ظاهر العقيلي
يصف أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب ( ع) الجهاد بكلمات من نور حيث يقول ( فَإنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللهِ الْحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ ) اذن للجهاد وللمجاهد شأن يتعدى اي معنى او وصف ويغبطه الجميع عليه وهو غير متاح لأي كان من الناس فحدده امير المؤمنين بانه فتح لخاصة اولياء الله وهذه الخصوصية اكيدا لم تاتي اعتباط او من فراغ معين بل جاءت بعد سلسلة اختبارات روحية وتحت ظروف استثنائية قاهرة حتى يعصر ويختبر الانسان ويغربل وهو بطبيعة الحال على بصيرة من دينه وامره حتى يصل مرحلة التقوى الكاملة .
فالمجاهد يختلف اختلاف جذري عن باق البشر من حوله والذين يسعون للبقاء في الحياة الفانية اطول وقت ممكن بينما نراه يبيع روحه ويشتري بثمنها مرضاة الله عز وجل وجنته الدائمة وهو بكل تاكيد كابد الأمور الشاقة في سبيل الله تعالى وعمل بمشقة وعناء دائمين من اجل تحقيق الهدف الاسمى والاغلى ومن هذا المفهوم والمبدأ العقائدي والروحي الاسلامي انطلق الشهيد المجاهد الحاج عبد الكريم يونس عيلان ابا مريم الانصاري ( رض) ومنذ الوهله الاولى لمقارعة اعتى نظام ديكتاتوري دموي عرفه التاريخ نظام البعث الكافر .
التحق في ثمانينيات القرن الماضي بالمعارضة العراقية في الجمهورية الاسلامية في ايران وليكون وبوقت قياسي ثقه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره ) واصبح يعمل بكل جهد وايمان ودور قيادي في المكتب الخاص لسماحة السيد الحكيم وكان يشرف على تشكيل منظمة بدر المجاهدة المقاومة .
ابومريم الانصاري لم يكن ذلك المواطن البصري الاعتيادي في كل شيء بل كانت لشخصيته الوقع المؤثر في نفوس من عاصره وعمل معه فهو الانسان المثقف والواعي والمؤمن والمؤثر بمن حوله حتى بلغ درجة اصبح فيها يمثل روح المقاومة ضد الظلم والطغيان التي تمثلت بالطاغوت صدام وانصاره .
لم ينقل عنه انه كل او مل او تردد او تراجع في موقف جهادي او حتى اداري فهو كبقية اخوته رفاق الدرب الجهادي والثوري والعقائدي رجال وايما رجال فلقد كتبوا اروع صور المجد والخلود بحروف ومواقف من ذهب يعجز اللسان عن وصفها .
فذاق طعم الملاحقات الامنية من قبل اجهزة القمع الصدامي بسبب خطه الجهادي والايماني وفي ظروف قمعية وحشيه دموية بعدها تغرب عن وطنه واهله وهاجر في سبيل الله نصرة للدين والمذهب والمحرومين حتى كانت له بصمات كبيرة ومؤثرة في الخلاص من نظام البعث ونيل الحرية لشعبه الجريح عام ٢٠٠٣ فكان نعم الناصح والمخطط في وضع السياسة الحكيمة التي تفيد شعبه وتحرره من الاحتلال الامريكي الغاشم بعد سقوط صنم بغداد ولم ينته دور الانصاري عند هذا الحد بل جابه المواقف الجهادية الاخرى بعد دخول عصابات داعش الارهابية فانتخى بكل هزيمة واصرار لفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الاشرف وراح يسجل فيها صفحات خالدة من الايثار والدفاع والشجاعة المعروفة عنه .
ان رحيل الانصاري اوجع قلوب المجاهدين كونه من ارث الجهاد الحكيمي الخالد والذي نفخر ونعتز به
رحيل الانصاري افرح قلوب الدواعش الملوثه لكنه في ذات الوقت قوى المقاومة وزاد الشجاعة عند ابناءه واخوته المجاهدين فكان الراحل بوجهه السمح وابتسامته الجميلة يغسل هموم ابناء المقاومة وانصار الخط الجهادي المقدس .
فاي وصف يرقى للانصاري برحيله الذي ادمى قلوبنا وهو الذي صلى على جثمانه مرجع كبير كأية الله العظمى سماحة الشيخ بشير النجفي ( دام ظله ) وهذا ان دل على شيء انما يدل على علو منزلته وشأنه عند رب كريم وكيف لا وهو الذي قضى سني حياته في الجهاد والتضحية وختمها بزيارة عوائل الشهداء وتفقد احوالهم المعيشية وراح شهيدا في طريق التواصل مع المؤمنين .
https://telegram.me/buratha