مازن البعيجي ||
يقال أن الأشياء تعرف باضدادها، وتبين أهمية حقائقها، ومن يريد أن يفهم خطورة الجهل الذي هو افتك من السلاح النووي المدمر حال انتشاره وتفشيه وكما قال: أمير المؤمنين عليه السلام ( الجَهْلُ مُمِيْتُ الأَحْيَاءِ، َومُخَلِّدُ الشَّقَاءِ ). والجهل غاية ما يسعى له الأعداء من تثبيت قواعده، ومنع كل محاولات تقليصه أو تفاديه، لأنه - الجهل - مطية المؤامرات والمخططات، ومن هنا ورد عن المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم، الإنسان الجاهل بأنّه: ( يظلم من خالطه، ويتعدى على من هو دونه، ويتطاول على من هو فوقه، كلامه بغير تدبر، إن تكلم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلة أعرض وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب، يتوانى عن البر ويبطئ عنه، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيعه ). ومن خلال الوصف تعرف أي نوع كارثي تلك العقلية الناقصة والمضطربة في اختياراتها لكل ما خالف العقل والبصيرة.
وحتى نعرف بوضوح آثار الجهل هو عدد الأنبياء والمرسلين المعصومين عليهم السلام الذين كلفوا برفع بصيرة المجتمعات، وكذلك الأخذ بايديها إلى صروح العلم والارتقاء بالتفكير الطارد لهذه العتمة العقلية التي أول خدمتها هي للعدو الباحث عنها في كل أزمنة الصراع! وما يمر بها العراق اليوم هو خير مصداق على تفشي ظاهرة الجهل الذي قتل كل طموح الفقراء والمساكين والمؤمنين الذين يتطلعون إلى مجتمع خالي من الجهل يليق بولي العصر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء الذي محنته الجهل وغياب الوعي!
جاءت وقائدها العمى
ولحرب الحسين يقودها الجهل!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
https://telegram.me/buratha