سردار حبيب ||
المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني. يستحق الشكر من كل مسلم يخشى على دينه، بل يستحق الشكر من كل من يعطي للانسان حقه ، سيدي قد لا تفي كلمات الشكر والثناء بحقك ، وقد يقول قائل على ماذا الشكر ؟ نعم انا عراقي واعلم ماذا قدم السيد السيستاني للعراق ولكن نظرة دقيقة وبتمعن وسيعلم العالم ان السيد السيستاني وقف بوجه اعتى الدول اجراما واسوء الاجهزة الاستخباراتية خبثا واقذر المنظمات والوسائل الاعلامية التي تعمل على هدم القيم الاسلامية...نعم وقف تارة بصمته وتارة بكلماته الرائعة واخرى ببياناته المجلجلة بالحق.
لكن نرى بين فترة واخرى ، تصاريح بإساءة الى مقام المرجعية ، والى مذهب الشيعة ، نقول لعالم بأجمعه : المذهب والمرجعية خط احمر ، لايسمح لاحد ان يتجاوز عليه ، وسينال الرد قاسيا لكل من يتطاول على معتقداتنا ومقدساتنا .
رغم كل ذلك الانتقادات والإساءات ، الا ان السيستاني اصدر اليوم وصية يؤكد بها ، عدم الرد وشتم لمن يسيئ به، كم من الاخلاق تحمله ايها الحبيب ، انه اخلاق الانبياء والائمة عليهم السلام .
نعم ، نشكره على الدستور ، نشكره على الانتخابات ، نشكره على وقفته في ازمة النجف التي انقذها بناسها ، ومقدساتها من اسوء محنة مرت بها ، حتى ان كينيث كاتزمان كبير المحللين في الشرق الأوسط لدائرة البحوث في الكونغرس يقول: "بدون السيستاني، لم يكن لديهم حل لأزمة النجف"، لديهم هم الامريكان والحكومة العراقية والامم المتحدة .
نشكره على الجهاد الكفائي ، ونشكره اروع الشكر حين اعلن الانتصار على داعش ان لم يكن باحضاننا، نشكره على نصائحه للمقاتلين ، نشكره على توجيهاته للشباب ، نشكره على وأده للفتنة الطائفية .
لا اعلم هل ان القدر جعل من الطبقة السياسية بهذا المستوى من الاداء ، لتظهر لنا عبقرية هذا الرجل ، التي كانت رائعة باتجاهين ، باتجاه انقاذ العملية السياسية في العراق وهذا معلوم ، ولكنها رائعة بالاتجاه الثاني وهو الاهم اسلاميا ، ففي مواقفه هذه يكون قد هد جبال من المؤامرات الخبيثة للنيل من الاسلام ، فبالقدر الذي جعلت الدوائر المشبوهة نظرة العالم الى الاسلام ، بوصفه الارهاب فان السيد السيستاني انتشل الاسلام من وحل هذه المؤامرات ، ليظهر بريقه الذي اعمى عيون المتامرين ، بل ليس هذا فقط ، بل فضح المتلبسين بلباس الاسلام نهارا ويتامرون ليلا لتشويه الاسلام .
ما من ضيف زار السيد وخرج دون ان يكون مبهورا وحائرا ، في وصف لقائه بين تواضع الرجل ، وبين علمية الرجل ، وكل هذا لا يعنيه لانه يعمل قربة الى الله عز وجل.
وقد اشاد بوجود السيستاني الباحث الدستوري الأمريكي لاري دايموند - الذي كان في 2003 ، يقدم المشورة لسلطة الائتلاف المؤقتة في بغداد ، يقول عن السيد السيستاني انه "أخذ مرارا المواقف المؤيدة للديمقراطية أكثر من الولايات المتحدة نفسها ".
ويقول بكل صراحة: يجب على الولايات المتحدة والعالم العربي أن يعترف بأن المرجعية في العراق ، خلافا للمنشآت الدينية الأخرى في الشرق الأوسط ، التي تعمل كأبواق حكومية ، أو رؤوسها المعينون سياسيا ، ليست مؤسسة دينية مسيسة يمكن أن تستسلم للإملاءات المحلية أو الأجنبية ، إن تأثير السيستاني اليوم هو عبء يتحمله خلفه ، سوف نشهد الاستمرارية ، وليس التغيير ، في النجف كقوة معتدلة على السياسة العراقية .
كلمة شكر واحدة للسيد السيستاني من طفلة نازحة تعني الشيء الكثير عند الله عز وجل، ودليل يوم اعلان النصر على الدواعش ، يوم تحرير الموصل كانت سفر من اسفار السيد السيستاني ، قد ختم بعطر المسك ، وبحلاوة الانتصار وبغطاء التسديد الالهي ، لنشكر الله على نعمته بوجود السيد بيننا ونشكر السيد لصونه الامانة، التي حملها له الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ....