نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الأنظمة الثابتة والرصينية تتبنى نهج ديمقراطي تضمن حقوق مواطنيها، والبيئة المجتمعية تكون بيئة متعلمة تقبل في الرأي والرأي الآخر، خلافات الأحزاب السياسية بالدول الديمقراطية تكون في التسابق بعرض البرامج الانتخابية لخدمة المواطن، اتذكر قبل أكثر من عقد من الزمان كان أولادي في المدارس المتوسطة كنت أذهب معهم لإيصالهم إلى المدرسة، استوقفتني شابة دنماركية توزع دعايتها الانتخابية، قالت برنامجي توفير وحدات سكن للمواطنين، قالت لي ممكن تعطيني صوتك، اخذت البرنامج وفعلا بيوم التصويت ذهبت وأعطيت صوتي لها، قبل فترة انا شاركت بالانتخابات البلدية كمرشح، أيضا طرحنا برنامجنا الانتخابي، ودارة حوارات في بيئة ناضجة، قبول الرأي والرأي الآخر.
في البلدان العربية ليومنا هذا لانملك دول محترمة رصينة تحتكم للدستور وللصوت الانتخابي، لأن من رسم حدودنا بريطانيا وفرنسا الاستعمارية ونصبوا علينا عوائل حاكمة عميلة تعمل لصالح الاستعمار، بل دول الرجعية البدوية الوهابية العربية نشرت الكراهية والتطرف بداخل مجتمعاتها ناهيكم عن نشر الوهابية والتطرف بكل الدول العربية والإسلامية والعالم، لذلك في البيئات المجتمعية العربية الخليجية المتخلفة شيء طبيعي يتم مصادرة رأي شخص في موضوع مختلف عليه، ويتعرض للاعتقال والسجن ويتم اعدامه لأجل تغريدة او كلام انتقد به الملك وولي عهده مثل ماحدث مع الشيخ السعودي الشيعي باقر النمر تم قطع رأسه على كلمة ولم يحمل سلاح ويقتل أحد، في كل المجتمعات لكل شخص له رأي في الأحداث المحيطة، إلا بالدول العربية الاعتراض من شخص أو أشخاص على طريقة نظام الحكم يتم اعتقالهم واعدامهم بسبب رأيهم لا أكثر، مشكلة الأنظمة البدوية الرجعية العربية يعدمون معارضيهم أو منتقديهم تحت غطاء ديني ووطني، روت كتب التاريخ أن زياد ابن ابيه ابن مرجانة لعنه الله سخر من معرفة ميثم التمار صديق الإمام علي ع ومُحقِراً له بأسلوب رخيص حيث قال إلى الصحابي ميثم التمار وهل مثلك يعرف الله، فقال له ميثم التمار رحمه الله
من صفات أبناء الزنا والحرام تحقير أعدائهم بهذه الطريقة.
في المجتمعات العربية من يحكم الحكام وعوائلهم وباقي الشعوب عبيد للحكام وابنائهم، لذلك الحكام يدعمون مرتزقتهم في فرض أسلوب في إجبار المجتمع في قبول وجهة نظر الحاكم وحاشيته على الجميع، ويضعون قوانين تحدد سلوك المجتمع ويجب على الجميع اتباعها.
بما ان البيئة المجتمعية العربية فاشلة حتى أعمالهم الفنية في المسلسلات التلفزيونية لا تخلو من تلميع الوجوه الكالحة للانظمة الحاكمة وإلقاء التهمة والجريمة على الضحايا أو محاولة الحكومات من خلال الأعمال الفنية الإساءة إلى رموز تم اعتبارها سابقا رموز وطنية ودينية محترمة، موضوع الحرية وقبول الرأي والرأي الآخر في الفكر العربي ضيقة إلى حد جدا كبير، للأسف الأنظمة الخليجية تستخدم أسلوب التحقير مع مواطنيها لأسباب مذهبية، في مسلسل تلفزيوني سعودي الممثل يقوم ياجماعة الشيعة هم المصيبة، لذلك هذه الأنظمة الفاشلة تريد فرض اعتقاداتهم المذهبية بالقوة والتهديد وتشويه السمعة من أجل إخضاع الآخرين من المذاهب والتلويح باستخدام القهر والقوة، أساليب أنظمة البداوة الوهابية نسخة طبق الأصل من أساليب تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وبقية الدول الملكية العربية أو أنظمة الحكم العسكري فهم لايقلون شمولية من أنظمة البداوة الخليجية الوهابية، في مطارات الأردن والحدود يسألون المواطن العراقي عن دينه ومذهبه والغاية معرفة كل من هو شيعي،
كانت الدول العربية سابقا غالبيتها أنظمة قومية مع اقلية لأنظمة حكم دول الرجعية العربية، كانت الجامعة العربية تحت سيطرة الدول القومية العربية، لذلك الفكر السياسي العربي محكوم سابقا بسيطرة الدول القومية وكانت الناس تعشق قصائد نزار قباني ومظفر النواب الذي هاجم رؤساء العرب في دمشق بحضور الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، الان الجامعة العربية تحت سيطرة أنظمة دول البداوة الوهابية والرجعية العربية، لذلك المجتمعات العربية بنيت على أسس ضعيفة وساذجة النتيجة البيئات المجتمعية أنتجت طبقات سياسية وثقافية جاهلة يتم شراءهم بالدولار والريال السعودي والدرهم الإماراتي والقطري ……الخ.
تجد كتاب يعدوهم كتاب وصحفيين من اليسار العربي شيوعيين يكتبون بطرق تثير السخرية والشفقة عليهم في صحف البداوة والرجعية العربية مقابل ريالات، حتى احد اصنام اليسار يعدوه المفكر والمؤلف ووو…الخ بكل بؤس في قناة سعودية محضر صورة لجده يقول كات شيخ عشيرة بني أسد وإنه اجتمع مع الملك السعودي عبد العزيز آل سعود ويعتبر ذلك انجاز، رغم أنه كشيوعي يساري هو لا يؤمن بالعشائرية لكن عندما وصلت القضية إلى ريالات ال سعود أصبح قبلي، لذلك اذا كان المثقف بهذا المستوى فكيف يكون حالة المواطنين في البيئات المجتمعية العربية،
لذلك البيئات المجتمعية العربية فهي أما بُنيت على فكر شمولي قومي وحزبي أو مذهبي وهابي لذلك لافرق بين التجارب القومية شيفونية، تجارب البداوة الوهابية المبنية على فتاوى جاهلة مبنية على أسس التكفير والكراهية ، وأسهمت وسائل الاتصال الحديثة في تغييب الوعي أكثر لأن معظم حسابات مواقع التواصل الاجتماعي تم تدريبهم وتوظيفهم من قبل مخابرات دول الخليج في نشر الوهابية والترويج إلى التطبيع لذلك صانعي حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، فهؤلاء عبيد ولايهمهم معرفة حق المواطنة لديهم فهم سطحي للدين أو للمواطنة.
لذلك ذاكرة البيئات المجتمعية العربية فاشلة معبأة بكل الموبقات البعثية والناصرية طيلة عقود طويلة في سنوات التعليم والتثقيف بأفكار شوفينية ليست لها علاقة بالواقع، واما عقود من الزمان في دول البداوة الوهابية في تعليم الطلاب كيف تكفير الشيعي والصوفي والمسيحي والهندوسي من خلال مناهج الدراسة ويضاف إليها برامج إعلامية فاشلة تنشر الكراهية والبيضاء.
في مواقع التواصل الاجتماعي رجال دين من الإخوان المتوهبون يصفقون إلى طيب أردوغان وينشرون خطب إلى شيوخ اخوان وهابية يخاطبون اتباعهم بالقول «إن السيد رجب طيب إردوغان رجل صالح»، نعم رجل صالح لنفسه ولشعبه، وقال إن سبب صلاح أردوغان أنه «يقبل قدم والدته يومياً قبل الذهاب إلى مكتبه» ولما أصبح رئيس جمهورية قالت الوالدة: «لا يصح أن تقبل قدمي وأنت رئيس» رد عليها: «وهل تمنعيني الجنة، حتى انا قلت لأحدهم في منصة تويتر وهل تقبيل رجل امه يريد من خلالها استعمار الآخرين واحتلال اراضيهم، الأوسط التركية قالوا إن والدة طيب أردوغان توفيت قبل أن يصبح اردوغان رئيساً إلى تركيا، يختلق الساسة والشيوخ في منظمة حركة الإخوان المسلمون المتوهبة مناقب وقصص خرافية لم يقلها حتى أردوغان نفسه.
لا توجد معركة ثقافية حقيقية في فضائنا العربي، وما نسمعه من إصلاح بالسعودية وغيرها كذبة كبرى، معركة اليوم معركة لفرض ثقافة التطبيع مع استمرار الوهابية بسفك الدم البشري لامة الإسلام والهندوس بشرط لا يصلح إرهاب الوهابية لبني صهيون والأوروبيين بشكل خاص وباقي الدماء مستباحة للوهابية، لذلك البيئة المجتمعية العربية يغلب عليهم الجهل والغباء، والغباء هو المرض الوحيد الذي لا يُتعب المريض، وإنما يُتعب المحيطين به من المصلحين والمثقفين إن وجدوا، الأنظمة العربية المتهرئة والساسة يستخدمون الفقراء لإيصالهم للحكم في حالة وجود انتخابات في بعض الدول العربية، ينظرون إلى الفقير عبارة عن حمار يوصلهم للسلطة و يهوه فلا تأس على القوم الظالمين، هناك حقيقة اننا لم ولن نتوقع من المرتزقة المجرمين من كتبة حريم السلطان أن يقول كلاماً جميلاً عن سبب تخلف البيئات المجتمعية العربية بسبب عمالة غالبية أنظمة العرب لدول الاستعمار واضطهادهم لشعوبهم، بالطبع الكتاب المرتزقة خدمة أنظمة الرجعية البدوية المتخلفة لانتوقع منهم قول كلمة الحق، فهم يلقون سبب التخلف على الشعوب لعدم اطاعتها الأنظمة الظالمة، وارتباطها بالمستعمر الحديث الذي هو نفسه المحتل السابق الذي مكن ووصل عملائه للتسلط على رقاب الشعوب العربية، ويصورون الضحية على أنهم أخطر وأحقر المخلوق على وجه الأرض وأن الحاكم المجرم قام بواجبه الوطني الشريف بقتل واضطهاد هؤلاء الغوغائيين الثائرين المطالبين بحقوقهم، وضعنا العراقي سبب البلاء والقتل والذبح طيلة مائة عام بتاريخ العراق الحديث سبب ذلك المحتل رسم لنا حدود ودمج ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض ولم يعمل لنا دستور يضمن مشاركة المكونات الثلاثة بالحكم ليبقى العراق يعاني من صراع مذهبي قومي ليكون دولة فاشلة يسهل للمستعمر السيطرة عليه، لولا هذا الصراع لما ذبح شعبنا طيلة ال١٩ سنة الماضية بعد سقوط نظام صدام الجرذ الهالك، أنا كنت ضمن المعارضة لنظام البعث أين كان ابناء المحافظات السنية الثلاث بالعراق عن المقاومة، وبقدرة قادر اصبحوا مقاومين بعد سقوط نظام جرذهم صدام الهالك، حدث العاقل بما لايعقل ان صدق فلاعقل له، كل العناصر الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وداعش ومشتقاتهم كلهم من ابناء المحافظات السنية الثلاث، لو عملنا إحصائيات لإعداد من قتل من الجنود والضباط من الجيش والشرطة العراقية لوجنادها وقعت ضمن مناطق المحافظات السنية الثلاث، لو عملنا إحصاء لجراىم الغدر لقتل الجنود والشرطة والطلاب والمواطنين الشيعة لوجدنا غالبية من قتل ضمن مناطق الثلاث محافظات وبقية الحواضن السنية، لو عملنا إحصاء لمعامل التفخيخ وصناعة العبوات التي ضبطت من القوات الامنية لوجدناها ضمن المحافظات السنية، ورغم القتل الموجه بشكل علني لكل من هو شيعي للأسف تجد ساسة الأحزاب الشيعية كل عقلهم ينجزون مشاريع بناء دولة ديمقراطية مع الذباحين من فلول البعث وهابي، السبب بيئتنا المجتمعية الشيعية يغلب عليهم البساطة والسذاجة بحيث لايميزون بين الصديق والعدو، بيئة ساذجة يتم خداعهم في شعارات الوحدة الوطنية …..الخ.
متى تصبح لدينا بيئة مجتمعية بالقليل بمناطق الوسط والجنوب الشيعي تفهم من هو الذي معهم ومن هو الذي عدوهم، بكل الأحوال السذاجة منتشرة في اوساط غالبية الشعوب العربية، السبب العرب أمة محكومة عبر التاريخ، ولعبت الدول التي حكمت طيلة قرون من الزمان في اسم الإسلام على اتباع أسلوب التضليل والتجهيل، بحيث حكمت العرب أمم أخرى واشدها بطشا فترة حكم الأتراك للعرب، نشروا الجهل واتبعوا أسلوب التتريك ودعموا مجاميع تركية في عمل تحالفات قبلية لضرب النسيج القبلي والمجتمعي العربي، جاء الاستعمار البريطاني والفرنسي أيضا استعمل العرب أدوات لإسقاط الدولة العثمانية واعطوهم وعد إعطاء العرب مملكة يتزعمها خائن مكة ومفتيها شريف علي، النتيجة بعد إسقاطهم للدولة العثمانية قسموا الدول العربية إلى ٢٢ دولة قابلة للانشطار والتجزئة، بسبب قيام المستعمر بدمج مكونات متجانسة مع بعض، وعدم عمل دساتير تضمن المساواة والمشاركة السياسية، دعموا عملاء لينصبوهم حكام على الدول العربية، الأنظمة غايتها قمع الشعوب واتباع أساليب التضليل لتبقى البيئات المجتمعية ساذجة وجاهلة ويغلب عليهم العبودية ليتسنى حكمهم وإذلالهم وسرقة ثرواتهم لصالح دول الاستعمار الحديث التي هي نفسها دول الاستعمار القديم.
23/4/2022