رسول حسن نجم ||
خرجت الولايات المتحدة من افغانستان بعد حوالي عشرين عاما من النظام الذي انشأته هناك ظاهره الديمقراطية وحقوق الانسان ودولة المؤسسات وغيرها ، وهذه الادوات هي لعبتهم التي يجيدون تحريك خيوطها ، فتجدهم يستغلونها الاستغلال الأمثل في ولاياتهم ليرتقوا بواقعها ويتفاعلوا معها لينهضوا بمواطنيهم حتى يوصلوهم الى مرحلة الرفاهية بكل أبعادها ويجعلوا الرأي العام لصالح سياساتهم الداخلية والخارجية.
في الجانب الآخر تراهم يجعلوا منها بؤرا للتجسس والهدم والتخريب في الدول التي يحتلونها بحجة التحرير لغايات كبرى في برامجهم المعدة سلفا بتخطيط مدروس وتنفيذ بدقة عالية ، ونستطيع ان نرى بوضوح عدم تفاجىء دول الاستكبار العالمي بالأحداث الجسام التي تحدث في العالم على عكس الدول المغلوبة على أمرها ومنها الدول العربية التي تفيق على الصدمات العنيفة الناتجة عن الحدث والتي تتركهم حيارى في ردات فعل متخبطة وغير مسؤولة.
مايهمنا في أفغانستان حيث أوصلتهم الولايات المتحدة الى قمة الفساد المالي والاداري والسياسي وجعلت منهم حكومة شكلية معزولة عن شعبها الذي اصلا هو يعاني الامرين من الفقر والجوع المستشري في كل مفاصل الدولة ، حتى وصلت الخطة الى نهايتها تركتهم فريسة سهلة ولقمة سائغة لحركة طالبان كما انها لم تنسى ان تترك لطالبان معدات وأسلحة معتد بها لتسهيل سيطرتها على أفغانستان الموقع الاستراتيجي المطل على روسيا وايران.
في العراق اتبعت نفس سياسة التحرير !! وانشاء عراقا جديدا بدولة المؤسسات وحقوق الانسان والحوار الوطني الذي لم يكن فيه المحاورون بمستوى المسؤولية والنضج ليعرفوا ماذا يراد بهم من حوار غير متكافىء ومليء بالغام القومية والطائفية والحزبية في بلد متنوع الاديان والقوميات والمذاهب ، ليس من أجل إيجاد الحلول الجذرية ونقاط الالتقاء والتعايش السلمي وقبول الرأي الآخر ، بل لإذكاء التشرذم والنعرات لتوصل الامور الى طرق مسدودة وليمهدوا الطريق لدخول داع.. ش (مع حفظ الاقليم الشمالي وجعله محمية أمريكية ممنيهم بالدولة الكردية) للسيطرة على باقي مناطق العراق خاصة في الوسط والجنوب بدعم خليجي وهابي واردني وغيره ليتركوا العراق في نهاية المطاف في ظل الوضع الجديد المدعوم اقليميا من الحضن العربي ودوليا من الاستكبار العالمي.
ولكن جرت الرياح بما لاتشتهي السفن ، وإذا بصوت إبن الحسين عليه السلام ومن الصحن الحسيني الشريف يفاجٱهم بفتوى الجهاد المقدس وهم في أوج نشوتهم ، فيدعهم حيارى (لايجدوا لوعظه الا الأسنة والسهام جوابا).
وتغيرت المعادلة لصالح العراق الجريح ، ولكن الخطط البديلة للمحتلين جاهزة. فعلى سياسيينا ان يكونوا بمستوى ماينتظرهم من مفاجآت فالعدو يقظ ومتواجد بقوة وليتعظوا من التجربة الأفغانية والا سيكون مصيرهم ماوصل اليه وزير مالية افغانستان السابق خالد بايندا حيث انتهى به المطاف سائق تكسي يعمل على تطبيق اوبر في واشنطن ملقيا اللوم على الشعب الافغاني وحكومته الفاسدة المنساقة خلف مخططات الدول الكبرى.