حيدر المطوكي ||
ان المشهد السياسي العراقى بالكيفية الحالية يواجه العديد من التحديات النابعة من الأزمات السياسية المتنوعة، وهى تحديات يمكن إجمالها فى حالة عدم الاستقرار السياسى المستمر، ويبدوا ان المشهد السياسي في العراق اكثر تعقيداً، وبدأ التحالف الثلاثي يستشعر خطورة الموقف وبدأ الوقت يداهم تحالفهم المدعوم خارجياً.
وتصر بعض القوى السياسية المدعومة من قوى داخلية سنية وكردية، ومن دول مجاورة، تركيا، والامارات، على المضي بتشكيل حكومة اغلبية وطنية حسب ما رأي التحالف الثلاثي، وعلى هامش هذه المعطيات يأتى الاحتقان السياسى بين قوى الإطار الشيعى من ناحية، وبين الأخيرة وكل من القوى السنية والكردية من ناحية ثانية، ليأخذ صوراً متعددة،.
ان هذه الحكومة التي يصر التحالف الثلاثي على تشكيلها، هي حكومة اقصاء للقوى الشيعية، ومشروع خارجي تمهيداً لسحب الحكم من القوى الشيعية، ان قوى الاطار الشيعي، حريص علىى ان يجنب بلدنا مزيداً من المشاكل والازمات، والتوجه نحو خدمة المواطنين واهمها الاتفاق على رئيس وزراء شيعي، قادر على عبور المرحلة، حسب السياقات المعتمدة وتشكيل الحكومة، وفق الاستحقاق الانتخابي لكل من يرغب بالمشاركة، ويلتزم بالمشتركات الوطنية.
وفي مسعى من قبل التحالف الثلاثي، الى المستقلين، واغرائهم برسالة مفادها سنترك لكم بمساحة لأدارة البلد، هذا ما كان ظاهرياً، ولو ركزنا في مضمون الرسالة، و قرأنا بين طيات سطورها، لشممنا رائحة الدولارات، تنبعث بقوة، كما كان في انتخاب رئيس البرلمان العراقي.
وان تفسير دعوة التحالف الثلاثي ، للمستقلين، هو اغلاق باب الحوار، مع الاطار الشيعي بشكل تام، وكل فريق يستعد للمبارزة، ومن الواضح أن التحالف الثلاثي ، يريد كسب المعركة من خلال كسب مقاعد المستقلين، الذين باتوا اليوم أكثر قوة سياسية، فاعلة ومؤثرة في التحالفات.
هنا لابد ان نشير الى عددة تساؤولات، ماهي خطط وبرامج التحالف الثلاثي لأدارة البلاد، كي يستميت من اجل قيادة البلد. وعلى الرغم ان التحالف الثلاثي مشارك في جميع الحكومات السابقة.
أوليس ان الذي كان يعارض، جميع الاتفاقيات الاقتصادية، والامنية، والعسكرية، واتفاقية البنى التحتية، التي من شأنها النهوض بالعراق، واستقتالهم على تسليم ميناء الفاو، لشركة دايو الكورية الامريكية المتلكئة، بتدخل اماراتي كويتي، وايقاف الاتفاقية الصينية، وطريق الحريري، والذي من شأنه، يعيد اعمار العراق، مقابل النفط،، وانهاء الاتفاقية مع شركة سيمنس الالمانية، لبناء محطات كهربائية رصينة لتغذي جميع المحافظات العراقية بالطاقة الكهربائية.
وليس هذا فقط، بل الغاء الالتفاقية الروسية، والتي كان من المفترض استيراد، منضومة الدفاع الجوي الرؤوسية الشهيرة s400.
وتسليح الجيش العراقي باسلحة متطورة، لحماية ارضه وسمائه، ولا ننسى السيطرة على عقود وموازنات وزراة الصحة منذ عام، 2004 الى يومنا هذا، ووجود علامات استفهام كبيرة وكثيرة، وشأن مصير المخصصات المالية للحكومات المتعاقبة للقطاع الصحي، وعلاقتها بقضايا التمويل وقضايا شركات الأدوية.
في العراق، تاريخ طويل من هدر أموال الدولة، على مشاريع معطلة وخدمات مفقودة، واستغلال نفوذه داخل السلطة لتحقيق عوائد مالية ضخمة.
لا بدَّ من العودة قليلاً إلى التاريخ، من أجل التذكير، بسجلّ حليفهم البرزاني وعائلة، الأسود في العلاقة مع "إسرائيل، ليس ضد العراق فحسب، بل ضد دول المنطقة وشعوبها عموماً أيضاً. ولابد الى ان نشير الى العمل الارهابي الثنائي الامريكي- الاسرائيلي، في اغتيالهم للشهيد قاسم سليماني، والشهيد ابو مهي المهندس، واستغلّ الموساد الاسرائيلي الفراغالأمني، والعسكري، والسياسي، فصالوا وجالوا في العراق، ونقلوا الأسلحة والمعدات القتالية، إلى البشمركة البرزانية عبر القواعد الأميركية، كما نجحوا بإقامة مقرات سرية للموساد في العديد من مناطق شمال العراق، وكانوا على اتصال مع عملائهم، في الداخل العراقي عموما.
ولازلنا نأمل ان يستجيب الط5ف الشيعي في التحالف الثلاثي ، لمشروع، الاطار الشيعي، حيث ان التسويف في ذلك سيدفع الشيعة فاتورته بشكل خاص والعراق بشكل عام، خصوصا مع المخاطر والتحديات الامنية، والاقتصادية، والادارية، التي تحيط بالعراق والمنطقة باسرها ان احترام التنوع وحماية المكونات، في عراقنا هو امر اساسي لنجاح الوطن وسلامة العلاقة بين ابنائه، وانه لا يصح في اي حال من الاحوال، اضعاف مكون لحساب مكون اخر لان هذا مدعاة لعدم وجوجود، عدالة وظلم يؤدي بالتالي الى مزيد من عدم الاستقرار.
وان رسالتنا الى النواب المستقلين الشيعة، اصبح الامر متروك بين ايديكم، فيما هل ستجددون العهد والوفاء للعراق، وتقلونها بكل عزاً وكرامة، كما قالها الامام الحسين (ع)، لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد.
اليوم النواب المستقليين، مدعوون الى الثبات في ساحة المعركة لأنقاذ العراق، من القساد، والارهاب، واجهاض المشروع التركي الاماراتي، لتمزيق وحدة مكونات البلد، واغراقه، بحروب الطائفية.
ان عدم مشاركتكم في جلسة انتخاب الرئيس القادم، هي ضربة فاضية لأنهاء المشروع الخارجي الخبيث، وانقاذ الشيعة من مؤامرة تحاك ضدهم في غرف مظلمة، والاطاحة بالحكم الشيعي، واسترجاعه للسنة، بحجة الاغلبية الوطنية.
ـــــ
https://telegram.me/buratha