المقالات

العراق والتحالفات العالمية..


 

حليمة الساعدي ||

 

·        العراق..تشكيل الحكومة مرهون بتحالفات الانظمة العالمية فالناتو لن يتخلى بسهولة عن العراق لحلف وارسو

 

اصبح الرأي السياسي العراقي اليوم منشطراً الى شطرين تبعا لتطورات الاجواء السياسية والاحداث العالمية لانه ببساطة جزء من هذا العالم المحتدم.

وكثيرا ما سمعنا ان العراق يقع في قلب العالم وكل مايحدث فيه من احداث يؤثر في محيطه الاقليمي والعالمي والعكس صحيح. ومن هنا فمن الطبيعي جدا ان القوى السياسية الفاعلة داخل البلد تحركها الاحداث والولائات والانتمائات.

فليس عيبا ان يكون المكون السني( العربي والكردي) الذي يعتبر السعودية والامارات وباقي دول الخليج وكذلك تركيا والاردن عمقه المذهبي والطائفي و يتحكم بمزاجه السياسي ولا يخفى على الجميع ان هذه الدول المجاورة للعراق. والحليفة بل والمؤثرة على القرار السياسي للقوى السنية عربية وكردية على حد سواء؛ هي اما داخلة في تحالف الناتو كعضو  مثل  تركيا او صديقة حميمة له كالسعودية ودول الخليج واما الاردن فهي بريطانية بامتياز وبالنتيجة فهي عضو في تحالف الناتو بصورة غير مباشرة.

 اما الشطر الثاني الذي يمثل القوى الشيعية المنضوية تحت عنوان (الاطار التنسيقي) والتي تعتبر ايران حليفتها الازلية وعمقها المذهبي فان هواها ذاهب باتجاه روسيا وايران والصين ومن تحالف معهم بحسب قاعدة( عدو عدوي صيقي) وبهذا نتج لدينا على الخارطة الجيوسياسية في العراق جبهتان جبهة حليفة للناتو ودليلها ان كردستان ارسلت اكثر من ٢٠٠ مقاتل كردي للقتال الى جانب اوكرانيا براتب شهري يصل الى حوال ٤٠٠٠ $ دولار، علما انها لم ترسل ولا مقاتل يدافع عن الانبار ابان العدوان الداعشي؛ وجبهة حليفة لحلف وارسو الجديد الذي يضم (روسيا وايران والصين وكوريا الشمالية).

ومن هنا اود ان اكون اكثر صراحة في الطرح واقول ان ولادة الحكومة  الجديدة سيكون مخاضها عسير و ستمرّ بازمات ربما تضطرنا لاجراء عمليات قيصرية واقصد ان الاطار سيضطر لتقديم تنازلات لبيضة القبان الازلية وهم المكون الكردي الذي لاشك ولا ريب سيستثمر هذه الفرصة ابشع استثمار وسيملي شروطه وسيوافق عليها الاطار مرغما لانه لايريد ان يضيع اخر امل لحكومة الشيعة فلو افلتت الشيعة زمام الحكم ولو لمرة واحدة فأنها لن تطوله البته.

وهذا ما يؤسس له وتعمل على تحقيقه القوى السنية العربية وسيضطر الزعماء الشيعة لتقديم تنازلات كبيرة لان خصمهم مدعوم من قبل امريكا والناتو وحلفاء الناتو من الدول العربية المحيطة بالعراق وطبعا امريكا ستعمل المستحيل لتخطف العراق من فم التحالف الخصم. لان اناتو اليوم بحاجة الى مخازن تموين تجعل اقتصاده في مأمن والعراق من اكبر واهم مخازن امريكا الاقتصادية. ولذلك فأن تشكيل الحكومة الجديدة مرهون بمسألة تحالفات الانظمة العالمي.

 وعلى اية حال فأن هذه المماطلة كلما طال امدها كلما تأخر تشكيل الحكومة كلما بقيت حكومة الكاظمي الحليفة للناتو على قيد الحياة تمارس دورها وتنفذ ما بقي من اجندتها وهو المطلوب.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك