كوثر العزاوي ||
وفاءً للشهداء،أحرَزَ هذا النص الأدبي"المركز الأول"ضمن المشاركة في مهرجان قادة النصر في الذكرى الثانية للعروج والذي أقامته المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في بغداد، وكان بعنوان:
...........................................
"زفرةُ وَلاء..
عامان يُطلّان على رُبى القلوب العاشقة، ونار الفجيعة تستعر في ثنايا الضلوع..ومازالت تتلعثمُ الحروف مختنقة في طيّ الحَشى..تتهاوى متعثّرةً تحاول عبثًا وصف الشهيد بوهج الأحزان..فخذ مني السلام معبّقًا بمسكٍ وريحان.
رفقًا..فأنا المفجوع ولكن..،قد تتجرأ بعض الحروف في محضر الطّهر لتصوغ وصفًا يليق بمقام تلك الشموع التي احترقت الف مرة في بقاعٍ عدةٍ ليحيى الآخرون،
وهيهات هيهات! أنّى للحروف أن تصطفّ لتؤدي تمام الوفاء، والقلب لم يهدأ مذ أفلَ النجمان من سماء الوجود..والسماءُ زُيِّنت بمصابيحَ العطاء وكانت رجومًا للشياطين وأوحشت سماء أرواحنا وأمطرتْ حِممًا من لهيب العزاء، وسالت أودية من دموعٍ كلما اقتربت ذكرى العروج لتؤدي مراسيم ذكرِهِما نثرًا وأشعار، مشاعر تلتهبُ في شارع المطار..
وهاهي الذكرى تعود شامخة..تجوب آفاق الأرواح ثانية..شهقات مكتومة..كلمات تختنق بين شهيق وزفير..حبيسة الدموع، هلمّي ياغياث الروح لنجدتي..أيا فاطمة..أسعفيني أسمعيني همس أمان..أنا بحضرة ذكرى عاشقيك ولغتي لغة الضاد..وصاد والقرآن ذي الذكر..لكنها تتلعثم...تتهاوى فيهتزُّ لها الكيان..أتوق الى التحليق مع الذكرى لأسطّر شيئا من وفاء، يُضيء مسافات الحيرة..ليتبيّن العاشق سبيل الرشد من الغيّ، يُخبرهما ياااراحِلَيْن، إنّ لكما وطن فينا مكلوم ، أيا قاسم والجمال!! حروفٌ ثمانية، في جنة عالية، نفحاتها دانية، حروفُ اسْمَيكما أضحت قناديل لحُزانى الدرب وكلّ حرفٍ مقاومة..وألحانُ جُنْدٍ تشدو لحنًا سماويّا ملكوتيّ، حروف تتفجر ألمًا حينما تنساب انسياب النسيم على ضفافِ الذكرى لتربّتَ على كَتف الجرح
(يقينا كله خير)
أجل!! ياكلّ الخير..ياروحَين عرَجَتا وأنبتَت في كل روح مئة شهقة وحنين،
وخير الزاد في نهجِكما بلوى وسلوى وكلّ أثرٍ من سيرتكما عمقًا لمعاني العشق والفناء وفلسفة العطاء، وكل في فلكٍ يسبحون!!
اَيا قاسم سليماني..أبا مهدي وبعض النورُ إنسان..ومن نَحْرَيْكما ارتوت واحات النصر بسيل بطولات ومواقفَ، فاخضرّت سنابل في ميادين الليل أينعت شموعٌ
بانتظار الفجر ترتّل القرآن ترتيلا ، ليُسفرَ الصبح عن فوزٍ في محراب "عليّ" فهو المنى والمراد الذي تُنشدون..حيث موعد النصر، حين أذِنت السماء فتدلّت قطوف دانيات، ودقّت الأجراس..وانقطعت الأنفاس، وتناثرت لآلئَ الأمجاد من طاهر الأجساد، ليتجدّد الشهيق عند الفجر هامسًا منتشيًا "حيَّ على الفلاح" قد غارت الجراح!!
أما أنا..نحن..كلّنا..مازلتُ في ذهول كالحيران..لم ولن أفقه أيّة لغة وايّة فلسفة للاحتراق من غير افتراق!!!
فلم ولن يعد غير طلّسم الطف يُفهمني، يطمئنُني..أن روحَيْكما عشِقت القرب المقدس اقتفاءا بأثْرِ كربلاء!!
فسلامٌ على جرحٍ بلا اندمال، يُحاكي نشوة الاحتراق، وقد وعى حقًا، أنّ بعض النار نور، وبعض الحروف حضور .
٢١شعبان ١٤٤٣هج
٢٤-٣-٢٠٢٢م
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha