رسول حسن نجم ||
في السبعينات والثمانينات وحتى في التسعينات من القرن المنصرم كان الكثير من العراقيين لايعتقد بعمالة البعث الصدامي للولايات المتحده واسرائيل نظرا للتعتيم الاعلامي من قِبل السلطات البعثية آنذاك ولايوجد سوى اعلام السلطة ، واي صوت معارض لهذا الاعلام مصيره الاعدام هو واقاربه من الدرجة الرابعة ! وهذا اصبح من البديهيات التي يعرفها كل العراقيين.
اليوم الاقليم الكردي المتمثل بالعائلة البرزانية لو قُدِّر له ان يحكم العراق لسار بنفس سيرة البعث وهذا مما يحز بالنفس لأنهم كانوا يشاركونا المعارضة لذاك النظام البائد رغم ان في العين قذىً من سياستهم التي لاتلتزم حتى بمبادئهم القومية الكردية لدرجة استعانة برزاني بصدام لمقاتلة طالباني في التسعينات عندما اختلف معه ، مع العلم ان البعث الصدامي هو عدو مشترك لكليهما ولكنها السياسة المادية البحتة والمشخصنة التي لاتحكمها الاخلاق.
كذلك تقاربهم من الولايات المتحدة واسرائيل منذ الستينات برعاية شاه ايران المقبور في ذلك الوقت ظنّاً منهم ان هؤلاء متعاطفين مع حقوقهم كأكراد والحقيقة هم اليوم يستخدمون القضية الكردية كورقة ضغط ضد شركائهم الشيعة في العراق وكذلك ضد الدولة الجارة ايران.
كل ماتقدم لم يمنع الشيعة في أن يتسنم الكرد منصب رئيس جمهورية العراق ، الدولة العربية والعضو في الجامعة العربية ، وكذلك لم يمنعهم من اعطائهم اقليم وهو حقهم كمواطنين عراقيين لكن حلمهم بالدولة الكردية لم ينفك عنهم حتى أعلنوا الاستفتاء على الانفصال في وقت ان العراقيين كانوا بحاجة للموقف الواحد والفرد الواحد والطلقة الواحدة ، ومع ذلك كان بيان السيد السيستاني دام ظله الوارف ينصحهم ويرشدهم من باب المحبة لهم ، بان الانفصال ليس في صالحهم ووجه الحكومة باعطائهم حقوقهم ورواتب موظفيهم باعتبارهم عراقيين.
لكن... ليس من حقهم ان يتواجد الصهاينة على الارض العراقية لجر الصراعات على هذه الارض ، ولصالح من يتعرض امن وسلامة العراق للخطر؟ وليس من حقهم ان يصدروا النفط رغما عن الحكومة الاتحادية الى الدول الاخرى فضلا الى اسرائيل وهذا موثق في وزارة النفط (وفي حال تشكلت اللجنة التي دعى اليها مسعود البرزاني فالتاخذ هذه الوثائق من وزارة النفط العراقية).
ثم فلنقف قليلا هنا ، قبل فترة قريبة قصفت النجف الأشرف وكربلاء المقدسة من قِبل الصهاينة فلم تشكل لجنة ولم تصدر ادانة ولايُعرف التحقيق اين وصل وسُكت عن القضية.
فياساستنا المُنتَخبين من الشعب والمُؤتمنين على حقوقه اين انتم اليوم من تواجد القوات الاجنبية على ارض العراق الطاهرة التي ان بقيت والله ستجر العراق الى صراعات اقليمية ودولية ليس لنا فيها لاناقة ولاجمل