الحقوقي علي الفارس ||
في عام 2003 سقط صدام الطاغية بعد التدخل الأمريكي، وتخلص العراق بذلك من ديكتاتور حكمه طويلاً. لكن هل أدى ذلك إلى تحقيق الديمقراطية والرخاء وتحسن الأوضاع في البلاد؟
دخلت القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، إلى العراق في مارس/ آذار 2003 لتطيح بنظام صدام حسين بحجة امتلاك أسلحة دمار شامل، لكن حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية ما يزال العراق ساحة للهجمات والتفجيرات الانتحارية. التي شهدتها اغلب مدن العراق والتي راح ضحيتها الاف العراقيين الأبرياء منهم الرجال والنساء والأطفال ’ وحتى تدمير البنى التحتية. على الرغم من الخوف والهلع الذي عاشه العراقيين ’’ لحق بذلك التخبط السياسي المبرمج على أنظمة الاحتلال الأمريكي الذي كان يدير العملية السياسية العراقية بدافع قضاء المصالح الشخصية. ما ان أصبحت هذه الورقة قديمة حتى ان بدئوا بورقة أخرى وهي الطائفية التي نزعت جلد التعايش السلمي بين العراقيين سارت هذه النعرة لسنين عدة قصمت أضلع العراق واثمرت المخططات الإسرائيلية التي زروعها في الوطن حتى باتت مرض لا يمكن الشفاء منه ’’ بعد رمي هاتين الورقتين ولوجود تربة خصبة من الاقتتال والانفجارات والطائفية العمياء حتى ما ان لبثوا شياطين الاحتلال بان ينثروا سموم أخرى عن طريق الاختناق السياسي وتجويع الشعب وغلق ملفات الاعمار والتقدم بأيدي عملائهم من الذين كانوا يشاركون في الحكم حتى وصل الوضع الى السئم وعدم السكوت من قبل أبناء الشعب وخاصتا أبناء المحافظات الغربية التي كانت تربة مهيئة لزرع الطائفية والحقد السياسي الذي اصابهم بعد سقوط الطاغية حيث عملت المخابرات الامريكية على نشر اجنداتها وبداءة احتجاجات و اعتصامات ونصب الخيم لغرض اسقاط الحكومة الا انه كانت بالحقيقة تجنيد وتهيء كامل لدخول العراق في مرحلة جديديه وخطرة من الاقتتال والعنف الطائفي وهي الورقة الأخيرة التي كانت أمريكا تعتقد انها ستحكم العراق لمدة 30 سنة قادمة..
2014 دخل تنظيم داعش الإرهابي وبداءة القوات الحكومية والمنظومة العسكرية بالانسحاب والانهيار من تلك المحافظات حتى أصبحت اطراف بغداد مهددة ’’ ما ان اصبح الخطر وشيكا حتى بزغ فجر الحرية وانطلقت كلمة الحق لتعلو بسماء العراق وانطلقت جحافل الشجعان أبناء الخط الشيعي لتطهير الأراضي التي نجسها الإرهاب ومن والاه ومن احتضنه حتى انجلى الغبار وضهر الحق وانتصر العراق بفضل فتوى القائد الروحي السيد علي السيستاني بسواعد أبنائه الشجعان وتحت قيادة القادة الشهداء الذي رسموا طريق النصر بدمائهم ’’ بعد كسر راس الافعى أمريكا والموساد بتلك الفتوى , اتجهت قوى الشر الى فتح ملف استعماري تبعي قذر لتطبيقه على ارض العراق وهوه السياسة القذرة التي رسمتها أمريكا للإطاحة بالمكون الشيعي وبالقوى العقائدية التي صنعها المرجع الكبير السيستاني ’’ بداءات سياستها بتحريك الشارع ضد مقر ات الأحزاب ومكاتب الفصائل والحشد الشعبي التي كانت هي الدرع الحصين للبلد بعد ذلك اتجهت نحو التخريب بحجة إرادة وطن والتي كانت شعاراتهم عكس افعالهم تماما’’ بعد ذلك حرفت مسار هذه الشعلة المحترقة السوداء نحو رئاسة الوزراء لوكنها كانت معارضة لسياستهم وخصوصا بعد اتفاقية الصين .
الاخطبوط الأمريكي الذي يسيطر بأذرعه المتعددة على بعض دول المنطقة ومنها الخليجية وعلى العراق بشماله غربه وعلى بعض القوى الشيعية التي استسلمت لتلك الاذرع ’’ نراه اليوم وبالوقت الحاضر بالتحديد متمركز على تلك القوى وخاصة بعد الانتخابات الغير شرعية التي رسمتها الامارات وأهدتها الى عملائهم على طبق من ذهب والتي بدورها أبعدت المكون الشيعي والحشد الشعبي عن العملية السياسية وإرادة سحب الغطاء القانوني للأخير.
لا نريد الاطالة ’ تسلسلت الاحداث حتى وصلت الى ما حصل في يوم السبت الذي اعتبر اول فشل سياسي لحلفاء الامارات والموساد الإسرائيلي، نتجه ونسير نحو يوم الأربعاء الذي نتمنى من قياداتنا الشيعية سحب البساط الاماراتي من تحت اقدام من باع الوطن لداعش ومن ساوم على كسر الهلال الشيعي ’ نحن لدينا قادة ’ ولدينا ساسة ’’ ولدينا رموز’ يمكن لها ان تحكم البلاد’’ لماذا نسلم رقابنا الى من اوى داعش؟ الى من سلح وسلم المال والعرض لتنظيم داعش الإرهابي! لماذا نسلم أمورنا لبيوتات بنيت من فلين إسرائيلي؟ لماذا نقبل بان يحكمنا من هوة لا يفقه حتى العربية ولا يؤمن بالوطنية ولا يحترم العراقية برفعة علم أعداء الإسلام والدين بين يديه ’’ ان بقيت الأطراف الشيعية متمسكة بآرائها التي لا تصب في الوطن أولا ومصلحتهم ثانيا سوف تكون النتيجة نفس نتيجة أصحاب السبت ...
https://telegram.me/buratha