نعيم الهاشمي الخفاجي ||
العراق ساحة لصراعات دولية واقليمية وبأدوات عراقية، شيء عظيم الدفاع عن السيادة، لكن كيف تدافع ومن ضمن مكونات هذا الشعب المسكين هناك تعمل لقوى دولية استعمارية، هذه القوى الإستعمارية فاقدة الضمير الإنساني تنتهز الفرص للتخلي حتى عن اصدقائهم وإيجاد عملاء جدد لتدمير البلد،
الذي يريد سيادة العراق أول شيء يعمله بدون لف ودوران يفرض سلطة الحكومة الاتحادية على كل أراضي العراق من مطارات ومنافذ، إقليم كردستان ضمن الدولة العراقية لابد أن تخضع منافذ الاقليم والمطارات وتصدير النفط وبقية الثروات للسلطة الاتحادية أو بالقليل الإشراف عليها ، الإقليم يصدّر نفط لدول معادية ولم يسلم الحكومة في بغداد ولا فلس، ارض الإقليم تعج بكل من هب ودب لعملاء المخابرات الدولية يعملون مؤتمرات للتطبيع وعندما يفتضح الأمر حكومة الإقليم تعرب عن أسفها لعدم علمها بوجود مثل هذا المؤتمر إلا بعد أن تم عقده، الذي يتكلم عن السيادة عليه إخراج القوات المحتلة التي ترفض الخروج من الأراضي العراقية وعندما يتم إخراج القوات الأجنبية ومنها القوات التركية التي تحتل مدينة بعشيقة عندها تستطيع سلطة حكومة بغداد الحديث عن السيادة، ولو كانت هناك سيادة لحكومة بغداد لكانت لها السلطة على منافذ كل العراق ومنها منافذ الاقليم الكوردي ومطاراته، يفترض يوجد هناك تعاون بين البارزاني بشكل خاص وحكومة بغداد، يجب إيجاد وسيلة تعاون حقيقي ما بين الإقليم وبغداد تنظم بها الحقوق والواجبات، إذا لم يتم معالجة الأسباب تبقى أرض العراق عرضة للهجمات الخارجية سواء من الشرق او الشمال او من خلال طيران معادي لدولة غير جارة للعراق بشكل مباشر، نعم عالجوا السبب تنتفي النتيجة.
،ومن المؤسف أنّ القيادات العراقية تنقسم بين من يُدين القصف الإيراني لكنه يلتزم الصمت تجاه وجود مقرات إسرائيلية، يجب عدم القبول بوجود مقرات إسرائيلية واجبها التجسس ودعم الصراعات القومية والمذهبية بالعراق، ساسة العراق بين من يُدين وجود المقرات الإسرائيلية وفي نفس الوقت يصمت ويخنع وكأن الأمر لايعنيه حول الانتهاك الصارخ لسيادة العراق والعدوان على أمنه، سبق للاكراد عملوا استفتاء حول الاستقلال لكن نكثت أمريكا وإسرائيل عهودهم للبارزاني في الاعتراف في استقلالهم، بما ان الامريكان واسرائيل تخلت عن الاعتراف في انفصال الطرف الكوردي بات ملزما على القادة الأكراد وبشكل خاص البارزاني احترام سيادة العراق والكف عن التصرف وكأنه دولة مستقلة، المرحوم عبدالكريم قاسم استقبل ملا مصطفى بارزاني لكن كاكه مصطفى أراد ان يستفيد من الصراع ما بين عبدالكريم قاسم وجمال عبدالناصر فوقف ضد حكومة عبدالكريم النتيجة قتل عبدالكريم ووصل البعثيين للسلطة و اضطهدوا الشعب الكوردي في ابشع الطرق وانتنها، بل نفسه مسعود بارزاني بعد سقوط نظام صدام الجرذ ومن خلال مؤتمر صحفي اعترف بخطأ الأكراد في معارضة حكومة عبدالكريم قاسم.
بزمن ترأس نوري المالكي لرئاسة الحكومة حدث خلاف مابين المالكي والبارزاني، مجيد ياسين يوميا يتحفنا في مؤتمر صحفي لينال من مسعود البارزاني، البارزاني تعاون في سحب قوات الجيش لفرقتين للاكراد بتسليم الموصل لداعش لأن الكاكه عنده مشكلة مع نوري المالكي والنتيجة حدث ماحدث، بل داعش أرادت الدخول إلى اربيل وايضا إيران تدخلت ومدت الأكراد بالسلاح ونفسه مسعود البارزاني شكر إيران والجنرال سليماني لمدهم بالسلاح للتصدي إلى داعش.
تم تداول أخبار أنه في 14 فبراير الماضي استهدفت 6 مسيرات دارون صناعة إسرائيلية مصدرها أربيل معسكراً في كرمنشاه الإيرانية، ربما حكومة الإقليم لاتعلم بوجود نشاط مخابراتي صهيوني في اربيل أسوة لما حدث قبل عدة أشهر عندما عقد مؤتمر في اربيل للتطبيع مع إسرائيل وحضرته شخصيات إسرائيلية وبعد انتشار الخبر اصدرت حكومة إقليم كردستان بيان أعلنت عدم علمها بتنظيم المؤتمر واعربت عن اسفها لقيام فئات في تنظيم المؤتمر وبدون علم حكومة الإقليم.
هناك حقيقة العراق ساحة للصراعات الدولية، ترامب نفسه قال وجودنا في العراق لمحاربة إيران، بسبب الصراع القومي والمذهبي الذي يعاني منه العراق ومنذ يوم ولادته عام ١٩٢١ يسهل للدول الكبرى والاقليمية والمجاورة الدخول إلى العراق لأن هناك مكونات ومذاهب تتعاون مع مخابرات الدول الكبرى والإقليمية لأجل تحقيق مصالح غير شريفة لمكوناتهم المذهبية والقومية، المخابرات الإسرائيلية بزمن قوة واجرام صدام الجرذ دخلت عام ١٩٨٥ ونصبت أجهزة تجسس على الخط المحوري في الموصل وأعتقد أن الكاتب الاسرائيلي ايدي بن كوهين والذي يكتب في اسم مستعار بصحفنا تحت مسمى اسم شخص شيعي يعرف حقيقة ذلك، وكيف اكتشف راعي أغنام وجود الجهاز، وكيف ارسلوا قوة لتفكيك الجهاز وانفجر وقتل ١٥ شخص من القوة الأمنية التي أرسلتها حكومة صدام الجرذ لتفكيك الجهاز، شيء طبيعي بظل الصراع القومي والمذهبي الذي يعاني منه العراق تجد عملاء يعملون إلى
المخابرات التركية والإسرائيلية والأمريكية والخليجية وأوروبا والصومال وكل من لديه مصلحة ينقل معركته مباشرة داخل العراق دون تردد لأن العراق الحالي اصبح اشبه في بلد يحترم الجواسيس والعملاء والحكومة تهتم بهم وتوفر لهم المرتبات العالية والخدمات، ليومنا هذا جهاز المخابرات العراقي لم يقوم الأشخاص الذين تولوا رئاسة الجهاز لم يكتبوا لنا مذكراتهم لنشر الأمور التي شاهدوها خلال فترة توليهم لجهاز المخابرات، لننظر إلى أمريكا ودول الغرب كل مستشار أمن قومي يحال على التقاعد يقوم بنشر مذكراته.
علماء المنطق والكلام فرقوا بين الدراية والرواية، وجود نشاط مخابراتي في الإقليم الكوردي وغرب العراق ووسطه دراية الأمر واضح والمزاعم رواية لذلك الدراية هي الراجحة بذلك ولا قيمة لرواية المنكرين لوجود نشاط أجهزة المخابرات الدولية.
من المؤسف أن تقوم دولة جارة بضرب مقرات القوات المحتلة ومقرات التجسس في العراق، فمن المفترض ان الشعب العراقي يشكل قوة لمكافحة الإرهاب تدخل اي منطقة بالعراق سواء كان الإقليم او بالوسط والجنوب وبدون سابق انذار، لإلقاء القبض على كل من يفتح مقرات للتجسس وعمل مشاكل ضد دول مجاورة، للأسف ساستنا لا يملكون ما يكفي من كرامة تجعلهم يرفضون وجود مقرات لأجهزة مخابرات او مقرات لدول محالة تريد جعل العراق ساحة لصراعاتها مع الآخرين.
طالما الحكومة المركزية ليس لها أي سلطة على كردستان على جميع المتباكين أن يسكتوا، متى ما تم تنظيم علاقات الإقليم مع المركز وفق القانون عندها يكون لكل حادث حديث، امس الطيران التركي اغار على قرية كاني ماسي في ميركه سور بالحدود الشمالية إلى أربيل مع تركيا، قوات أردوغان تحتل قضاء بعشيقة ومنذ عام ٢٠١٤ أين سيادة العراق.
في الختام نحن كشعب متعدد القوميات والمذاهب يفترض نجد حلول دائمة تنهي الصراع القومي المذهبي الذي يعاني منه الشعب العراق، وإيجاد وثيقة يوافق عليها الأكراد والسنة والشيعة للعيش ضمن ضوابط مقبولة من الجميع والكف عن لغة الاستقواء بالخارج، الأكراد مكون موجود بالعراق ان شئنا او ابينا والسنة موجودون والشيعة موجودون مهما حدث قتل وذبح وتفخيخ، العقل والمنطق تلزم ساسة العراق في إيجاد نظام حكم يقبله الكردي والسني والشيعي وليعيش الجميع إخوة متحابون في وطن خيراته إلى أبنائه، لدينا من الخيرات تجعل كل شعب العراق اغنياء لكن هل عقليات ساسة المكونات الثلاث العراقية تحكم وفق منطق وترجيح كفة القبول بالعيش المشترك وتعزيز الروابط الأخوية، واحترام الإنسان العراقي وضمان كرامته وصون دمه، الهجوم الإيراني استهدف مقر جهاز استخباري لدولة معادية ومن حسن الحظ لم يقتل أحدا ولم يصاب أحد من العراقيين، على عكس هجمات الطيران التركي التي خلفت أعدادا من الشهداء، يجب طرد كل القوى المعادية لدول الجوار من الأراضي العراقي، وجود معارضين إيرانيين أو أتراك ضد بلديهم في أرض العراق يعني يعطي مبررا لانتهاك سيادة العراق، يجب طرد كل المجاميع المعارضة إلى تركيا وإيران من العراق، توجد مكاتب إلى الأمم المتحدة يمكن تسجيل المعارضين ويتم منحهم اللجوء في دول أوروبا والعالم، يجب تنظيف كل أراضي العراق من مقرات المخابرات الدولية، العراق لكل العراقيين من شيعة وسنة واكراد ومسيح وصابئة وكاكائيون.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/3/2022