علي هادي الركابي
لاشك بل ولار يب؛ ان لا يختلف اثنان بان الشعوب الحية والابية ؛ والمحترمة لتاريخها العميق والمقبلة لجباه شهدائها ومضحيها ؛ لايمكن ان تنس في يوم من الايام او لحظه حتى ؛ تضحيات قادتها وشهدائها من اجل التحرر والثورة على الظالم ؛ فكتب في سجل التاريخ لتك الشعوب ان الثورة الفرنسية ، ومارتن لوثر كنك ،الامام الخميني ؛ غاندي ، نلسن مانديلا وغيرهم قد حفرت اسماءهم في عقول الاجيال ولايمكن ان تنسى يوما او تمحى من الذاكرة؛ فهذه اسماء وليدة مع الاجيال تؤرث الثورات مجانا لطالبيها .
مرت اكثر من ثلاثين عاما على الانتفاضة الشعبانية الخالدة في 2-اذار -1991 كانها البارحة ؛ مرت وهي تحمل كل تجليات الماضي العنيد الذي رفض ان يكون مع الشعب المظلوم ؛ شعب العراق الذي تجرع السم والويلات من النظام البعثي الصدامي طيلة العشر سنوات التي ادخله في حربين اكلتا الاخضر واليابس معا ؛ واختفت جثث الابرياء بين شط العرب والكارون وصحراء العبدلي .تلك هي حماقات النظام البعثي ؛ فرجع الجيش مجددامكسورا من الكويت كما كان قد عاد من قبلها مكسورا ايضا من المحمرة الايرانية .
قام الشعب بانتفاضة عظيمة ؛ تم التعتيم عليها عالميا ؛ وسقطت فيها اكثر من 14 محافظة بايدي الثوار ، سرعان ما تدخلت الدول العميلة لامريكا وسمحت بالطيران البعثي بقمع الانتفاضة وبوحشية لا نظير لها في التاريخ الحديث ؛ فتم اعتقال اكثر من مليوم مواطن منهم 400 الف مواطن وجدوا في مقابر جماعية بعد سقوط البعث عام 2003 واكثرمن 100 الف لاجى الى دول الجوار اما معتقلات الرضوانية فقد امتلائت بالثواروالذي خرج اغلبهم ؛ اما معاقين جسديا وذهنيا؛وتم اعتقال مرجع الطائفة الشيعية الاعلى في العالم الامام الخوئي ونقله الى بغداد بالقوة .
اكثر العراقيين لايعرف ان هذه الانتفاضة؛ اذار؛ شعبان عام 1991 هي بداية الشروع بسقوط النظام العفلقي المجرم ؛ والاحتفاء بها بعطلة رسمية او تنكيس الاعلام وتضمينها في المناهج الدراسية والقيام بفعاليات شعبية ممنهجة ، ضرورة قصوى لكي تعرف الاجيال القادمة ماذا فعلت هذه الثورة بنظام البعث؛وهي مناسبة تستححق ان تكون رقما مهما في التقويم العراقي الحديث . حيت ان حرب الشوارع والازقة كانت من ابرز سمات تلك الانتفاضة؛ فهي سر عنوان الوجود لدى الاحرار في هذا الكون ؛ وان الشعوب الحية يجب ان تحافظ على تراثها الثوري وهي علامة فارغة من علامات الشعب العراقي ؛ فالشعوب الثورية ليست كبقية اقرانها من الخانعة ؛المكسورة والبائسة .
مرت الذكرى مر الكرام ؛ ولا اعرف السبب الى هذه اللحظه؛ ما هو سر التهميش حكوميا و شعبيا ، ام انه سوء التوفيق وليس لنا في العز والفخر مكانا ؛ فالشعوب الحية دائما مايكون لها ما يميزها عن غيرها .لذلك على العراقيين ان يعيدوا ذاكراتهم وينعشوها فالشعوب الحية دائما ما تبحث عن الامجاد لتعزز بها مكانه الاجيال ، فبالنسبة لي ..انتفاضة شعبان قاموسا للعدالة والثورة وشهدائها هم من قال عنهم امير المومنين عليا بن ابي طالب ع ان من اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر .
https://telegram.me/buratha