المقالات

الضرائب تُفرض على هواء السويد !؟


عمر الناصر *||

 

*/ كاتب وباحث سياسي

 

قد يفكر الكثير بأن الدول الرأسمالية ربما تبالغ كثيراً في فرض الرسوم والضرائب على مواطنيها ، ليصل الامر بأن السويد تفرض ضريبة على الهواء ، قد يثير هذا الخبر او العنوان استغراب او استهجان البعض منا ، او ربما يدعوا الى السخرية والضحك ويتساءلوا هل وصلنا للزمن الذي نصل به الى ان تفرض الدولة ضريبة حتى على الهواء ؟

الجواب نعم .. ولكن ليس الهواء الذي نستنشقه في حياتنا اليومية ، وانما الهواء المعلب الذي بدأت السويد بتصنيعه للسائحين او المواطنين الذين يغادروا البلد لفترات ، لكي يكون العامل النفسي لديهم يلعب دوراً في اشعارهم بأن الدولة قريبة منهم في اي ظرف وتحت اي سماء ، لكن بلاشك يكون هذا النوع من الهواء خاضع لقانون الضريبة من اجل تقوية دعائم للدولة.

الضرائب مفردة وقع صوتها مزعج لدى اغلب ارباب العمل، وتخدش حياء مسامع الكثير منهم لما يرون فيها من أجحاف احياناً في انتزاع الأموال بطريقة غير منصفة ، وربما يستخدم هذا الحق بتعسف كما يعتقد البعض من الناس ومن ضمنهم المتحدث ايضاً على اعتبار ان الطبيعة الفطرية لدى اغلبنا تستدعي استحضار عامل الاحتجاج على اي تصرف يفرض علينا اخراج الاموال ودفعها الى اي جهة ما ، متناسين حقيقة ازلية بأن الضرائب هي اكبر مصدر للدخل القومي لدى الحكومات الرأسمالية والدول الصناعية التي لا تتوفر فيها الكثير من الثروات والموارد الطبيعية مثل النفط والغاز وبقية المعادن .

من أهم الأمور التي تتعلق بفرض الضريبة هي أعتماد الدولة على سحب أكبر كمية ممكنة من ألاموال لتحقيق اعلى مستوى من الرفاهية الاجتماعية ، ولغرض اشعار دافعي الضرائب بأهمية وجودهم ووجود اموالهم في كل مفاصل الحياة العامة ، لكن على الرغم من أن النظام الضريبي معقد وصارم تجاه المخالفات الضريبية العفوية والمتعمدة، لكن تبقى سلطة الضريبة هي السلطة العليا في الدولة التي لاتستطيع الدولة الاستغناء عنها ، لان بقاء نظامها السياسي يعتمد على تلك الموارد، فتجد ان لديها صلاحيات ومساحة قانونية واسعة جداً في التحقيق وألاعتقال ترتقي الى مستوى اهم واخطر الاجهزة الامنية في تلك الدول ، وحتى اهم من منصب رئيس الوزراء والوزارات هناك ،اذا ماأكتشفت وجود ملفات مشبوهة او فساد في مؤسسات الدولة سواء كان ذلك في القطاع الحكومي او القطاعين العام والخاص..

يبدو ان البرلمان القادم لن يكون كالذي عهدناه في المراحل الماضية، لانه اصبح يعي بأن مهمته واداءه قد اصبح على المحك ، في ظل وجود اختبار حقيقي لدور المستقلين ، الذي قد يكون لهم دور في تحريك المياه الراكدة، من اجل الدفع بإتجاه تفعيل الدور الرقابي الحقيقي على غرار ما تشهده الدول المتقدمة،  فهم امام مهمة تاريخية ربما تنقل العمل التشريعي الى مراتب علياً غير التي عهدناها من قبل ، وعلى مايبدو ان عملية نقل جزء من تجارب دول العالم في تثبيت اسس ودعائم الازدهار الاقتصادي باتت مهمة حتمية وحان موعد تطبيقيها حرفياً على ارض الواقع ، من خلال تحديث النظام الضريبي الكلاسيكي المتهالك واستبداله بنسخة جديدة على غرار ماهو موجود في الدول الاسكندنافية من اجل تعظيم موارد الدولة ، وتنويع مصادر الدخل التي تدر على الخزينة المركزية بفائض  مالي كما حدث في السويد عام ٢٠١٩ عندما اصبح لديها الفائض في الميزانية اكثر من ١١٢ مليار كرون ، استطاعت بها تغذية جميع البلديات والشركات التي تعرضت لانتكاسة وافلاس خلال فترة جائحة كوفيد ١٩ ، تتظافر من خلال ذلك جهود جميع العاملين مع الحكومة من الكفاءات والباحثين والخبراء لاعادة النظر في فلترة وتحديث نظام الضرائب والرقابة على حركة ألاموال ولوقف الفساد الضريبي الذي هو اهم اخطر عنصر مُهدد لمصادر الدخل القومي بعد النفط .

 

انتهى …

 

خارج النص / المثل العسكري يقول "الوحدة بأمرها"  ..

 

عمر ناصر / كاتب وباحث سياسي

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك