علي حسين الاشرفي||
ما هي الحرّية؟ وكيف تم التلاعب بها ؟
وماذا نعني عندما نقول بأن الحرّية سلاح ذو حدين؟
تسوق امريكا مفاهيمها إلى العالم، بطريقة خبيثة، فتقوم بإعلان عناوين سامية، ويقوم اشباحها بتفسير هذه العناوين، وفق رغبات امريكا، تفسيرا غير صحيحاً، مستغلين بساطة الشعوب، وحبهم للأمور التي حرموا منها.
يقوم الأشباح بتعريف الحرّية بأنها، أن تفعل ما تريد، وقت تشاء، وهذا مخالف لكل الأديان، والأعراف، بل وحتى الفطرة السليمة للأنسان، كيف افعل كل ما اريد؟ لماذا القوانين شرعت؟
هل يمكنني ممارسة الرذيلة مع شقيقة أدعياء الحرّية المزيفة؟ حسب تفسيرهم نعم! فأنا أفعل ما اريد، لأتمتع بحرّيتي!
لكن ما ذنب الآخر؟ هل يمكنه الرفض أو القبول؟ إذا رفض فأنه قد قيد حرّيتي!
أنا أرى بأن الحرّية الأمريكية، تريد أن تخلق مجتمعات ملحدة قيمياً، كما هو الحال في النموذج الأمريكي الهجين، الذي إنتهك حريات كل المجتمعات على الأرض، فأمريكا هذه لم تسمح للهنود الحمر حرّية العيش حتى! قتلتهم ومثلت بجثثهم! أين كانت الحرّية حينها؟
أين كانت حرّيتكم المشوهة حينما قتلتم أطفال العراق، وأفغانستان؟
أين حرّية الشابات المعروضات للبيع في معارض نيويورك؟
فالحرّية الأمريكية، حرية مشوهة، يراد بها إذلال الإنسان، وجعله حيواناً، فاقداً لنعمة العقل.
أما لدينا فالحرّية هي من أهم القيم الإسلامية، لأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، ويتميز الإنسان بها على سائر الكائنات الحية الأخرى، ولا تتحقق إرادته إلا في جو من الحرّية الكاملة الواعية التي لا تخل بمبادئ المجتمع العامة، كما لا تعتدي على حرّيات الآخرين.
فقد حرر الإسلام الإنسان من العبودية للعباد ومن العبودية لهواه وللشهوات، كما حرر عقله من الخرافات والأوهام والتقاليد والأوضاع الفاسدة ومن السلطان الزائف. ودعاه إلى التعقل والتفكر والنظر الحر والتدبر.
الحرّية في الإسلام هي التحرر من الإكراه والضغط والأسر والظلم، وهذا المبدأ يمنح الإنسان الحق في التفكير، واتخاذ ما يراه، واختيار ما يناسب رغباته المشروعة، مع الالتزام وتحمل المسؤولية، إذن الحرّية هي قدرة الإنسان على التصرف بمحض إرادته اختيارًا بين البدائل والممكنات لتحقيق إنسانيته، في ظل التوجيهات الإلهية، التي نزلت لتنظيم الحرّية حتى لا تنقلب إلى فوضى، وظلم، واعتداء على الحرمات، وحقوق الآخرين باسم الحرّية.
إن الحرّية لا تؤتي ثمارها إلا في ظلال الممارسة الصحيحة لها بما لا يتعارض مع الدين والأخلاق وقوانين الدولة وحقوق الآخرين وحرّياتهم.
جاء الإسلام لتحرير النّاس من أغلال الجاهليّة وضلالاتها، وجاء بحرّية لم يعرَف لها العالم مثيلًا في عدالتها وسموّها ورقيّها حتّى صارت مبادىء الإسلام مضربًا للأمثال ونموذجًا يحتذى به، فالإسلام هو أوّل من أقرّ بحرّية الإنسان الكاملة.
إن النفس الإنسانية في الإسلام تتمتع بحرّية الإرادة والقدرة والمشيئة. وقد اهتم الإسلام بتحرير الذات الإنسانية كما اهتم الإسلام بتحرير الإنسان من الصراع بين النفس والعقل ودعا في آياته إلى التمسك بالعقل واجتناب الهوى. لقد تحدث الإسلام عن الحرّية ونظمها بميزان العدل. ومن العدل أن تكون للإنسان حرّية، كما أن الحرّية لا تكتمل إلا بالعدل.
فلكم أن تلاحظوا الفرق، بين حرّيتهم المشوهة، وحرّيتنا السامية، فما اقذرهم، وما اعظم الإسلام ومفاهيمه السامية.