إيمان عبد الرحمن الدشتي ||
الإهتمام بالقضية المهدوية "تبعا للمهتم" له أهداف وغايات، فمنها ما يصب في مصلحة القضية المهدوية والمتتبِع لها على حد سواء، ومنها ما يستهدف القضية المهدوية سلبا، ومنها ما هو إستنكار وإستهجان للقضية وللمتصدين لها ولذات المهدي الموعود عجل الله فرجه، فضمن أي منها تندرج التصريحات البايدنية؟!
انطلاقا بما نؤمن به من أن لنا إماما غائبا إدخره الله تعالى لآخر الزمان لإحياء السنن الإلهية المندرسة بفعل شياطين الإنس؛ فإن الإهتمام بدراسة القضية المهدوية يعتبر من الضرورات لنا ولمن يؤمن بهذا الأمر، والمنطق يحتم على الإنسان أن يكون ملما بأبعاد أي قضية لها علاقة بمصلحته الدنيوية والأخروية، وقضية إمامنا المهدي المنتظر عجل الله فرجه تعتبر ترياقا للمؤمنين التواقين لبسط يده الشريفة طولا وعرضا على هذه البسيطة، وإعمارها بالخلافة الربانية التي أساسها الاستقامة والعدل.
كثير من المصالح ستتضرر في حال الظهور الشريف لمن لا يروق له أمر الإمام بأبي وأمي، وبذلك سيهيء نفسه لمواجهة الإمام بالإطلاع على مشروعه وصد حركته وكل التحركات التي تصب في مصلحة هذا المشروع، كما أن هناك فئة ثالثة تؤمن بإستحالة ظهور إمام غائب لمئات السنين وتعتبره خرافة ومن الأساطير، فتطعن بمجمل القضية وبمتبنيها، وإذا ما كانت هذه الفئة تمثل قيادة دولية فهي تُستفز من الحديث عن أي قيادة تطرح كبديلة عنها ولو افتراضا.
تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الاخيرة وبشكل علني من أنه غير ملم بجميع المفاهيم الإسلامية ومنها "الإمام المخفي للمسلمين" حسب قوله وأنه وظف بروفيسورا ليزوده بمعلومات عن هذا الموضوع ممكن ان تندرج تحت الصنف الثاني أو الثالث، كما أن توقيت التصريح لم يأتي اعتباطا، فهو كرئيس لدولة عظمى تحاول الهيمنة على مقدرات كل الشعوب من الطبيعي ان يرى الخوض بالقضية المهدوية من قبل الشيعة ناقوس خطر يهدد مصالحهم سواء إقتنعوا بفكرته أم لم يقتنعوا، وعليهم هم أيضا الإطلاع عليها ومعرفة حيثياتها لمجابهتها.
ثمة تصريح أيضا لأحد المسؤولين الامريكيين يحمل بين طياته تأليب للمجتمعات المسيحية ضد القضية المهدوية حينما تطرق إلى رواية إسلامية عن عودة السيد المسيح مع الإمام المهدي عليهما السلام معلنا إسلامه، وإظهار ولائه للإمام المهدي بأبي وأمي، وأنه سيستنكر كل الانحرافات التي طرأت على الديانة المسيحية التي بإعتقادهم أنها صحيحة، وهذا تصريح معلن لرفضهم اي فكرة معارضة لأفكارهم، تصريح يحمل بين طياته خبائث جمة.
تأكيدا لما ورد يمكن القول بأن قوى الاستكبار العالمي بعدما امتازت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعبر السنوات الأخيرة على وجه الخصوص وكذلك محور المقاومة من الإرادة التي أضفت للتشيع القوة والمنعة لمجابهة قوى الضلال بمختلف عناوينها، أدركوا بأن قوتها هذه مستمدة من القضية ذاتها، ومحاولة تذويب هذه القضية هو الأمر الذي لابد منه لإخضاع الجمهورية الإسلامية وقوى التشيع.
نعلنها صريحة أن القول الفصل هو للمكر الإلهي الذي سيفعل فعلته، وأيا ما كانت غايات المستكبرين وغطرستهم وجبروتهم فهي محض جهل ستتلاشى أمام إرادة الملك الجبار، والقيادة العظمى سوف لن تكون إلا للموعود المنتظر عجل الله فرجه.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha