علي حسين الاشرفي||
كيف يمكن للحرّية أن تكون معوقة؟ ولماذا كل هذا الاهتمام الأمريكي والغربي بمصطلح الحرّية؟
لا يخفى على الجميع بأن المجتمع الأمريكي، هو المجتمع الملحد الوحيد، في العالم، والإلحاد هنا، أن أمريكا لا تمتلك أية قيم، من الممكن الرجوع إليها، وهذا يعني بأن قوة الحكومة، ووجودها، يمنع من حدوث الكوارث فقط، فليس لديهم منظومة أخلاقية، أو دينية، أو عشائرية، أو أعراف يمكنهم الرجوع إليها، أو تمنعهم من فعل المخالفة أو الجريمة عند غياب رجال الحكومة، في مكان ما، فنلاحظ حدوث آلاف الجرائم، والكثير من حالات للسرقة، في بلدة أمريكية، بمجرد حصول خلل، في الطاقة الكهربائية، لمدة خمس دقائق فقط، وهذا يعني أن المجتمع متعطش للجريمة، ولا يردعه شيء غير العقوبات الحكومية.
في مجتمعاتنا الشرقية، توجد المنظومة الدينية، والعشائرية، ومنظومة الأخلاق، والعادات والتقاليد والاعراف، كل هذه تشكل قوة رادعة، لحصول الجريمة، بوجود القانون وبعدمه، ولاحظنا هذا جيداً، في العراق، أبان الأحتلال الأمريكي عام 2003م، فقد إختفى القانون تماماً، لكن العراق بقى مجتمع طبيعي، ولم يتحول إلى غابة، كما تتحول أمريكا، إذا غابت عنها الطاقة الكهربائية خمس دقائق فقط.
أمريكا تشعر بالنقص، والدونية بسبب عدم إمتلاكها أية قيمة من القيم السامية، فقد إصطنعت مصطلح الحرية، وفسرته تفسيراً معوقاً، وتحاول تعميمه على كل المجتمعات، ليصبح هذا المفهوم وبتفسيرهم، مفهوماً عالمياً، فأحتلت الشعوب، وهي تنادي بالحرية المشوهة.
قربت المثليين، ودعمتهم، ليؤسسوا منظمات، وليكون لهم كيان خاص، وعلى الجميع إحترام إختيارهم، حسب التفسير الأمريكي للحرّية.
في شرع أمريكا، وأوربا، هنالك تقديس، لحرّية الرأي والتعبير، وإتخاذ القرارات، ولكن!!!
عندما إتخذ اللاعب السنغالي إدريسا جاي، قراره وتغيب عن مباراة باريس سان جيرمان ومونبيليه، أستدعته لجنة الأخلاق، بالأتحاد الفرنسي ليشرح سبب غيابه عن جولة دعم المثليين، والتي قد طبعوا فيها، أعلام قوس القزح على قمصان جميع اللاعبين.
إدريسا جاي، إعتذر عن المشاركة في هذه الجولة، معللاً ذلك بأنه مصاب، ولا يمكنه اللعب، لكن بوكيتينو مدرب فريق باريس سان جيرمان، أكد بأن إدريسا جاي، لأسباب شخصية متعلقة بدعم المثليين، وليس للأصابة، وهذا ما أكدته صحيفة ليكيب أيضاً.
البروبكندا العالمية تشن هجمة على اللاعب إدريسا جاي، مطالبين بمعاقبته، لأنه لم يشارك في جولة دعم المثليين.
أين الحرّية إذن؟ لماذا المطالبة بمعاقبة إدريسا؟ لأنه حرّ فقط؟ كيف لكم أن تطالبوا بحرية المثليين الشواذ، وأنتم تسلبون حرّية اللاعب السوي.
كل هذه الحرّية المشوهة والمعوقة، وكل هذه التناقضات، لكن سيخرج الأشباح من جحورهم، ليخبرونا أن امريكا، وحلفائها نشروا الحّرية في العالم، ولو لاهم، لبقيت المجتمعات تعيش في ظلام دامس.
لعمري أن الظلام، والجهل، والتخلف، هو أفضل بكثير من مصباح غجرية كأمريكا، ومن حرّيتها ( النص ردن)