المقالات

الامم والشعوب تنصر الحاكم الظالم لماذا؟ !


 

محمد الابراهيمي ||

 

لو درسنا حركة التاريخ الانساني بما هو انسان وليس بشرآ نجد يقينآ انهم في نصرة وخدمة ومذلة الحاكم الظالم ...

الا اليسير اليسر من البشر الذين جاهدوا وخالفوا وعزوا في مقارعة الظلم والطغيان 

والتجبر والدكتاتورية ...

ولا اريد ان ابتعد عن فن المقال 

واختزل الحقيقة من الذكر الحكيم والدستور الالهي العظيم حيث يقول  من انزله على قلب المصطفى الامجد صلى الله عليه واله  (( ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤون))

رحمااك يارب .... رحماك يارب..... وسبحانك اللهم ... وسبحانك اللهم ,

ايها الحليم الكريم  

ونسمع من كل الامم الماضية والامة المرحومة ,  قول الانسان بالسان وحاله لردع خط الرسالات والنبواة (( نعبد ما كان يعبد ابائنا ))

فهذا الاستهزاء وهذا العناد ومن الانسان لم يأتي من فراغ لان من يحمله فارغ المحتوى من كل عقل ونور (( من لم يأته الله نورآ فمن اين له من نور ))

كما يقول الكتاب العزيز وبكل بساطة وشجاعة  من الكلم الطيب من يحمل هذا الفكر المستهزء والمعاند اختصر على ذاته  وانحسر في فخ حاجاته فالامر ياتيه من امامه الباطني الى جوارحه فتنفذ بشكل ألي ميكانيكي عبر سايكولوجية فكره  المتدني فيصم ويعمى ....

وقد تتحرك يداه ورجلاه فحركات راقصة يعلوها الجهل بالتصفيق والصفير وقول الشعر والاستعداد التام  لنصرة الحاكم الظالم .......

حتى وان كانت النتيجة ان يذهب بأرادته الى الموت قتلآ او غرقآ او شنقآ كما هتف بعض البعثيين (( عليهم لعائن الله ))

يوم الانتفاضة الشعبانية في العراق الجريح بحياة الطاغية المقبور وهم تحت رصاص المجاهـــدين  .....

فالتسائل الطبيعي هنا كيف تقبل الانسان  بطاعته لذاته الفارغة المحتوى لنصرة الظلم والظالمين ؟؟

لان ملكات نفسه الكبيرة والواسعة بسبب سوء التربية من اسرته او سلطة المجتمع الفاسد وسيطرة السلطان الجائر اصبح اسيرآ ومنفذا لخيالاته واوهامه حيث ينقلب عنده الحقيقة الى سراب  والباطل الى حق ..... والكذب الى الصدق والشجاعة اما الى الجبن او التهور ........

يقول القرأن الحكيم  (( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل  ........ انقلبتم على اعقابكم......))

أي المؤمنين الشاكرين المسلمين لله ورسوله ووصيه صلى الله عليه واله 

ومن نافلة القول ... 

هل ان الله سبحانه لا يعلم بحبيبه الكريم ( صلى الله عليه واله ) ان يموت حتف انفه او مقتولآ؟؟

 من قال بصحة ذلك لا يحترم عقله وليس بشرآ 

المعنى الحقيقي الذي انكشف لديه من خلال الدرس والبحث في كتب الحديث والتاريخ والاخلاق والعقائد ومن هدي مدرسة اهل البيت عليهم السلام 

ان الله عز اسمه يرمز لنا رمزآ ويربينا سرآ الى من يفهم الاسرار ويعلمنا حقآ لمن يعرف الحق واهله ويهذبنها قهرآ باسمه القهار وينورنا نورآ لمن يعرف النور وسعادته  ( الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور )

يقول لنا ايها المسلمون المتأسلمون ..

سيموت عندكم الهدى والتقى والصلاح وعند ذاك سيموت حبيبي محمد ( صلى الله عليه واله )

في نفوسكم واذا وصلتم الى هذا التردي والانحدار ستقتلون حبيبي ابو الزهراء ( عليه الصلوات والتحيات ......

وقد اختزل الشاكرين من هذه المعادلة المأساوية واوعدهم بالجزاء الاوفى والمنزلة الرفيعة بعد ان زهد امامهم ( عليه السلام ) بحلال هذه الدنيا الدنية وهم أي الشاكرين زهدوا بحرامها فمن كان يريد الاثر والاسوة به يزهد بحرام الدنيا من المطعم والمشرب  وكل حاجاته عند ذاك ستأتمر جوارحه بأمامه الباطني الحسن  فيأمره بالاحسان والمعروف والطاعة لله سبحانه  , بما تعني الكلمة من معنى 

وهذا امام الشاكريم عليه السلام بصدقه مع ربه , وبعدله مع نفسه وغيره , عندما ضربه طاغية الزمان اشقى الاولين والاخرين  على ام رأسه , قال روحي فداه (( فزت ورب الكعبة ))

ومن كان على هديه وسيرته كان يدعو الله عزوجل بسلامة العقيدة وحسن السيرة والسلوك والقتل في سبيل الله وحضر في ذهني عفيف الاسدي عليه الرحمه 

عندما قال ( كلمة حق في وجه سلطان جائر  وعندما سأله ابن مرجانه عليه اللعنه 

لم صنعت ذلك ؟ 

قال : سألت الله الشهادة على يد اشر خلقه وها هو قد استجاب دعائي بعد فقد بصري 

يبن مرجانه 

فقتله رحمه الله شر قتله .......

وهذا الدرس وهذا المعنى بهذه السطور المختصرة تأخذ بأيدينا الى فهم الحقائق الغائبة حتى نصل الى تهذيب امامنا الباطني وهو القلب 

ولا اقصد به العضلة  التي تضخ الدم الى اعضاء الجسد بل اقصد المحتوى الباطني لنا فهو يطيع ويعصي كما في ضاهرنا نطيع ونعصي

واذا طاب القلب وطهر طابت الاعمال وطابت النيات كما قال الامام زين العابدين ( عليه السلام)

عند ذاك ستكون العلاقة وثيقه وصادقه بين امامنا الباطني وامامنا الضاهري وهو في عصرنا اليوم  امامنا الثاني عشر الحجة بن الحسن ( عليه السلام )

عند ذاك سننصره في غيبته وضهوره وحضوره ويرتفع زمن البلاء وستصبح الغيبه كمنزلة الحضور كمال قال عنه المصطفى ( صلى الله عليه واله ) عندما مثله روحي فداه كالشمس اذا تلبدت بالغيوم فأين البصيرة والبصر  من لا يرى الشمس لانها لا تحجب بغربال 

وسنتنعم ونفلح بدولته العادلة والوعد الالهي حيث يقول القران ( ان رسلنا لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون .......

اللهم اجعلنا من جندك فان جندك هم الغالبون واجعلنا من حزبك فان حزبك هم المفلحون واجعلنا من اوليائك فان اوليائك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وصلي اللهم على حبيبك المصطفى وعلى اله الطاهرين المعصومين المظلومين

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك