حليمة الساعدي ||
ان التشظي الذي احدثته نتائج الانتخابات الاخيرة كان باحترافية عالية من الدول الطامعة بالعراق وبمساندة وتأييد من الدولة الناقمة عليه بحيث انه اصبح امر لاينفع معه الترقيع ولا التلصيق.
نحن اليوم نعاني من امزجة حزبية وطائفية واثنية متنافرة متضادة متصارعة لا يثق بعضها ببعض ولا يحترم بعضها بعض واخر همهم المواطن هذا ما افرزته الانتخابات الاخيرة.
المعركة في العراق اليوم اصبحت لاسباب شخصية ومصلحة الوطن اختُزِلَت بعناوين عائلية ضيقة جدا وكأنه بتاريخه العريق والعميق وكل ارثه الحضاري والثقافي ذاب في عناوين عائلية لاتتجاوز اصابع اليد الواحدة توزعت في عموم العراق شماله وجنوبه شرقه وغربه استعبدت الناس وتجبرت وصار لزاما علينا تقديسهم وتقديم فروض الطاعة والولاء وتقديم مصالحهم على حساب مصالحنا والمحافظة عليهم كعناوين مقدسة لا مساس. وإلا فليحترق العراق بكل ارثه الحضاري القديم والحديث وليذهب مستقبله هو و شعبه الى الحجيم .
لقد ابتعدت هذه الاحزاب كثيرا عن مصلحة الوطن والدليل انها لم تبالي بقتل صياد بصراوي واسر اخرين منقبل دويلة تكاد لايوجد لها وجود على خارطة العالم مثل الكويت، ولم تهتز لها شعرة من ضمير حيال القصف التركي اليومي للقرى والبلدات العراقية في الشمال الذي صدعت حكومة كردستان رؤسنا بحقوق ورواتب البيشمركة والاشايس السور الحامي والمدافع عن حدود العراق الشمالية لكن حقيقة الامر ان كل هذه الافواج لحماية عائلة واحدة وصفوها بالخلود (العائلة البرزانية الخالدة) اما الانسان الكردي سواء كان فلاحا ام راعي اوعامل او موظف بسيط فحاله لا يختلف كثيرا عن حال بقية ابناء الوسط والجنوب من حيث الاهمال والظلم وسرقة الحقوق وقلة فرص العمل وأما مناطق غرب العراق فصراعهم مستمر بعضهم مع بعض فكلهم يطلب الرئاسة والمشيخة على العشائر الغربية ولكنهم يتحدون ويتفقون على امر واحد وهو اعاقة اي مشروع للحكومة الشيعية لاضعافها واسقاطها وهذا همهم المهم في حين ان العوائل النازحة والتي لازالت في مخيمات الذل وضحايا داعش في الانبار وفلوجة وصلاح الدين وكركوك لازالت تعاني من شظف العيش وقلة الخدمات والاهمال. اعتقد ان ما يحدث اليوم لهذه الاحزاب وهذه الاسماء والعناوين في عراق مابعد 10/10/202 1 ماهو الا احتراق ذاتي وموت بطيء وبدأت صحوة الجياع وثورتهم قادمة ستدوس على هذه الرؤوس التي عظمها المنتفعين والحواشي ونصبتها دول ذات اجندات واغراض خبيثة وصدقها السذج والبسطاء. واليوم بانت صواري سفن النجاة تلوح في افق الامل ولا اضن ان الانسداد سيطول كما لا اعتقد ان بإمكان الاحزاب فتح ثغرات تنفيس لأن الضغط اصبح اكبر من ان ينفس بمبادرة هنا او حلول ترقيعية مؤقتة هناك.
الزلزال الشعبي قادم والحل في تعديل دستوري وانتخابات حقيقية بعيدة عن بلاسخارت ومنظماتها ومراقبيها وبعيدة عن الاحزاب وحلفائها من دول خارجية. لقد ان الاوان لكي يسمع العالم صوت الشعب وهو يقرر مصيره بنفسه دون تدخل خارجي وهذا لن يحدث مالم يعلن عن حكومة طوارئ يرأسها رجل ذو قوة وحكمة ويلتزم بشروط تنصيبه وصلاحياته المحددة بتسيير الاعمال والتعديل الدستوري واجراء تصويت جماهيري شعبي على التعديل. ومن ثم اجراء انتخابات مبكرة لتشكيل حكومة وطنية. اما ان المستقلين بحالتهم المزرية هذه يقدمون على تحمل المسؤولية وتشكيل حكومة فهذا الامر لا يعدوا اكثر من مدة اضافية تعطى باريحية لحكومة الكاظمي للاستمرار بمزيد من التئآمر على العراق وبيعه وتكبيله بحزمة من المعاهدات والاتفاقيات السيادية المذلة و الملزمة له كأتفاقية الشام الجديد وبيع نفط البصرة لأسرائيل عن طريق ميناء العقبة ومثلها الكثير لكنها لم تظهر للعلن بعد لانها بحاجة الى مزيد من الوقت لتنجز وتكتمل تحت رعاية ووصاية وولاية الكاظمي.
لقد سجل التاريخ القديم والحديث مرور العراق بصراع من اجل الملك والحكم والسلطة واخبرنا بملاحم ومجازر راح ضحيتها آلاف مؤلفة من الجنود لينعم بضع عشرات من القادة والحكام بالسلطة والملك ومزيد من المغانم لكنه لم يسجل احداثا مرت به اكثر بشاعة وفظاعة وضراوة مما جرى عليه من مصائب واحداث وكوارث مابعد ٢٠٠٣ انها الاقسى والافظع والانكى والأدمى على مرّ التاريخ فلا نامت عيون الخونة ولا رقدت ابدان الظالمين ولا قرت مُقَل الفاسدين فيك ياوطني.
https://telegram.me/buratha