عباس محمد السالم ||
ان ترسيخ المعرفة اليقينية لدى المُنتَظر العامل، وتمتين الارتباط الوجداني، والتفاعل العملي، وتوثيق الاعتقاد، يُساهم وبشكل كبير ببناء وتقوية دعائم الايمان الحقيقي والتواصل و التواصي بالحق والصبر، وأن حالة "اليقظة والوعي" التامين تجعل المُنتَظر العامل يتمتع بالشعور بالسعادة والسلامة النفسية والاجتماعية، كما ان انغماسه في تلك الحالة، تجعله يتعامل بإجابية بشكل كبير مع المواقف الشائكة التي تواجهه.
بينما حالة "التدفق المعرفي"، التي يكون فيها المُنتَظر العامل، بحالة استيعاب الصورة بشكل كامل، وفهم للتحديات التي تواجهه، فعليه ان يمتلك أدوات فاعله للتتبع اليقض، للإطلاع والتعرف على حجم التقدم الذي يحرزه على صعيد مواجهته لتلك التحديات، لجعل ذاته أكثر قدرة على التكيف مع جميع الأوضاع.
ويرسخ إرتباطه بربه، و يبث روح الايمان العملي، للبلوغ من خلاله الى معارج الكمال.
واما المُنَظر الجاهل؛ فهو ذلك الانسان الذي لا يفهم سوى القدح بحجة العلم و التقدم، ولايفهم الا ما يفهم هو، بحيث لا يرى للاخر وجودا، واذا اعترف بوجوده فيتهمه بالتخلف وعدم فهمه للنصوص، لكن الحقيقة هو الجاهل بها، واذا تكلم بالصلاح تراه مُنَظرا بارعا! وهو بعيد عنه، ولا ترى في طريقه الفلاح، رغم انه يعتقد بفلاحه! واذا تكلم عن الفساد، تجده منتقدا له، مُعادٍ لجبهته، لكنه مولغ فيه، راكس في وحله، ﴿ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ﴾.
تلك الجبهتان؛هُن جبهة التمهيد و جبهة العبيد، وجبهة الحق وجبهة الباطل، وجبهة الناصر وجبهة المتخاذل، لايمكن ان يلتقيان او يجتمعان، فالمُنتَظر العامل لا يستمع للمُنَظر الجاهل، و والمُنَظر الجاهل لا يرى وجودا للمُنتَظر العامل، لكن الحق يعلوا ولا يُعلى عليه.