سردار حبيب ||
نظرة الإنسان الغربي إلى الحياة ، نظرة غايتها الرفاهية، المتمثلة في الاستمتاع ، بالأكل والشرب والجنس واللهو فقط ، وتسخير العلم والطبيعية، وكل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الغرض ، في غياب إدراك غايات الإنسان الحقيقية المتعلقة بمعرفة سبب وجوده ، ومبدئه ومنتهاه ، مما يسبب في هلاك الحرث والنسل والبيئة ، ومثل هذه الرفاهية محدودة الزمن، فهي لا تعمر طويلا حتى يأتي عليها الهلاك فيأخذ بنيانها من قواعده ويخر علهم السقف فينسوا كل ما كانوا عليه من رفاهية وترف وقوة، كما قال الله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}.
وهذا بسبب فساد نظرتهم إلى الحياة، وتوجيه المكاسب إلى تحقيق غاياتهم ....
أما نظرة الإسلام إلى الحياة. ،فهي نظرة ائتمانية ، تتجلى في حمل الأمانة، قال الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}، وتسخير الطبيعة إلى ما يحقق منفعة الناس جميعا. ،باعتبارهم جماعة بشرية مشتركين في كل مقدرات هذه الأرض ، من ماء وغذاء وثروات طبيعية ، لا فرق بينهم إلا بالتقوى ، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} .
فتكون الأهمية للمبادئ على المصالح ، والفضائل النفسانية على المتع الجسمانية، مما يسهم في إصلاح الحرث ، والنسل والبيئة وسلامة المجتمعات ، والشعوب من الحروب ونهب الثروات ، وتفعيل دور العدل والقسط في الأرض ، وما ينتجه آثار التعارف بين الشعوب والتعاون بينهم على البر والتقوى ، وكف العدوان من مكاسب تخدم الإنسانية جمعاء .
وان النظرة الفلسفية للإنسان الغربي ، تدعو إلى الإفساد في الأرض، وفي المجتمعات، ولذلك هي قائمة على الظلم والجهالة، {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}، ولذلك العلم والصناعة والقوة ، في غياب التوجيه الأخلاقي ومنطق العقل والحكمة دمار للبشرية وللعالم ، ومع الأسف ، المسلمون اليوم يتبعون المنهج الغربي في نظرتهم إلى الحياة !! مما يسهم في مزيد من الإفساد في الأرض ، وفي المجتمع ، وهذا ظاهر سواء على مستوى السياسة ، أو على مستوى نمط التفكير للإنسان المسلم .
اذن " ان النظرة الغربية إلى الحياة ، لا تؤمن بالتعارف والتعاون ، وإنما تؤمن بالمنافع والمصالح الشخصية .
بينما نظرة الإسلام إلى الحياة ، تدعو إلى الإصلاح في الأرض ، وفي المجتمعات ، وتحقيق الأمن والسلام ، والتعاون بين الناس بمقتضى حمل الأمانة .
ـــــــ
https://telegram.me/buratha