نعيم الهاشمي الخفاجي ||
البيئة الفاشلة تنتج فاشلين ولايمكن أن تنتج ساسة أذكياء، ورجال اقتصاد، البيئة الفاشلة تنتج سحرة ومنجمين مع احترامي وتقديري لأصحاب النبوءات من أصحاب الحاسة السادسة، أصحاب الحاسة السادسة أشخاص قلائل رب العالمين يعطيهم حاسة قوية في التنبؤ إلى أحداث المستقبل، لكن لاخير في أمة أو مجتمع يستمد معلوماته من المنجمين أو أصحاب الحاسة السادسة، الأمم ترقى إلى العلى من خلال المثابرة والقراءة والمطالعة، والعمل على تحفيز العقل لكي يتحرر ويعمل بطريقة جيدة، العقول الذكية تدرس وتستفيد من خبرات الآخرين، وتفكر كيف تتجاوز المحن.
العراق بلد غني بموارده البترولية والغازية، والمعادن، ووفرة المياه، والأرض الخصبة، والموارد البشرية المهيئة للعمل في كل المجالات، ساحتنا تشهد صراعات ما بين أنصار الكتل السياسية، كل طرف يؤول الأمور لصالحه، في كل شهر نيسان تكون أسعار الفواكه والخضار مثل الطماطم والخيار مرتفعة السعر، لأن بداية جني المحصول تبدأ بشهر نيسان، لكن فس شهر آيار من كل عام يصبح الطماطم والخيار بالعراق جدا السعر رخيص، رغم أن الأسواق الأوروبية تجاوزت هذه الأمور، وباتت الفاكهة والخضار للفصول الاربعة متوفرة طوال أيام السنة، بسبب الاستيراد من كل دول العالم، أزمة فتح المعابر من البصرة والعمارة والكوت مع إيران لاستيراد الخضار والفاكهة باتت شغل المتصارعين في صفحات تويتر، أحد جهابذة الاقتصاد العراقي مصاب بمرض نفسي من استيراد الطماطم والخيار بشكل مباشر من منافذ البصرة والعمارة والكوت من إيران، يقول هذا الجهبيز، (إذا كنت تريد تدمير بلد ما ، فإن أرخص وأسهل أداة هي إغراقه بالمنتجات المستوردة تمهيدا لتدمير اقتصاده أو رهنه لدولة أخرى. وهذه ما اسميه في العراق التبعية الاقتصادية).
الأخ مصاب بمرض التبعية، للظاهر متأثر بشعارات البعث الساقط في رمي الشرفاء من أبناء الوطن في أنهم تبعية وفرس وقام في إسقاط جناسيهم العراقية وسلب أموالهم صدام الجرذ واعتقل شبابهم وهجر أطفالهم ونسائهم إلى إيران، وقام في إعدام شبابهم المعتقلين في صحراء السلمان، هذا ماحدث مع ابناء العراق الشرفاء الكورد الفيليين الشيعة، أقول إلى هذا الجهبيز، كلامك يا عبقري غير صحيح، والدليل عندنا بالدنمارك حتى شركة النقل للركاب تملكها شركة بريطانية لكن الأرباح معروفة ورغم أنف الشركة تدفع مبلغ ٤٠% من الأرباح لدائرة الضرائب، القطاع الخاص هو من يحكم أوروبا الغربية لذلك كل أنواع الفواكه والخضار مستوردة من الصين وآسيا ومن كل من هب ودب، هل يعلم صاحب هذا القول في الدنمارك كل الفواكه تأتي للدنمارك من كل دول العالم، وايضا بالمقابل الزراعة الدنماركية متفوقة وممتازة بل الدنمارك تصدر حتى الحنطة والشعير ومشتقات الألبان ومواد التجميل والملابس بل حتى مبارد استخراج القاذورات من أجسام شعوب الشرق تصنع في الدنمارك بدل عن استعمال قطع الطابوق التي كان ينظف بها الكثير من أبناء شعوب العرب عندما كانوا يستحمون في تنظيف أجسامهم، اقول لهذا المسكين كيف عرفت ذلك تبعية، البضائع التركية مغطية السوق العراقي من الإبرة إلى الاصباغ والملابس الداخلية ووو.....الخ.
البضائع الاماراتيه حتى التمور الإمارات تصدرها للعراق مع حبوب الكبسلة مضاف لذلك الدواء فهل تبعية اماراتية، أم إن التبعية فقط ايرانيه لأن الطماطم والباذنجان مستورد من عرب الاهواز، أما الفاكهة والخضروات الاردنية فهي بضائع اسرائيلية.. لكن تغلف في الاردن، مضاف إلى ذلك غالبية الفواكه والخضار التي تصل للوسط والجنوب التي تأتينا من الشمال اي الإقليم الكوردي مستوردة من ايران عن طريق التجار الأكراد، إذا كيلو الطماطم يصل للبصرة من منفذ الشلامجة ب ٥٠٠ دينار عراقي فإن نفس هذا الكيلو المزروع في إيران يصل إلى البصرة عن طريق التجار الأكراد ب ٢٠٠٠ دينار، وطنية البعض يرفض استيراد الطماطم من ايران من البصرة ويشتري نفس المنتج الإيراني عن طريق الإقليم الكوردي.
الذكاء والعقل، طبيعة الذكاء يخضع لمناقشة بين المختصين في علم النفس والوراثة، والذكاء ليس مادة ملموسة له طول وشكل ولون لذلك
للذكاء تعريفات عديدة، ولا يوجد تعريف خاص حسب قاعدة المنطق جامع مانع للذكاء، ولكن من التعريفات المتداولة ان : (الذكاء) هو القدرة على فهم تجارب الحياة بكفاءة، والاستفادة منها عن طريق تحليلها و استخلاص مجموعة من الدروس وتخزينها في الذاكرة، والقدرة على استدعائها عند اللزوم بكفائة أيضاً..
العقل: العقل هو القدرة على عدم الاستجابة للمؤثرات المحيطة بالإنسان، استجابة رد الفعل المُبَرمَج، ولكن العقل يعني هو القدرة على إصدار الفعل المناسب الذي ينبع من التفكير في المصلحة والضرر والموازنة بينهما، والعقل في اللغة معناه المنع وهو منع الإنسان من الانسياق لغريزته كالحيوان.. ما يميز الإنسان عن الحيوان؟ ما يميزه عن الحيوان هو العقل وليس الذكاء..
العاقل يعرف مصلحته وهذا هو نوع من الذكاء، ونستطيع أن نقول على وجه التجاوز وليس الدقة أن كل عاقل ذكي، وليس كل ذكي بعاقل، فلربما نجد عالماً نابغاً في علمه ولكنه يتصرف كالحيوان فهو يتبع غرائزه دون منعها –عقلها- وتوجيهها.. قال تعالى في سورة الفرقان آية (44): {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}.
تخيل العراق الحالي يسكنه شعب آخر مثل شعب الدنمارك أو شعب بني صهيون هل تعتقدون يستوردون تمور وطماطم وخيار، التمر الفلسطيني المجهول تعج به اسواق اوروبا وامريكا وكندا وروسيا والصين وجنوب شرق آسيا، بعد سقوط الصنم قناة DR الدنماركية مراسلهم اعد تقرير عن البصرة لان الجيش الدنماركي كان بقضاء المدينة، الصحفي قال أرضهم خصبة تصلح لزراعة كل الفواكه التي تعيش في جو الهند وأفريقيا لكنهم لايعرفون سوى زراعة الشعير.
كان ولا زال باستطاعة الحكومة العراقية إعادة النظر بالوضع السياسي طيلة ال١٩ سنة الماضية، ويتم تشريع قوانين تدعم الصناعة والزراعة وللقطاع الحكومي والقطاع الخاص، حتى قوانين المتضررين من النظام السابق كان يمكن إعطاء المتضررين قروض وتسهيلات في إقامة مشاريع صناعية صغيرة ومشاريع زراعية، فتح المشاريع تكون الاستفادة للمتضرر وللشعب، صاحب المشروع ملزم يوظف عدد من العمال في مشروعه الصناعي والزراعي، أيضا ملزم أن يدفع ضريبة للدولة، دعم مصانع ومعامل القطاع الحكومي والقطاع الخاص يعني القضاء على البطالة، يفترض بالحكومة تشريع قوانين تعطي للخريجين أموال على شكل قروض لعمل مشاريع إنتاجية، لدينا بالدنمارك توجد مكاتب تشغيل العاطلين عن العمل، كانوا ولازالوا يساعدون العاطل عن العمل في إيجاد فرصة عمل له، مساعدته من خلال قرض لفتح مشروع عمل تجاري، ويتم تسديد القرض للبنك مع دفع أرباح، وايضا كل شهر صاحب المشروع يسلم فواتير البيع والشراء إلى المحاسب الخاص به لمعرفة الأرباح وتسديد ٤٠% من الأرباح إلى دائرة الضرائب، بالعراق لو يتم دفع ١٠% من الأرباح تكون كافية لسعادة المجتمع العراقي، وإذا تم دفع خمس الأرباح مثل ماهو تشريع القرآن الكريم لما بقي فقير واحد بالمجتمع العراقي، رغم إنني يساري لكنني أقف في إجلال وتقدير إلى نبي الإسلام والبشرية محمد بن عبدالله ص بالقرآن تجد مشاريع قوانين لخدمة البشرية لو حولت تلك النصوص القرآنية إلى قوانين تشرع في البرلمان، رحم الله عالم اللاهوت الدنماركي المسيحي بدرسن الذي توفى عام ٢٠٠٢ ودفن في مقبرة اودينسا درس التاريخ الإسلامي والف كتاب علي ومعاوية، وضع صورة مثمرة وأخرى جرداء على غلاف الكتاب،الشجرة المثمرة وضع اسم علي بن أبي طالب ع عليها، ووضع اسم معاوية على الشجرة الجرداء، يقول يدرسن أن الدين الذي جاء به محمد وقاتل على تأويله ابن عمه وخليفته علي بن أبي طالب يحتوي على نصوص تستحق أن تشرع على شكل قوانين في دساتير الأمم لخدمة البشرية، لكن قريش قبلت دين محمد ورفضت التمسك بالقيم بل تمسكت بموروثها الجاهلي، قبلت قريش دين محمد للتحكم على الأمم الأخرى ورفضت التمسك بالقيم التي جاء بها محمد.
نحن نكتب لتبرئة ضميري أمام المجتمع وأمام الله عز وجل، لأنني على يقين كلامنا لم ولن يسمعه ساستنا، لأنهم ينظرون إلى أنفسهم هم أصحاب العقول الكاملة والتامة ولايحتاج ولايحتاجون مشورة احد، وهذا هو سر تخلف حكومات العرب يقودون شعوبهم وفق آراء الحاكم فقط.
في الختام مياه العراق يذهب منها أكثر من ٩٥% إلى الخليج بدون الاستفادة منها، كان يمكن للعراق والى الجارة ايران الاستفادة من هذه المياه وحجزها وعدم تركها لتصب في مياه الخليج، إيران تملك قدرات هندسية، ببساطة يعملون للعراق شق جدولين لنقل المياه الصالحة غرب وشرق مجرى شط العرب، يتم حجز المياه في الاهوار وغلق شط العرب نهائيا، والمياه الزائدة تنقل إلى الأهواز عن طريق هور الحويزة أو حفر نهر أو مد أنابيب كبيرة لنقل المياه الصالحة من القرنة إلى إيران، نتعاون مع إيران للاستفادة من المياه بشكل كامل، ويمكن للعراق بيع المياه الصالحة للسعودية والكويت من خلال مد أنابيب لنقل المياه، لو كانت هذه المياه الصالحة المتوفرة بالعراق في بلد أوروبي لتم الاستفادة من كل المياه وعدم تركها تذهب للصب في الخليج دون الاستفادة منها.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
10/4/2022
https://telegram.me/buratha