عباس زينل||
المقبور هدام لم يكن جاهلًا بنسب وأصل السيد محمد باقر الصدر "قدس سره"، عندما أطلق عليه "التبعي" وبأن ولائه ليس للعراق، بل كان يعلم جيدًا بأن السيد من أطهر الأنساب وأشرف البيوت، من بيت النبي العربي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكنه كان يدرك قوة الفيلسوف السيد الصدر،وكان يدرك تمامًا بأن تحركات السيد تهدد طغيانه، وكان على يقين تام بأنه لو لم يقم بسجن السيد، واتهامه بشتى الاتهامات الباطلة، لكانت الناس كلها ألتفت حول السيد وأقدموا على إسقاط حكم الطاغي.
فلهذا أول من سن هذه السنة السيئة؛ هو صدام وزمرته الظالمة، الذين أعدموا وغيبوا وهجروا الملايين من الشيعة، تحت حجة التبعية والولاء لإيران، في حين هؤلاء لم يكونوا يطلبون شيئًا؛ غير حياة كريمة يسودها العدل، وتحكمها المساواة بين أهلها.
وليس غريب عندما نشاهد بعض الأحزاب، التي صعدت القمة بعملية إنتخابية مزورة، وهي تحاول النيل من خصومها وأتباع خصومها؛ بالإساءة والتنمر والنيل من انتماءهم ورموزهم، والنزول لمستوى منحطة بالتصريحات لا تليق لمكانة حزب يريد حكم العراق.
على الأحزاب التي تحاول تشكيل حكومة بما تسمى الوطنية، أن تعلم جيدًا بأنها كانت تتهم خصومها بسبب تحالفاتها،
مع ان خصومهم كانت تتعامل مع ما موجود في أرض الواقع، أي بأنهم تحالفوا مع ما أفرزتها الانتخابات ومع ممثلي المكونات الأخرى.
الغريب بأن هذه الأحزاب فعلت نفس ما فعلتها خصومها، الفرق بأنهم يدعون الإصلاح والنزاهة، وخصومهم لم يدعوا ذلك بل تعاملوا مع الواقع الموجود، ولذلك الآن هذه الأحزاب الفائزة بالتزوير والصدفة؛ في حيرة من أمرها وأمام أبواب مغلقة ومحكمة.
لاسيما بعد ضمان الثلث المعطل من قبل خصومهم، الثلث الذي أرسل لهم رسالة مضمونها؛ لا يمكنك إقصائي والإدعاء في نفس الوقت بأنك تمثلني، فلذا عجزوا عن إكمال النصاب، وتمرير رئيسي الجمهورية والوزراء، والان هم يطلقون أنفاسهم الاخيرة.
لذا لم تكن هذه الاتهامات غريبة، بل هي واضحة جدًا بأنها محاولة خاسر، يريد التشبث ببعض المستقلين، والذي يظن بأنه سوف يؤثر عليهم هذا الكلام، ولا سيما بعد ان تصدر هذا الكلام المشهد مؤخرا في تشرين، ونتج نواب مستقلين عنوان الولاء وعدم التبعية.
لأن الذي أتهم أهله وناسه وأصدقاءه؛ فهو أيضًا ليس جاهلًا مثل صدام، بل يعلم بأن هذه التسميات تعود للزمرة البعثية، وبأن أهله من الناس الذين اتهموا بها، اذن هذه محاولات للنيل من خصومهم والتأثير على الرأي العام، وتغيير مجرى القضية المحورية.
عليهم أن يدركوا جيدًا بأن صدام ولى، وولت معه هذه التسميات، فمن أراد تكرارها فعليه أن يعلم جيدًا؛ بأن هذه الجماهير باتت أقوى بكثير من قبل، وبأنها هذه الاتهامات ما هي إلا مصدر قوة لهم، وكلما اتهموا كلما تقدموا وأصبحوا أقوياء.