مازن البعيجي ||
قد يرى البعض هذا العنوان غير واقعي! والحقيقة هذا العنوان هو أصدق ما سوف ينطبق على البعض الكثير!، تعال معي بالقهقري إلى الوراء، هناك الى حيث أول رحلة الأنبياء والمرسلين، ولنتصفح سجل القرآن الذي تكلم على أمم من المجتمعات كفرت بالأنبياء كذبتهم واستهزأت بهم وتجاهلتهم، بل حاربتهم مع علمهم أنهم رسل رب العالمين. ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) الأنعام ١٠ .
( وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) الحجر ١١ .
( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) يس ٣٠ .
حيث برز لهم الضد الذي كان لا يؤمن بالآخرة ولا يرى الموت نهاية حتمية ولا ممكن وقوعه مع سطوة ما يملكون من أموال وسلطة وحواشي وإتباع جهلة كانوا حمير كل أحلام الطغاة والمستكبرين( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) الجاثية ٢٤ .
وهؤلاء هم جيش الحالمون بالانتصار على الله الخالق القاهر، وما التملص من قوانين السماء إلا خير دليل على أن هؤلاء اعتمدوا على أنفسهم واتباعهم وقوتهم خارج القوانين والدساتير! بل خطوا لهم شريعة وتشريع في قبال ما شرعته السماء! وما لقلقة ألسنتهم ببقائهم السير ضمن إرادة السماء إلا حبائل صيد المغفلين وإلا الحقيقة هو حلم الإنتصار على الله وتعطيل وإهانة شريعته ومن خوله رب العزة والكرامة نائبا عنه ( ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ) الدخان ١٤ .
وهم يتجددون مع كل جيل ومجتمع، الفاسدون، والمارقون، والظالمون والطغاة، وأصحاب الواجهة، والخيلاء الى يومنا هذا، والحلم يراودهم بالانتصار على قوانين السماء التي جزمت بأن من لا يسير بشروطها وما رسمته لن يفلح بشر قط بالغ ما بلغ سلطانه وأتباعه، بل نشوة الظلم تتعاظم عنده ليكون ظهيرا لكل خراب وعمالة تبقي لهم دكان الشهوات، روي عن النبي صلى صلى الله عليه و آله وسلم ( من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام ) وروي عنه صلى الله عليه و آله وسلم ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة واعوان الظلمة ومن لاق لهم دواة او ربط كيساً أو مدهم بمدّة قلم فاحشروهم معهم ).
والسؤال هل من ينهب نفط الفقراء وأموالهم، ويفقرهم وينشر بينهم الأمراض، والجهل، والعوز، ويذلهم بكل وسيلة ويُفرغ من أيديهم قوتهم وما يحميهم من سباع الأرض البشرية المتعطشة إلى قتلهم وتمزيقهم! هل هذا إلا حلم بالانتصار على الخالق العظيم تبارك وتعالى؟!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha