحياة. واجه ظلم الحكم الصدامي المباد، وتصدى للاحتلال الأمريكي بقوة وشجاعة وذكاء، وساهم بتأسيس النواة الأولى للمقاومة الإسلامية عصـ.ــــــ.ائب أهل الحق، التي كان يصفها بالعائلة الواحدة، يعشق مقاتلة أعداء الدين والوطن، وأذاق التكفيريين مرّ الهزائم عندما طاردهم دفاعاً عن مرقد السيدة زينب عليها السلام، حتى ذاع صيته مع بقية أخوته المقاومين (أخوة زينب). كان يسير بخطى واثقة نحو الشهادة، حتى نالها في ميدان مواجهة العصابات التكفيرية (داعـ.ــــ.ش) بمنطقة (البوعجيل)، عند الساعة الثامنة صباح يوم الاثنين الرابع من شهر آذار عام 2015.
أرعب الدواعـ.ـــ.ش وكانوا ينصحون مقاتليهم بعدم مواجهة القوة القتالية التي يقودها الحاج مهدي الكناني، بل أصبح رفع راية عصـ.ــــ.ائب أهل الحق في كل مواجهة تحسم المعركة قبل وقوعها لما لها من وقع وأثر بالغ على العدو وتحطيم لنفسية مقاتليه.
ترجل الفارس مهدي الكناني ومعه رفاق دربه نوري الحريشاوي، ومكي الجمالي، من صهوة الجهاد الى علياء الجنان حينما تناثرت أجسادهم الطاهرة بعد انفجار قوي لصهريج دهمهم فجأة من خلف منزل صغير، وعرجت أرواحهم لتلتحق بموكب كربلاء، وبقيت صورهم وبطولاتهم وإنسانيتهم، شاخصة مخلدة في ذاكرة الأجيال، ومجداً جديداً في سفر العراق الحضاري([1]).
* (مدير مركز تاج الحضارة الثقافي)
[1])) جواد الحمراني، مصارع النخيل ج1، مؤسسة الشهداء والجرحى عصائب أهل الحق، 2018)،
https://telegram.me/buratha