سردار حبيب ||
هناك طرفة يتداولها البعض يقال أن أحد أبناء سيدنا أدم عندما زار العراق تسائل عن مدنها وقام بزياراتها لكنه لم يتذكر أي مدينة أو قصبة أو حتى قرية لأن قراها تحولت الى أقضية وأقضيتها تحولت الى مدن واحدى المدن تحولت الى عاصمة وكل تلك القرى والمدن والقصبات تم تغير أسمائها القديمة الى أسماء جديدة وبعض منها الى أسماء في عصور متاخرة .
لكن بمجرد ما أن عرضوا عليه أسم مدينة قضاء تلعفر حتى تذكرها جيدا ، وتذكر أنها كانت قرية ، ثم تحولت الى ناحية في زمن ماقبل الطوفان ، وفي اعقايها ولظرف طارئ ، تم تحويلها الى قضاء ، وبقيت على تلك الحالة منذ نهاية العهد العثماني والاحتلال الانكليزي ، ثم أثناء الحكم الملكي الوطني ، ثم في عهد الانتداب البريطاني والسبعة عشر وزارة التي شكلها نوري باشا السعيد والهاشمي وجبر وبكر صدقي ، وكذلك أثناء قيام الجمهوريات المتناطحة من عهد عبدالكريم وعبدالسلام وشقيقه الاسمر وأحمد حسن البكر وصدام حسين والياور ومام جلال وحتى عهد برهم صالح .
بطبيعة الحال فأن اول مايتبادر الى الذهن ، أذا قدم اهالي تلعفر مظلوميتهم الى الامم المتحدة و مجلس الامن و الجامعة العربية و دول عدم الانحياز ، والى مجموعة العشرين والثلاثين ومحاكمات نوتينبيرغ والاتفاقيات العالمية ، بدأ بمعاهدة سايكس بيكو ومعاهدة برست وفرساي والحلف الثلاثي ....
أن تلعفر التي نالت أهمية تاريخية خاصة لوقوعها على طريق الشام وفارس وآسيا الصغرى .
هل تسألتم اين تقع هذه المدينة ؟
حيث يقع قضاء تلعفر في محافظة نينوى في شمال العراق ، وهي تبتعد عن حدود سورية والتركية 60 كليو متر ،وعدد سكانها يتجاوز 450 ألف نسمة ، معظمهم من التركمان سواء اكانوا من سكنة القصبة او من النواحي والقرى التي حواليها وهي معروفة بطابعها الزراعي .
تتبع لمدينة تلعفر ثلاث نواح إدارية هي زمار وربيعة والعياضية، وتتكون من 78 قرية، ويحدها شرقا قضاء الموصل، وشمالا قضاء دهوك، وغربا سنجار، وجنوبا قضاء الحضر وتبعد عن بغداد حوالي 450 كيلومترا شمالا، وتتمركز في المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وسوريا.
تلعفر من المدن العريقة في العراق وهي مشهورة بقلعتها الأثرية التي أقيمت إبان المرحلة الأشورية، وكانت مركزا لعبادة الإلهة الأشورية عشتار.
للمدينة أسماء عدة، وتردد أن أصل التسمية من تل عفراء أي تل الغزلان، ومن أسمائها أيضا تل عبرة وتل عشتار ومدينة الخير ووسادة شمال العراق.
الآن نحن في العهد الديمقراطي التعددي الوطني الاخوي الحر ، هناك من يحاول تحويل قضاء تلعفر الى محافظة بعد تحويل محافظة نينوى ألى أقليم وتكون المحافظة المستجدة جزء من اقليم نينوى حتى لايضطر القائمون على اقليم نينوى بضم مدن اخرى مثل تكريت أو الرمادي .
ولأن القائمون على اقليم نينوى المستجد يرون ان تحولت الى محافظة قبل تكوين الاقليم لن يوافق اهلها مطلقا بالانضمام الى اقليم نينوى ولاعتبارات شتى .
ولذا نرى ان مسألة تلعفر وقضيتها أصبحت مثل كرة الثلج تكبر كلما تتدحرج ، ولكن دون معرفة مكان أستقرارها ، ولسنا بحاجة الى بحث عن دليل يثبت ان قضاء تلعفر ان تحولت الى محافظة قبل تشكيل أقليم نينوى تمتنع عن الانضمام اليها مطلقا ، مهما كان توجه القائمين عليها واتجاهاتهم المذهبية او القومية او الحزبية اكثر من السابق ، بسبب الاعتراضات الكثيرة التي صدرت من بعض الاطراف في محافظة نينوى والتي حالت دون تحويلها الى محافظة .
كل الاخبار التي وردت عن تلعفر منذ بداية نشوء الدولة العراقية ، بان تلك المدينة كانت هي اهم العوامل التي أرغمت الانكليز لتأسيس حكم وطني في العراق ، كما توصف دائما بانها كانت ومازالت أكثر المدن التي ضحت من أجل العراق العظيم في كل العهود وكل المنازلات حتى سميت بمدينة الشهداء فالمعروف عنهم أيضا أنهم أول من يضحون ولكن لن يكونوا من المستفيدين أبدا .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha