المقالات

البرلمانيون المستقلون اصبحوا سلعا معروضة للبيع في مزادات الاحزاب. 


حليمة الساعدي ||  

شهد البرلمان العراقي تقليعات مختلفة نتيجة لعدم الفهم الكافي للتجربة الديمقراطية الحديثة العهد فيه قياسا لبرلمانات دول اخرى  سبقته في هذا الامر بعشرات العقود.  ورغم ان الفترة مابين اقرار الدستور العراقي والانتخابات الاخير، فترة لابأس بها للنضوج الكافي والفهم الوافي لمعنى الديمقراطية والوصول الى مستوى مرضي من مستويات اداء هذه الممارسة الجماهيرية. الا ان العراق تعثر بعدد لا حصر له من المطبات السياسية نتيجة للتنوع الغير منسجم مع بعضه البعض من الاحزاب والتيارات والحركات المؤثرة على المشهد السياسي  تحركها  التدخلات الخارجية التي اذكت فيه النفس الطائفي والعرقي والقومي والقبلي والاثني فتحولت الديمقراطية عندنا مجرد عبائة يختبئ تحتها صراع الاحزاب المتقاتلة والمتناحرة بعضعا  مع بعض من اجل الحصول على اكبر قدر ممكن من الامتيازات والمقاعد داخل البرلمان. كل حزب بما لديهم فرحون.  ويبدوا هذا واضحا مع كل دورة انتخابية مما حدى بالبعض ان يعزف على وتر المستقلين؛ بعد ان استقرأ الشارع الذي وصل الى درجة التقيء  لشدة الاشمئزاز من تكرار نفس الوجوه السياسية المتربعة على السلطة ولم تقدم للشعب سوى مزيدا من الفساد والفقر والحروب الاهلية وهدر الايرادات والثروات وتعطيل عجلة الحياة الصناعية والزراعية والتجارية وقتلوا الابداع الفكري والفني والعلمي والادبي وصاروا سببا لأرتفاع نسبة الايتام والارامل وانتشار الجريمة وزادت وتضاعفة بسببهم نسبة العاطلين عن العمل واصبح البلد كيسا لنفايات كثير من الدول الاقليمية والاوربية واغرقوه بالعمالة الاجنبية لمحاصرته ومحاربته في لقمة العيش. ولذا فان دخول المرشحين المستقلين في الانتخابات  استهوت  عدد لابأس به من العراقيين لا بل ان اكثرهم روج لهذا النهج وصار المستقل شخصية محترمة لدى الناخب.  لكن السؤال هو هل المستقل قادر على التغيير او  ان يحرز اي هدف داخل البرلمان  دونما  ينتمي لكتلة ما او ينضوي تحت جناح حزب من الاحزاب المتسلطة.   ام انه  لو بقي مستقلا حرا طليقا فسيكون كريشة في مهب الريح فلا رأي له ولا دور ولن يقدر ان يغير من الامر شيء لا في اختيار رئيس الجمهورية ولا البرلمان ولارئيس الوزراء ولا حتى الحقائب الوزارية فاليد الواحدة لاتصفق.  واذا قرر المستقلون داخل البرلمان ان يشكلو كتلة بهذا العنوان، حينها سيكون لزام عليهم ان يوحدوا  الهدف  والقرار  والمواقف وسيحتاجون الى رئيس كتلة ونظام داخلي. وعندها انتفت صفة المستقل وتحولوا الى كيان مرتبط بكتلته  ويتحدد بها في جميع  المواقف وكذلك الحال بالنسبة لاجراء التصويت من عدمه.  وهنا تحولوا الى شبه حزب او تيار ولافرق بينهم وبين بقية الاحزاب والتيارات داخل البرلمان. وفي اغلب الاحيان وخلال الدورات البرلمانية  السابقة تعودنا على ان اغلب المستقلين يميلون الى الارتباط بحزب معين او كتله ما تتناغم مع توجههم الفكري او انتمائهم القبلي او المذهبي او القومي. ان المستقلين في البرلمان العراقي اليوم  اصبحوا عبارة عن مجموعة مساومين مستعدون للانظمام الى الكتلة التي تمنحهم امتيازات اكبر وعندها فأن  دور المستقلين غير مؤثر و لم يغيروا في العملية السياسية شيئ، سوى كونهم اصبحوا سوقا داخل البرلمان  تتوافد عليه الاحزاب لاحزاب يشترون بهم ويبيعون.  اما عن تأثيرهم على الشارع العراقي وواقعه المرير فليس لهم اي تأثير ولم يضيفوا سوى مزيدا من التعقيد على المشهد الجيوسياسي في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك