نعيم الهاشمي الخفاجي ||
لبنان افضل دولة عربية دستورها يضمن مشاركة كل المكونات في الحكم بدون أقصاء وتهميش، والبيئة المجتمعية اللبنانية بغالبيتها بيئة يغلب عليها التحضر على عكس دول البداوة من دول الرجعية العربية، تطور الحياة الديمقراطية ووجود بيئة متعلمة يعود الفضل بالدرجة الأولى للمكون المسيحي عندما وصل دور السلطنة العثمانية إلى قتل المسيح بعد أن ابادوا الشيعة والدروز تدخلت قوات فرنسا العلمانية التي أسقطت حكم الكنيسة لحماية المكون المسيحي بعد عام ١٨٠٠ م في بداية القرن التاسع عشر ميلادي، وأصبح لبنان خارج سلطة الدولة العثمانية، جلب الفرنسيون معهم أجهزة الطباعة المكتشفة حديثا في أوروبا إلى لبنان وبدأ عصر طباعة الكتب عبر أجهزة الطباعة، وتم دعم طبقات مثقفة لبنانية لعمل صحف ومحلات وتأسيس احزاب، بقيت القوات الفرنسية في لبنان إلى إعلان استقلال لبنان قبل منتصف القرن العشرين، وعملت فرنسا دستور إلى اللبنانيين يضمن مشاركة جميع المكونات بدون إقصاء وتهميش.
لكن لبنان مشاكله كلها مستوردة من صراعات الدول العربية مع بعضها البعض الاخر، مضاف لذلك وجود منظمات فلسطينية مسلحة، جعلت الصهاينة يستفيدون من خلال وجود خلافات مذهبية وقومية مابين الأحزاب اللبنانية، وقف جزء من المسيح وبالذات المراونة ضد الوجود الفلسطيني المسلح من خلال حزب الكتائب وبيت البطريك الماروني بيار إل جميل ولعبت عائلة بيار إل جميل دور سيء في اشعال فتيل الحرب الأهلية اللبنانية وكان الهدف منها طرد عرفات ومقاتليه من لبنان وهذا ماحدث، سمير جعجع كانت لديه عصابات مسلحة ذبحت الفلسطينيين والشيعة والسنة والدروز وقسم من القوى المسيحية الوطنية تحت شعار سيادة لبنان وللاسف اليوم سمير جعجع ومعه عملاء الرجعية العربية يستهدفون سلاح المقاومة خدمة لبني صهيون أيضا تحت نفس الشعار هيبة الدولة اللبنانية، تم إجراء الانتخابات النيابية في لبنان، بظل تمويل خليجي كبير يستهدف إلغاء وجود القوى اللبنانية المقاومة، تم صرف المليارات وتجيش اعلامي كبير، حملات اعلامية واسقاط العملة اللبنانية وتجويع المواطنين، الغاية التأثير على الناخب اللبناني وخداعه وبالذات خداع الناخب اللبناني الشيعي للتصويت إلى فئات شكلها مدني وجزء منهم عملاء للمخابرات الدولية والاقليمية.
النتيجة الانتخابات تم أجرائها، ورغم الدعم المالي لم يتم القضاء على كتل المقاومة بل استطاعت القوى المقاومة الحصول على ٦١ مقعدا من مقاعد مجلس النواب المكون من ١٢٨ نائب، بينما القوى المدعومة صهيونيا ووهابيا حصلت على ٤٢ مقعدا، نعم هناك غياب أكثرية واضحة، لكن كتلة المقاومة لابد أن تقدم تنزيلات لعقد تحالفات مع شخصيات مستقلة والقوى التي ترفع شعار التغيير وبلا شك جزء منهم فعلا ناس شرفاء وليسوا عملاء للاجنبي، نعم تواجه الاستحقاقات المقبلة، لانتخاب رئيس للجمهورية أو تأليف حكومة جديدة تحتاج إلى التحالف مع شخصيات وكتل مستقلة.
ويستبعد في ظل النتائج أن تنجح التكتلات النيابية الكبيرة غير المنسجمة في التوافق فيما بينها بسبب الخلافات السياسية حول عناوين أساسية مابين المقاومة والانبطاح ومابين الوطنية والخيانة، هذا الصراع كان محور المعركة الانتخابية بين قوائم كتلة المقاومة وبين كتلة التطبيع والانبطاح والخيانة وتنفيذ أجندات بني صهيون،
الحزبان المسيحيان الرئيسيان «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» هم يمثلون المكون المسيحي، مقاعدهم متساوية، رغم الاخبار العاجلة في الساعات الأولى بعد إقفال صناديق الاقتراع في الترويج لحصول «القوات» على أكثرية المقاعد المسيحية، أظهرت النتائج النهائية أن عدد النواب المسيحيين الذي استحوذ عليه كل من الفريقين متساويين، وخاض الحزبان معركة انتخابية شرسة استخدما خلالها كل أنواع «الأسلحة»، ووصلت الأمور أن سمير جعجع وفيالقه الإعلامية قالوا الذي يصوت إلى التيار الوطني الحر يصوت إلى إيران وانه ذيل ايراني….الخ السيد جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر عقد اجتماع وقال يتهمون من يصوت لنا يصوت إلى إيران وأنا أيضا يحق لي ان اقول من يصوت للقوات فإنه يصوت لإسرائيل وداعش وسط تصفيق الجماهير المؤيدة للتيار الوطني الحر، هناك حقيقة
في الانتخابات اللبنانية ثبت صلابة وتلاحم المكون الشيعي حيث لم يعطي الشيعة أصواتهم للأعداء في اسم الحراك الشعبي، نعم خسروا مقاعد لحلفاء من المكون الدورزي فقط وحافظ التيار الوطني المسيحي الماروني على مقاعده خسر ثلاثة مقاعد لكنه بقي في الصدارة لتمثيل المكون المسيحي اللبناني الماروني، متى نحن بالعراق نكون مثل الاخوة الشيعة اللبنانيين، بغض النظر عن الصراعات الدائرة، لولا سلاح الشيعة لتم إبادة المكون الدورزي ولتم سبي عائلة وليد جنبلاط، ليعلم وليد جنبلاط لولا سلاح شيعة لبنان لتم إبادة المكون الدورزي مثل ماحدث في إبادة ثلاثين قرية دورزية في محافظة ادلب السورية، واجبارهم أن يصبحوا وفق
الدين الاسلامي الوهابي، هل يعلم الأخ الأستاذ وليد جنبلاط بحقيقة ماحدث لبني جلدته الدروز في ادلب السورية،
الإمام علي ع قال الحق ابلج والباطل لجلج.
الاعلام البدوي الذي لايعرف في مملكته الانتخابات ولا حرية الصحافة والاحزاب ولا يعرف معنى المواطنة والمدنية، كالعادة اعتبروا نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة من خلال مقال مستكتب لازال عبد رغم تحرر العبيد بكل العالم حيث وصف نتائج الانتخابات اللبنانية بالقول( نتائج الانتخابات تقول لنا إن هناك انتفاضة من إيران، مروراً بالعراق، إلى لبنان، ضد المشروع الإيراني وأعوانه بالمنطقة).
المشكلة أن العقلية البدوية تعتبر اجراء الانتخابات بالعراق ولبنان وفوز تحالفات هنا وهناك انها نصر للمشروع البدوي الوهابي، نفس هذا المستكتب السفيه يقول ( أن ما تقوله لنا نتائج انتخابات العراق، ومظاهراته، خسارة إلى ايران).
يعني شعب العراق اذا أجرى انتخابات خسارة إلى ايران شر البلية مايضحك،
هناك حقيقة هناك تشابه واضح في الانتخابات اللبنانية والعراقية، نفس الممول السعودي والقطري والاماراتي والتركي الذي تدخل في الانتخابات العراقية هو نفسه تدخل في الانتخابات اللبنانية، وبنفس الادوات الطائفية البعثية بالعراق وفي لبنان، والمستهدف في لبنان والعراق هو نفسه المكون الشيعي، لكن الفرق بالحالة اللبنانية تجربة ثمانين سنة بمشاركة الشيعة في الحكم في لبنان ووجود دستور يضمن مشاركة المكونات جعل شيعة لبنان قلعة رصينة لايمكن خرقها من قبل الأعداء على عكس شيعة العراق، الطبقة السياسية الشيعية العراقية لديهم عقد نفسية مع بعضهم البعض الآخر بسبب تهميش الشيعة من الحكم بالعراق منذ استشهاد الإمام علي بن أبي طالب ع والى سقوط نظام صدام جرذ العوجة الهالك، قرون طويلة من الاضطهاد انتجت لنا طبقات سياسية وكوادر ثقافية تعاني من عقدة العبودية والذل، الخلاف مابين امل وحزب الله تم انهائه بحكمة وحنكة الاخوة في امل وحزب الله، بينما ساسة أحزاب شيعة العراق كل طرف يسقط الطرف الاخر، الانسداد في الواقع السياسي العراقي هو صراع شخصي بحت مابين شخصين يمثلون كل طرف زعيم تكتل، لايوجد خلاف عقائدي وإنما خلاف شخصي، لذلك الذي يريد أن ينهي الانسداد لابد من تدخل زعامات دينية شيعية عراقية او عربية او ايرانية لعمل جلسة لجمع كل ساسة شيعة العراق وعمل مصالحة عندها ينتهي الانسداد وتفشل مخططات السعودية والمحيط الطائفي ضد شيعة العراق، لننظر إلى خطاب رئيس كتلته المقاومة البرلمانية اللبنانية في كلمته بعد اعلان نتائج الانتخابات اللبنانية ونقارنها على خطابات ساسة شيعة العراق، زعيم كتلة المقاومة النائب محمد رعد قال، «إننا نحرص على العيش المشترك»، وطلب من أدوات الحروب الأهلية سمير جعجع ومعسكره حيث قال لهم «إياكم أن تكونوا أعداء لنا، فالسلم الأهلي خط أحمر»، ووجه دعاء اخوي إلى كتلة وليد جنبلاط وجعجع إلى التعاون والعيش المشترك
شيء طبيعي عندما يتم مخاطبة جعجع ومعسكره بالقول إذا رفضتم حكومة وطنية فأنتم تقودون لبنان إلى الهاوية، هذا كلام صحيح، أيضا الناىب محمد رعد قال إلى جعجع ومعسكره ،«إياكم أن تكونوا وقود حرب أهلية».
لنقارن خطابات زعيم كتلة المقاومة اللبناني مع خطابات وتصريحات الثنائي الشيعي العراقي، نجد طرفي الثنائي الشيعي انه يريد بناء دولة مؤسسات مع أراذل رؤوس فلول البعث الذين هم لا غيرهم من حرق العراق وشعبه طيلة ال١٩ سنة الماضية بسبب مشاركة الشيعة في حكم العراق، دمروا البلد وقتلوا مئات آلاف المواطنين الشيعة على هويتهم المذهبية، الكل يعلم ويعرف ان رؤوس فلول البعث المشاركين بالعملية السياسية واجهات إرهابية يتآمرون لاسقاط العملية السياسية، الوزير والمسؤول البعثي السني المشارك بالعملية السياسية يذهب للدول العربية يحرضهم ضد شيعة العراق وضد مرتكز القوة الأخير لدى الشيعة وهي قوات الحشد بحيث تم تصنيف فصائل مسلحة مجاهدة بسبب رشاوي آل سعود في منظمات ارهابية وإعطاء إحداثيات لقوات التحالف وتم قصفهم واستشهد وجرح المئات من الضباط والجنود العراقيين، منطقتنا تشهد صراع دولي بأدوات محلية لذلك المواجهة تبقى مستمرة، وقوى الاستعمار لديها نفساً طويلاً، وأدوات حقيقية، لذلك الوضع بالعراق يحتاج تعاون السيد مقتدى الصدر مع أحزاب الإطار الشيعي للتصدي للمؤامرات الخارجية والتي تنفذ في أدوات بعثية طائفية واضحة لكل من يملك بصيرة، المشكلة التي تواجهني شخصيا لا أحب أن اتطرق لخلافات ساسة المكون الشيعي العراقي كتبت خلال ال١٩ سنة الماضية مئات المقالات نصحنا ساسة المكون الشيعي العراقي بالعلن والسر وكشفنا عشرات الشبكات الإرهابية وفضحناهم بالعلن وبسبب نصحنا إلى رفاق دربنا من أحزاب الشيعة جعلوني عدو لهم والنتيجة حاربوني بأبسط حقوقي ايسرها تصوروا معاملة فصل سياسي، قدمت معاملة الفصل إلى رئيس لجنة المفصولين الفريق ركن علي فكري قال لي هذه معاملتك سلمتها لي بعد ارجوك لاتأتي أبدا، جاء دورنا نحن نكملها وفعلا اخذت
بكلامه عام ٢٠١٧ اضطرت ان اسأل على معاملتي وبعد جهد جهيد وصلت الى لجنة الفصل السياسي اعطيتهم اسمي قالوا لي نحن نريدك للأسف نريد أبلاغكم وصلنا كتاب من رئاسة الوزراء اعطوك رفض نهائي وتم مسح اسمك نهائيا، انا بهذا العمر من حقي ياناس أعود اقضي ماتبقى من حياتي بالعراق بالقليل احتاج حقي كراتب تقاعدي لكي اعيش، معقولة شعبنا ناضلنا من أجله اكثر من ٣١ سنة مانستحق الحصول على أبسط شيء وهو راتب تقاعدي، دعوا عنكم العودة إلى وزارة الدفاع بالقليل أبسط حق راتب تقاعدي أسوة مع بقية من خدم بوظيفة عسكرية او مدنية، ماحدث معي للأسف ضريبة دفعتها بسبب انتقادي إلى أخطاء الاخوة ساسة أحزاب الشيعة الحاكمين بالعراق، النتيجة خسروا جماهيرهم، لذلك الذي يريد إيجاد حلول إلى الانسداد بالعملية السياسية عليه إيجاد مصالحة مابين قطبي الثنائي الشيعي العراقي بالدرجة الاولى، وعلى ساسة الأحزاب سماع مطالب ومظلوميات ابناء جلدتهم وإنجاز معاملاتهم المتلكئة والعمل على تشريع قوانين جيدة تدعم فتح مشاريع صناعية وتجارية وزراعية للخريجين العاطلين عن العمل للقضاء على البطالة، والتركيز على الملف الصحي في إلزام المستشفيات الحكومية إجراء العمليات الجراحية مجانا، والتعاقد مع أطباء متخصصين من الهند لإجراء عمليات جراحة القلب وغيرها في مستشفى حكومي في بغداد في منطقة آمنة افضل من إرسال عشرات آلاف المرضى للهند تكلف الخزينة العراقية والمواطن البسيط مئات ملايين الدولارات، قضية الكهرباء كل محافظة تتعاقد لعمل محطة توليد كهرباء خاصة بها والكف عن الحلول الترقيعية والكف عن بدعة استيراد الكهرباء من دول الجوار، الأموال التي تدفع لدول الجوار كافية إلى إقامة محطات توليد عملاقة بالعراق.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
18/5/2022
https://telegram.me/buratha