حسن الربيعي ||
مساكم الله بالخير..
تراودنا منذ سنوات مشاريع الإصلاح السياسي ونتابع (تصفيطاتها) الساحرة، والملفت في هذه المرحلة كثافة مشاريع الإصلاحيين؛ تزامناً مع اتساع ظاهرة تجارة المخدرات، وتعاطي عددا ليس بالقليل من شبابنا (رجالا ونساء) لهذا السم القاتل، وربما نتجه إلى زراعته وتصنيعه؛ لتكتمل الحلقة الجديدة، من مسلسل (الاحتلال، والحرب الناعمة، وداعـ.ـ.ش) مع استمرار آثارها المشوهة لواقع مجتمعنا، ومنظومتنا الأخلاقية، وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها أبطال الأمن الوطني، والمديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية التابعة لوزارة الداخلية؛ ولكن الظاهرة باقية وتتمدد، فقد أشار مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في تقرير أصدره العام الماضي إلى أن (الكريستال) يعد المخدر الأخطر والأكثر انتشارا في العراق. وحذّر في بيان من أن هذا النوع أصبح يصنّع سرا داخل العراق، بعد أن كان يهرّب سابقا من دول الجوار، ويرجع المتخصّصون في الشأن الاجتماعي، أسباب انتشار المخدرات، إلى المشكلات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والأمنية، وإلى غياب برامج التنمية الاجتماعية وتقاعس المؤسسات التربوية، والاجتماعية، والدينية، ما تسببت في ارتفاع نسب الفساد، والفقر، والبطالة، والجهل، وكلها عوامل أسهمت بدفع الشباب نحو التعاطي والاكتئاب والانتحار، وغيرها من السلوكيات المنحرفة.
وأما المحللون من نقاد ومتخصصين، فيرجعون سبب مشاكلنا إلى فساد (المصلحين)، وقديما قيل:
إن المصلح لا يفسد؛ ولكن المفسد قد يتقمص رداء المصلحين، ويتصدى لقيادة العملية السياسية، ويخرب البلاد والعباد.
* سلسلة نقدية يكتبها: حسن الربيعي
https://telegram.me/buratha