كوثر العزاوي ||
كل ذو لبٍّ يعلم أن ليس المظهر هو المعيار الذي يؤشر على صلاح أو فساد الإنسان من دون النظر إلى جوهره ومايُثبِت من حركة الفضيلة ومواقف الاستقامة في المجتمع، فالمرء رجلًا كان او أمرأة هو انسان بأنسانيته بما يقدِّم من خدمات وتضحيات، وبما يحمله من علم ودين وخلق سامٍ وسماتٍ فاضلة، وخطابي للمرأة بشكل عام
والمرتدية للحجاب بشكل خاص وأقول: أيتها الجوهرة المصونة، إنما خلقكِ الله"عز وجل"لتكوني في الأصل مربيّة للأجيال حتى يستقيموا على شرع الله والنهج المحمدي الأصيل ليباهي الله بفضلكِ الأمم، فأنت والقرآن كلاكما يصنع الإنسان، فمتى انشغلت عن هذه الغاية فقد فسدتِ، وأفسدتِ فسادًا عظيمًا، وساهمت في هدم ثغور الصالحين التي هي في الواقع بُنى تحتية لبصماتك فيها كل الفضل والجمال، وأنت الأم والاخت والزوجة والإبنة، ونقطة الاختلاف الجوهرية بينك وبين غيرك هو"الستر والعفاف" وهو الذي يخلق منك شموخا وكبرياء تقاومين به العواصف العاتية بوعي وبصيرة ، ذلك التيار الهدام الذي يريد جرف المرأة الكريمة الفاضلة لتتخلى عن أُمور كانت ومازالت تُعَد من الأُسس في بناء شخصيتها، لتلهث خلف مفاهيم مسمومة فكريًا ليس لها صلة بالكرامة مطلقا بل دُسَّ فيها السم كما يُدَس في العسل، كي تتعثر بعثرات زمن الموضة، وتكون فريسةً للذئاب البشرية، وتفتن مَن خلفها الشباب وتفرّق الأحباب عندما تترك حجاب الألباب، وتجعل بينها وبين خالقها أكبر حجاب، ولاتُحتَشم بلباس الإسلام وتتحصّن بدرع العفاف!
وتأكدي أن جاهليَّة الأمس وأدت البنات في مهدهنّ علىٰ اعتبارهنَّ عارًا عليها، وحاشا الف مرة، أما جاهلية اليوم، فهي تريد قتلهنَّ بفتح أبواب الفتن لهنَّ بحجَّة الحرية والتَّعرية كما هي حياة البهائم، بلا اي ضابطٍ من عقل أو رادعٍ من دين!!
وحسبك أعداء الانسانية والفضيلة، قد أصبح شغلهم الشاغل ضرب قلب المجتمع النابض وشلّ عقله الباصر "المرأة" من خلال توجيه أجنداته المحمومة عبر مشاريعه المسمومة في موارد مهمة التي تضرب الأهم في جوهر البُنية التحتية للأخلاق كما تستهدف مصدات الدفاع التي تحافظ على تلك القيم وموارد الأخلاق في ظل ذرائع رعناء، ووسائل تسويق وتزويق رخيصة وضيعة، حينما اخترقت مؤسسات التعليم ومعاهد التربية ودور التأهيل الإنساني تحت يافطة الحرية الشخصية!!
بهدف ايهامك أيتها المرأة اولًا لتشمل بعدها المتلقين، بأن كل ماتقدمه لكم هذه المؤسسات الدخيلة إنما تمثل القيم الاخلاقية والضوابط السلوكية
الحديثة التي تساهم في رفع منسوب تحضّركِ بما يتناسب وقيمتكِ قياسًا بالمرأة الغربية المعاصرة، حتى وإن كانت على حساب الأخلاق أو الهوية الدينية!!
وفي الواقع، ان كل شخص يمتلك ابسط الموازين الانسانية والأخلاقية يجد في نفسه تلقائيا استنكارا فطريا واسمئزازًا لكل تلك الممارسات التي تحاول ان تلوي عنق الثوابت الطاهرة والعادات السامية لتهدم أبعد نقطة في بناء الإنسان وهي" الشرف" فلا مساحة شخصية ملوثة قذرة بحجة الحرية الشخصية المتهتكة" وبئس مايخططون"!
فلا تغفلي أيتها الحرة الكريمة عن حقيقة جمالك المقترِن بالحياء والستر وانت في قمة صرح الكرامة، والذي حرمهم الله عزَّ وجلَّ من رؤيته فضلًا عن امتلاكه ونيل شرف الرفعة به إلى مصاف الملائكة.
فلا تستويان!!
{وَٱللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلًا عَظِيمًا} النساء ٢٧
١٠شوال ١٤٤٣هج
١٢-٥-٢٠٢٢م
ــــــــ
https://telegram.me/buratha