عمار الجادر
رجل طلب الدنيا من حلال فلم تأته، وطلبها من حرام فلم تأته، فأبتدع بالدين بدعة؛ فاتته الدنيا واراد ان يتوب! ناداه مناد من السماء: ( هيهات حتى ترجع من مات على ذلك).
لو راجعنا التأريخ منذ نشأة البشرية، سنجد هناك صراع مقنن بالدين لكسب الدنيا, والحقيقة ان الدين والدنيا لا تسخران لبعضيهما، الا في حالة واحدة فقط؛ وهي (اعمال الدين في بناء دنياه)! كيف يكون ذلك؟
( قرر رجل من اهل الخير ان يهب بيوتا للعاملين؛ لكنه اسر ذلك في صدره؛ فأخذ يحدد قطعة الارض, ويأت بالعامل الفقير ويقول له: (( يا اخي انا مشغول؛ واريد بناء هذه القطعة من الارض, سأعطيك اجر عملك، وسأكافئك اذا اشرفت على انجاز بناءه, ولا اريد منك الا – ان تبنيه وكأنه لك- )) ).
تخيل معي اصناف العاملين, وكيف سيكون تعاملهم مع الامر؟!
- الصنف الاول: يقدر للرجل ثقته ويتعامل معها بصدق النية، فهو اما ان يرفض العرض لأنه ليس اهلا لتلك المسؤولية, او يسعى جاهدا لاختيار افضل المهندسين واهل الخبرة، او انه متمكن بحيث يطلب من الرجل الخارطة التي يرغب بها, ونوعية المواد, ومدة التنفيذ.
- الصنف الثاني: يتعامل مع الرجل على انه رب عمل, وعليه ان ينفذ العمل لقاء اجره الاني، والمكافئة المستقبلية.
- الصنف الثالث: يبتدع لنفسه طريقة, ويتوهم الاوهام, ويحسب نفسه انه الخبير الذي لا يستغني عنه رب العمل، ويبني ويهدم ليطيل بقاءه في هذا العمل، وبالتالي هو اوهم العاملين معه بان عمله ممتاز, فخرج من مدرسته جهلة يحسبون انهم يحسنون صنعا.
الاصناف اعلاه، حددها رجل في التأريخ بقوله: ( الناس ثلاثة اصناف : عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق)، الصنف الثالث كان محط انظار الشيطان، وسوق تجارته التي يشبع فيها رغبته بالانتقام من بني ادم, وبالتالي فهو سبب فساد الارض وخرابها، ولو راجعنا التأريخ سنجد ان مدارس اليهود كانت ولا تزال مركزا لإنتاج البيضات الفاسدة في المجتمع, ونعني بالبيضات الفاسدة هو ( فساد النسل والحرث), وهو مصداق قول كتاب المسلمين (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)), وهذا ما نراه قبل كل منذر او هاد.
في العراق وتحديدا بعد نشاط الفكر الشيعي في عام 1991 م, نسج اليهود بيت العنكبوت في مدرسة الشيعة، ودخل فكر جديد يبتعد عن العقد الاصولي، هذه المدرسة انشأت على اطلال بقايا فكر، حيث كانت النفوس الخاوية من الجوع والحرمان والظلم خير بيئة لنسيج العنكبوت، والعنكبوت تبني بيتا لحاجتها للتزاوج، فاذا ما تم جذب الذكر وعملية التلقيح، تقوم بقتله لإتمام المهمة، وابقاء جثته في البيت لتأكل منه لغرض اخصاب بيوضها، وعندما تفقس البيوض تأكل بقايا ابيها، وعندما تجوع تأكل بعضها بعضا، وهكذا فأن هذه البيضات فاسدة تكوينيا، وبيت العنكبوت رغم قوته في اسر الحشرات الصغيرة وحتى الكبيرة، فانه يعد معلم للقذارة، وضعيف جدا عقائديا، لذا اقترنت سورة العنكبوت بالدليل على اصحاب العاقبة السيئة عقائديا، ولها سر اخر مصداق لسعي اليهود في بناء تلك البيوت, ويكفي ان اشير لكم انها من السور الخاصة بليلة القدر.
https://telegram.me/buratha