علي حسين الاشرفي||
لا يخفى على الجميع، بأن لفظة الشيطان الاكبر، قد أُطلقت على أمريكا!
لماذا أمريكا بالتحديد؟
هل هي تستحق هذه التسمية فعلاً؟
كيف يمكننا أن نجيب بالإثبات؟ هذه أمريكا! أليست هي أمريكا نفسها، من أرسلت جنودها إلى أغلب دول، لينشروا الحرية! أليست هي نفسها، من تدافع عن حقوق الإنسان؟
لنغوص قليلاً في تأريخ أمريكا، فإذا كانت ( أم الحرية وحقوق الإنسان) سنعتذر لها، أما إذا كانت فعلاً شيطان أكبر، سنلعنها ويلعنها التأريخ، فنحن نكتب للتأريخ.
في شهر آب من عام 1492م أبحر كريستوفر كولومبوس، لأول مرة في المحيط الأطلسي، بثلاث سفن تحمل العلم الأسباني، بعد ان أقنع الملكين فرناندو، و إيزابيلا، بنجاح مشروعه، بعد شهرين من إنطلاقه، وبالتحديد في اليوم العاشر من تشرين، وصل إلى أمريكا، معتقداً أنه وصل إلى الهند، وسموها حينها بجزر الهند الغربية، إلى أن سافر إليها، أمريكو فسبوشي، ليعلن أن كولومبس، إكتشف عالماً جديداً، أُطلق عليه بعدها، أمريكا.
حينها كان في أمريكا سكان بسطاء، تمت تسميتهم، بالهنود الحمر، إستقبل الهنود الحمر، الوحش الأوربي بالورود، والهدايا، معتقدين بأنهم المخلصين.
بعد أيام قليلة، بان الوحش الأوربي على حقيقته، وبدأ يقتل الهنود الحمر الأبرياء، حتى أنه كان يبيد كل قرية بأكملها، شبابها، وشيوخها، نساؤها، وأطفالها، لأن الهنود الحمر، كانوا لا يملكون سوى أدوات الصيد البسيطة، التي تعينهم في حياتهم، بينما الوحش الأوربي، كان متطوراً صناعياً، ولديه الأسلحة النارية.
بدأت الهجرة من أوربا، إلى العالم الجديد، وكلما زاد عدد المهاجرين، زاد عدد القتلى من السكان الأصليين الأبرياء.
رُصدت جوائز لكل من يقتل هندي أحمر، شريطة أن يجلب رأسه، بعد أيام إعترض الصيادون على موضوع الرأس، لأن عرباتهم تأخذ عدد قليل من الرؤوس، فكان الحل، هو سلخ فروة الرأس، ليستلم مقابل كل فروة، مبلغ مالي معين.
كان عدد الهنود الحمر، كثير جداً، لذلك فكر الوحش الأوربي، بعقد الصلح معهم، فوافق الهنود الحمر الأبرياء، ليس بيدهم حيلة، لأنهم لا يقاومون أصلاً، فبعد أن تم الصلح، وصلت سفن أوربا، المحملة بالأغطية، والبطانيات، تم تسليمها للهنود الحمر كهدايا، لكن المساكين، لا يعلمون أن هذه الأغطية، تم إعدادها في مستشفيات أوربا، وقد حملوها بالحصبة، والجدري، والأوبئة القاتلة، وأصبح قتلهم بارد، وبصورة جماعية، ليصل عدد الضحايا من الهنود الحمر، حوالي 1-4 مليون، ولكن هذه الإحصائية، مدعومة من الحكومة الأمريكية، لذلك يعتقد أن فيها نوع من تقليل العدد، وهناك دراسات مستقلة تقول أن عدد الضحايا زاد عن 10 مليون، والارقام تصاعدت حتى وصلت الى 300 مليون قتيل، وتبقى جريمة قتل الهنود الحمر، أكبر جريمة إبادة عرقية في تاريخ البشرية، من حيث الأرقام بحق عرق واحد.
في عام 1916م قامت مشاة البحرية الأمريكية، بقمع إنتفاضة الدومينكان، ثم إحتلت بلادهم بالكامل، وإستمر هذا الإحتلال ثمان سنوات.
أما في عام 1945م قامت أمريكا، بقصف مدينتي، هيروشيما، ونازاكاني، بإستخدام قنابل نووية، بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام، حيث كان مجحف بحق اليابان، ونصه أن تستسلم اليابان، إستسلاماً كاملاً، بدون أي شروط، إلا أن رئيس الوزراء الياباني سوزوكي، رفض هذا التقرير، وتجاهل المهلة التي حددها إعلان بوتسدام، وبموجب الأمر التنفيذي، الذي أصدره الرئيس، هاري ترومان، قامت أمريكا، بإطلاق القنبلة الذرية، على مدينة نازاكاني اليابانية، فوصل عدد الضحايا إلى 73884 قتيل، و 60000 جريح، مع إبادة كاملة، لكل الحيوانات، والنباتات.
في عام 1949م أشعلت أمريكا، حرباً أهلية في اليونان، ذهب ضحيتها، 154 ألف شخص، وسجن 40000 شخص، كما وتم اعدام 6000 شخص، بموجب أحكام عسكرية، وقد إعترف السفير الأمريكي الأسبق ماكويغ، بأن جميع الأعمال التكتيكية، والتأديبية الكبيرة، التي قامت بها الحكومة العسكرية في اليونان، في الفترة ( 1947-1949)م كانت بتوجيه مباشر من واشنطن.
في عام 1966م القوات الأمريكية، قتلت 125 شخص، من المدنيين في فيتنام، رغم أنها أعلنت عن وقف القتال لمدة 48 ساعة بمناسبة أعياد الميلاد.
في عام 1991م قصفت أمريكا، ملجأ العامرية في العراق، أثناء حرب الخليج الثانية، بواسطة طائرتين من نوع f-117 تحملان قنابل ذكية، مما أدى الى تدمير الملجأ، وإستشهاد أكثر من 400 مدني عراقي، من النساء والأطفال، وقد بررت أمريكا، فعلتها هذه، بأنها كانت تستهدف مراكز قيادة عراقية، لكن أثبتت التقارير، أن تدمير الملجأ كان متعمداً، خاصة وأن الطائرات الأمريكية، حامت فوق الملجأ، لمدة يومين كاملين.
أما في عام 2001م، وبعد ستة أشهر من القصف الجوي في أفغانستان، بلغ عدد الضحايا الذين قتلوا مباشرة من القصف حوالي 8000 شخص، أما من قتلوا بشكل غير مباشر، فقد وصل عددهم الى 50000 مواطن أفغاني.
كانت آخر الجرائم الأمريكية، عندما إجتاح فيروس ( كوفيد- 19 ) العالم، حتى أعلنت الحكومة الأمريكية، بأنها قررت عدم معالجة مرضى متلازمة داون، وكبار السن، ومرضى التوحد، في حال تمت إصابتهم بفيروس كورونا.
هذا غيض من فيض، من جرائم أمريكا! فعلاً أن أمريكا، إنموذج التوحش، وعندما نسميها بالشيطان الأكبر، انا أعتقد بأن الشيطان، لن يرضَ بهذا التشبيه، كونه أشرف منها بكثير.
إلى ذيول أمريكا، ومحبي سياستها، هذه هي عاهرتكم، وهذا تأريخها، أرأيتم الحرية؟ هل لاحظتم حقوق الانسان؟
هذا هو النموذج الامريكي، الذي صدعتم رؤسنا به،