عيسى السيد جعفر ||
كلما سار بنا مركب العملية السياسية الى الأمام، نكتشف أننا نسير في حقل أدغال مزروع بالألغام، تلاحقنا فيه ذئاب!
برغم هذا الوصف المخيف، فإننا مرغمين أن نستمر بالمسير، فلا خيار لنا إلا المسير، إذ لو توقفنا فربما يأتي سيل يحمل الألغام نحونا، وإن عدنا فإن العودة مستحيلة، لأن الذئاب تنتظرنا، ولذلك فخيار المسير الى الأمام هو خيارنا الأوحد، برغم أننا لا نعرف على وجه الدقة ماذا ينتظرنا.
الأقرب الى توقعات العقلاء، هو أننا سنتشرذم، بفضل ساسة البلد!
يصعب هذه الأيام على العقل، تخيل الحالةً المركبةً من التناقضات، التي نعيشها في بلد معبأ بها أصلا!
فالساسة بمختلف منازلهم ومشاربهم، والنواب منهم على وجه التخصيص، وهم الذين يُفترض فيه التعقل والرزانة والصدق، لا نرى منهم سوى التهور والكذب وقول الزور، والشتائم أيضا نسمعها تخرج، من أفواه بعضهم بلا حياء..!
الشراكة السياسية تعني في واقعها: أن جبناء الأمس فرسان اليوم، وخونة الأمس هم أكثر الساسة وطنية، وقطاع الطرق والمجرمين واللصوص، أضحوا مهمين ومتصدين للمشهد السياسي، وقاتل أخى بالأمس، أصبح اليوم شريكى ورفيق دربى، بل يتعين علي أن أُرشده بنفسى، ليقتل أخر الأحياء من أخوتي !
والساسة الذين يشتكون من تقييد حريات التعبير، ومن التهميش والإقصاء، يمارسون حرية تعبير منفلتة، من أى ضابط قانونى أو مهنى، أو وازع ديني أو أخلاقى، ومن بينها شتم شعب بأكمله، كما هو وصف الشيعة بأنهم هنود، جلبهم محمد القاسم من الهند، هم وجواميسهم الى الأهوار!
في حقل ألغامنا السياسي؛ مَن يتعرض للقتل يقال عنه إنه قاتل! ومن هو ضحية لعدوان يقال إنه هو المعتدى! والمعتدون الذين يجرى تسليمهم للسلطات، ينهض من بين الساسة الشركاء، من يطالب بصفاقة وصلف بإطلاق سراحهم، وينجح في نهاية المطاف أو في اوله!
في شراكتنا السياسية؛ من سلم الموصل الى داعش، يقود اليوم جماعة سياسية مرحب بها بل وشريكة أساسية! ومن سلم 997 رشاشة أحادية الى داعش، يحتل مقعدا في البرلمان، ويطالب بتسليح العشائر في منطقته، بمزيد من الأسلحة، كي تذهب كإمدادات الى داعش!
الإنجاز سيكشف عورات ساسة عراقيين يخافون الأستقرار، لأن الاستقرار يعنى أيضاً بدء الحساب وفتح الملفات..!
......
https://telegram.me/buratha