مازن البعيجي ||
سفينة نوح تصلح مقاربة رائعة لتكون هي ذاتها "دولة الفقيه" التي منْ الله سبحانه وتعالى بها على المؤمنين، فكما كانت مهمة سفينة نوح التي تم بنائها بوحي من رب العالمين لنبيه نوح عليه السلام، لإنقاذ المؤمنين والحيوانات التي يخاف على انقراضها من وجه الأرض، كذلك هذه الدولة - دولة الفقيه - كانت مهمتها ولازالت لإنقاذ المؤمنين من طوفان الكذب، والخداع، والفساد، والظلم، والفقر، والبؤس، والعمالة، والجهل المستشري بشكل سبب ضرر ويسبب أكثر من ضرر طوفان نوح وخطر ما كان يتوقعه!
فهذه الدولة "إيران الإسلامية" التي أقامها عالم عارف فقيه من آل محمد ومن قلب الحوزة النائبة عن المعصوم في زمن لم يبقى من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه، بنيت أسس تلك "السفينة" في وقت كانت صحراء الأخلاق والانتماء لله سبحانه شبه منعدم، كذلك وقتنا الحالي وانتكاسة الامة الاسلامية وشيوع المفاسد واحتلال البلدان وسيطرة الاستكبار والطواغيت وهو ذات كوارث "الطوفان" الذي خشي منه نوح عليه السلام، فكانت تلك الدولة التي انطلقت منذ عام ١٩٧٩م هي القارب المنجي للاسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم والممهد لمرحلة ولوج السفينة في عباب البحر الهائج والمدمر، خاصة ونحن نشاهد غرق القيم، والأخلاق، والمبادئ، وانتصار وانتشار الجهل وتعالي أصوات الفاسدين والمعادين للاسلام وقيم السماء، لذا ضرب بها المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم مثلا؛ فيما سمعه أبو ذر -: إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تركها هلك. كذلك هذه الدولة الممتدة بشرعية النيابة عن المعصوم هي اليوم سفينة نجاة لكل الشرفاء من المؤمنين ومن عرفوا تكليفهم في هذه الدنيا.
ومن هنا أصبحت تلك الدولة في مرمى سهام كل فاسد ومختار طريق الهلاك والاستهزاء بالرسل والصالحين والمرسلين ( وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ) الفرقان ٣٧ .
ومن هنا كان لمثل محمد باقر الصدر المرجع والعبقري والفيلسوف من أعظم ما قال بحق الثورة الإسلامية والإمام الخميني.
المرجع المفكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر رداً علی الذين کانوا یطلبون منه التريث في دعم الثورة الإسلامية في إيران:
«إنّ هؤلاء الذين يطلبون منّي أن أتريّث وأن أتّخذ موقفاً من الثورة الإسلاميّة لا يثير السلطة الحاكمَة في العراق حفاظاً على حياتي ومرجعيّتي لا يعرفون من الأمور إلّا ظواهرها، إنّ الواجب على هذه المرجعيّة وعلى النجف كلّها أن تتّخذ الموقف المناسب والمطلوب تجاه الثورة الإسلاميّة في إيران ... ما هو هدف المرجعيّات على طول التاريخ؟ أليس هو إقامة حكم الله عزّ وجلّ على الأرض؟ وها هي مرجعيّة الإمام الخميني قد حقّقت ذلك، فهل من المنطقي أن أقف موقف المتفرّج، ولا أتّخذ الموقف الصحيح والمناسب حتّى لو كلّفني ذلك حياتي وكلّ ما أملك؟!»
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
ــــــ
https://telegram.me/buratha