كوثر العزاوي ||
وعند الرضا وجدتُ كلّي في رضا، في رحابه"عليه السلام" كل شيء مختلف! الهواء، المناجاة، المشاعر، المطالعة، الكتابة، الحوار، وو..كل شيء! وعلى ضفاف مرفأ الرضا من آل محمد"عليهم السلام" يتجاوز الإنسان تلقائيا كلّ مشاعر الحزن، مايجعلك مندهشًا، أنّى لارض طوس كل هذه القدرة على أحتواء انسان بكل عِللهِ وإسرافه على نفسه وجلّ تخبطاته لتحتضن بقاياه فتوصلُه إلى جنة أنسِ المعنويات ليعيش السكينة وثبات الجوانح، بعد جولات من العواصف والرياح العاتيات التي عصفت بكيانه تحت ضغط السنين العجاف التي مرّت بحلوها ومرّها ومدّها وجزرها!! ليتك تعلم، كيف أخرجت أطيار الشوق والبوح من أوكارها،لتنعش الذاكرة سردًا وهمسًا،
كأنها تُخبِر بحديث دارَ بالأمس ولازال صداه يرتّل آية النور في ركعة الوِتر في سحر الوصال، وعلى حين غفلة ومع الأثير، تطرق ترانيم الرؤوف مسامعهُ أنِ اصغِ إليّ، حتى كأنها تقول: لا تحزن أيها المنهك، قد تكون الحياة غير منصفة معك، وفي كل مرة تحاول النهوض فيها فتسقطك وتسلبكَ هِبة السماء، فلا تعجز، بل كن قويًاوابقَ على يقينك، اجمع شتاتك،ثم قف واستقم، وهلمّ إلينالتستريح مع ثلة من الموجوعين مثلك، واختر زاوية في محراب عشقك وارسم وحدّد نقطة انطلاقتك، علَّ وجع الأمس تمحوه تسابيح الليالي في رواق الحجة من جانب طور مشهد الرضا!! ومن هناك وفي ظلّ نسيمه الوارف أعِد ترتيب اوراقك و لا تنسى أنّ اللهَ وعَدَ الصابرين فرجًا لامحال،ثم اسجد وقلْ بواهِن الصوت: إلهي بالرضا، يا رفيق من لارفيق له، ياجاري اللصيق ياركنيَ الوثيق!!وعندئذ ترى الاحوال تتبدل! وبلا أدنى شك، إنها عناية الله بعباده مهما جحدوا وابتعدوا، ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
٤شوال١٤٤٣هج
٦-٥-٢٠٢٢م
https://telegram.me/buratha