علي الأشرفي ||
· ما الفرق بين الإستعمار، والإستثمار؟
· ما حقيقة إستثمار بادية السماوة العراقية؟
مما لا يخفى على الجميع، ان الإستعمار، كان في بداية الامر، هو قيام دولة قوية إقتصاديا، بمساعدة دولة ناشئة، فتقوم بإعمارها، وإنشاء البنى التحتية الخاصة بها، لكن بكل التجارب الإستعمارية السابقة، قد تحولت الدول المُستعمرِة، الى مسيطِرة، حتى انها تدخلت بشؤون الدولة المُستعمَرة، وسيطرت على مصادر القرار فيها.
فبعد أن يسيطروا على الإقتصاد، سيسيطروا على السياسة، والثقافة، وحتى الفكر، فيتحول هذا الإستعمار، الى إحتلال بارد، او مسلح إن اقتضى الأمر، والمرحلة اللاحقة، تكون شراء المساحات الفارغة، وبناء المستوطنات، وكل هذا لا يحق للشعوب إلا قبوله، لان من يريد هذا مسيطر على مصادر القرار.
واكثر دولة عملت بهذا هي فرنسا، حتى وصل بها الامر ان تفرض لغتها، على الدول التى تسيطر عليها، وقد عرفت بالفرنسة، وجعلتها اللغة الرسمية، في دول المغرب العربي، ومن يتكلم بلغة اخرى، غير الفرنسية، يقطع لسانه، هذا غير الاستعمار الانكليزي والامريكي والاوربي.
أما الاستثمار، فهو لا يختلف كثيرا، عن الاستعمار، لكنه لغاية الان، في بدايته، عمل اقتصادي، مع تدخل سياسي، وزرع الادوات، والنفوذ، في جسد الحكومة، وللاسف وجد الثغرة التي سيدخل منها.
فقبل ايام قليلة، اجتمع مسؤول رفيع المستوى، في الحكومة العراقية، مع شيوخ عشائر محافظة المثنى، واخبرهم بأن حكومة الجزيرة العربية، ستقوم بإستثمار بادية السماوة، وعليهم اخلائها، فكأنه يأمرهم، ولا يطلب موافقتهم.
رداً على هذا قام بعض الشيوخ، مع أبناء قبائلهم، وعشائرهم، بالتظاهر وسط مدينة السماوة معبرين عن رفضهم، وغضبهم،
فهذه ارضهم، وهم اولى بإستثمارها، خاصة بعد أن تسائل أحدهم، أين ستذهب الأرباح من هذا الإستثمار؟
هل ستكون مفخخات؟ تستخدم لقتلهم؟ فكلنا يعرف ان من يريد أن يستثمر الآن، هو نفسه من قتلنا، وأدخل السيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة،
ألم يكتفوا بما حصدوه من أرواحنا؟ فيردون قتلنا مرة اخرى، بإستثمارهم هذا؟
والسؤال الاهم هنا، اين الاصلاح والمصلحين من هذا؟ ايعقل ان يتمخض الجبل، فينجب فأرا.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha