محمد الياسري
لاول مرة ظهرت اصوات منظمة بشكل مدروس ومخطط مناوئة للحشد الشعبي والمقاومة كانت في تشرين ٢٠١٩ وكانت بدعم ابرز اطراف التحالف الثلاثي ولولا حكمة وحنكة القيادات السياسية الشيعية لكانت الساحة الشيعية تشهد قتالا مدمرا وتؤدي بالنهاية الى تقسيم البلاد ولكن الحكمة والحنكة جعلت القوى الشيعية تتحمل ظلم الاخرين وتنكيلهم لتدفع الخطر الاكبر وقد أوفت بكل عهودها بتعديل قانون الانتخابات واجراء العملية الانتخابية ورغم اجبارها على القبول بحكومة تكاد تكون الاسوء منذ عام ٢٠٠٣ وتحملت سلبياتها ولكن الطرف الاخر تعامل بالخداع ونجح بالتلاعب بنتائج الانتخابات وانطلق بتنفيذ المشروع الاخطر على العملية السياسية وعلى العراق بشكل كامل وهو مشروع الاقصاء الشيعي وابعاد القوى السياسية الوطنية من المسرح السياسي رغم انها كانت القوى التي اتخذت خيار مواجهة ومعارضة النظام البعثي المقبور وتحملت الظلم والقتل والتهجير بينما اغلب اطراف الثلاثي لم تتخذ خيار مواجهة النظام وبعض منها كان يتسنم المناصب في الانبار وبغداد اما الحزب الديمقراطي فقد كان لسنوات حليفا للنظام البعثي في حربه خصمه الطالباني .. ولولا جهود قوى الاطار ونظالها السياسي وفضحها للنظام المقبور لما اتخذ قرار اسقاطه .. وبفضل قوى الاطار ومواجهتها للنظام البعثي يتربع الثلاثي اليوم على رئاسة البرلمان ويتخذ قرارات عليا في الحكم.
النقطة الاخرى والاهم يحاول الثلاثي تحميل الاطار سلبيات العملية السياسية منذ ٢٠٠٣ ولغاية اليوم ونست تلك القوى او تتناسى انها جزء وشريك اساسي في الحكم منذ ٢٠٠٣ بكل اطرافه بل ان زعيم الحزب الديمقراطي كان الكردي الاشد تاثيرا في اختيار رئيس الحكومة في كل الحكومات المتعاقبة.. فلماذا يحملون الاخرين وهم جزء من العملية .
اما الاسباب الحقيقية تختلف تماما عما هو معلن فبعض قوى الثلاثي لديها خصام وعداء مع اطراف سياسية شيعية ووجدت تلك القوى فرصتها في هذه النتائج الانتخابية للانتقام من الخصوم بعد تجريدهم من عناصر القوة اما البعض الاخر فهو يجتهد لاسقاط العملية السياسة برمتها .
لاحلول قريبة في الافق طالما التعنت والاقصاء وسلوكيات الشيطنة للاخرين ووتكرار الاساءت للقضاء حاضرة وتبين بوضوح بان المشاريع الخارجية مؤثرة وفاعلة وتستهدف القوى الشيعية بشكل خاص ولكن التحالف الثلاثي مهدد بالانهيار بسبب الانشقاقات الداخلية وتفضيل طرف على حساب اخر واهمال من تبقى وخصوصا في القوى السنية فضلا عن تيقن الثلاثي من تمرير رئاستي الجمهورية والوزراء امام صمود الاطار وتمسكه بحلفائه..