احلام الخفاجي ||
من المسلمات بها ان المراة هي من ركائز المجتمع الاساسية, من خلال دورها الريادي داخل الاسرة, والتي تعتبر نواة المجتمعات الاولى ,لذلك لابد ان تمنح المجتمعات المراة جل اهتمامها, فتارة تسمو وتعلو بها في سماء الفضيلة, ان كانت متعلمة واعية فستسكب في وعاء اولادها كل ما في جعبتها, وبالتالي تكون انتجت جيلا واعيا من حيث تعلم او لاتعلم, وتارة اخرى تهوي بالمجتمع الى قعر الرذيلة, ان كانت من اؤلئك النسوة اللواتي لايبالين الا بالموضة, ونجوم السوشيل ميديا
ان صلاح المراة له الاثار الواضحة في المجتمع, ولنا في السيدة خديجة عليها السلام اسوة حسنة حيث استثمرت اموالها ووقتها وكل متعلقاتها لنصرة النبي ص, وبالتالي نصرة الاسلام لتزق فضائلها,الى سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء زقا, فعن النبي ص قال(ما قام او استقام الاسلام الاباموال خديجة وسيف علي) ذرية بعضها من بعض ,لتبزغ بعد ذلك شمس العفاف والصبر مولاتنا زينب ع من حجر مولاتنا فاطمة ع.
بات جليا لكل ذي لب,ان الظهور المبارك بات اقرب مما نتصور, وانه لا يحجب شمسه عنا الا قطيع غيمات خريفية, متناثرة هنا وهناك لايتعدى عددهن اصابع اليد الواحدة, لاتقوى على الصمود بوجه ضياء تلك الشمس ما ان بزغت, غيوم محملة بمطر الفتن والتمحيص, فعليك اختاه ان تعدي العدة لنصرة امامك, بدا ليكن حجابك سهما في قلب الشيطان, الذي طالما اختال بنفسه بانك من جنده, بل انت كل جنوده ولتكن عفتك سورا يحصنك من مضلات الفتن, وحشمتك زينة عفافك, وهذا لابعني انعزالك عن مجتمعك, لكن عليك ان تعلمي متى ولمن تظهرين زينتك, عليك ان تزن افعالك بميزان العقل لا بميزان العاطفة, لكي لاتقعي في فخ زبانية الشيطان, واياك ثم اياك ان تستبدلي هديل صوتك بانكر الاصوات.
احفظي انوثتك بعفة رداء مولاتنا فاطمة وهيبة سيدتنا زينب, فردائك الزينبي سهام مصوبة بصدر العدو فعل فعلته فيهم, مالم يفعله ازيز الرصاص, لذا كانت ومازالت المراة المسلمة مستهدفة لحرفها عن جادة الصواب والايمان, فكوني حذرة ان تقعي في حفرة الرذيلة, التي حفرها العدو لك بمعول حربهم الناعمة, وغطاها بغطاء الانفتاح والعلمانية, فماان تتعثري حتى تصطادك شباكهم المنصوبة لك في كل حين.
لكن هنا ياتي السؤال الاهم والذي يدق في باحة افكارالانتظار كبندول ساعة, هل التزامك بالتكاليف الشرعية كافية لنصرة آمامنا؟ فالجواب, نعم انها ستدخل السرورعلى قلب الامام عج, وستكونين واقفة على ارضية صلبة, لكن عليك بطرق باب البصيرة بيد الرجاء, وان تتعلقي باطراف حبال النصرة بانامل الولاء, من خلال التسلح بالثقافة المهدوية ولكي ينهل ابنائك فيما بعد من معينك المهدوي, والذي لاياتي من فراغ لكن باجتهادك, في الغوص في سبرالقضية المهدوية وتتبع علامات الظهور, لتتجنبي السقوط من غربال التمحيص, وان تكوني من ذلك الندر الذي سيبقى صوته مدويا في ساحة الانتظار, فعن ابي عبدالله (عليه السلام ) ( لتكسرن تكسر الزجاج وإن من الزجاج ليعاد فيعود, والله لتكسرن تكسر الفخار وإن من الفخار ليكسرن ولايعود كما كان, ووالله لتغربلن, ووالله لتميزن, ووالله لتمحصن حتى لايبقى منكم الا الاقل وصعر كفه)"1"
وفي حديث اخر عن (الامام الباقرعليه السلام) (والله لتميزن, والله لتمحصن, والله لتغربلن كما يغربل الزوان من القمح)"2" فلتكوني اختاه انت ذلك القمح, والذي بعملك المهدوي سينبت في كل سنبلة مائة حبة, عليك الثبات في طريق التمهيد والنصرة, لكي لاتصبحي تحت اقدام عجلة الغربلة, التي تزداد سرعتها اكثر كل ما امسكت الايام بأيدينا ومضت بنا قدما الى عتبة الظهور.
لذا اختاه, عليك تربية جيلا مهدويا لاينفك ان يفتح ريق صباحاته بدعاء العهد وزيارة ال ياسين, جيلا من الانصار يخرج من تحت عباءته النخبة المباركة (313)لأطلاق شرارة الثورة المهدوية في الحجاز, ماسكا كل واحد منهم بفاس البصيرة, ليحطموا اصنام الجور والظلم, ولتطمئن قلوب العباد بان الشجرة المهدوية ستفيئ بظلالها
على كل ارجاء المعمورة, واياك ان تربي جيلا من الرويبضة, والذي سيخرج من تحت سرادقه جماعات منحرفة تقف بوجه الامام عج, جيلا سيصوب سهامه في صدر امام زمانه, فلا تكونٍ تلك اليد التي تعد لهم تلك السهام, فمازال لديك شئ من الوقت لتخيري نفسك وابنائك مآبين الوقوف في معسكر الموعود, وبين ان تكوني سهاما مارقة تصيب قلب امامك, وانت تسرجين خيل الظلالة ماسكة بلجامها باتجاه معسكر السفياني, مازال لديك الوقت لتعلمًي ابنائك يكونوا كالحر الرياحي, وليخيروا انفسهم مابين نصرة الامام وزخرف الحياة الفانية, يخيروا انفسهم مابين الجنة والنار,فما ان يزأر اسد البصيرة في قلوبهم, عندها تصهل خيول الحق تاركة معسكر الباطل لتلتحق بركب قائم ال محمد, ولتعلوا صرخاتهم( لا امان الا مع ابن بنت رسول الله)
1-البحار:5/216/ 1
2-النعماني/205