زينب آل جياد ||
قال رسول الله( صل الله عليه وسلم)
(( المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسِ و يَصبِرُ على أذاهُمْ ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ و لا يَصبرُ على أذاهُمْ.))
أيهما خير للمسلم : العزلة والوحدة ، أم مخالطة الناس ودعوتهم والصبر على أذاهم ؟
ان يكون المرء وحيدا افضل من مرافقة السوء. الجلوس وحيدا وعباده الخالق والابتعاد عن المحرمات والقيل والقال افضل . ولكن الجلوس مع الشخص الصح والرفيق الصالح افضل من الوحدة. قال محمد (ص) (الْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسَ السُّوءَ، وَالْجَلِيسُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ )
يجب علينا مخالطة الناس المسلمين لان المسلم اخو المسلم في كل الاوقات في حزنه وفرحه فأن علينا ان نتعلم منهم وكذلك ان نرشدهم الى طريق الصواب اذ كانوا مخطئين فان الله سوف يكتب لنا الحسنات يجب علينا ان ندعو الناس الى الصبر لان الصبر من اعظم الصفات الرائعة والتي تكون نتائجها خيراً.
يعد الصبر من اهم الصفات التي تجسدها الروح فهي الصفة التي غرسها الله في قلب الانسان لكي تكون اجمل. ما يكمل الصفات الحسنة فأن الصبر واجب على كل مسلم لان ذكُره القرآن الكريم، والاحاديث النبوية، وكذلك ما أتى به الرسل والائمة والروايات وغيرها …
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
يؤكد الاسلام والقران الكريم ان الله يأمر ويذكر الصبر كثيراً. فان على المسلم ان يصبر على البلاء وما قد يحصل من اذى فأن الله ينظر الى كل شيء. وسوف يجزيك خير الجزاء
ان الصبر شجرة جذورها مُره وثمارها شهية
ان هذا المثل ينطبق على سيدتنا ومولاتنا زينب(عليها السلام) فأنها كانت وحيدةٍ في يوم الطف عند استشهاد اخيها الحسين والعباس وابنائها واحفادها و أولاد اخيها( عليهم السلام)
كم من غالي وعزيز فقدت الا انها واجهة الالم والاحداث العنيفة بالصبر. فأنها بقيا على صبرها وعلى سنة رسول الله (صل الله عليه وسلم)
رغم ان هذه الشجرة جذورها مره الا ان ثمارها عوضت عنها .عندما اكملت السيدة زينب مسيرتها كأنما اكملت مابدأ به الحسين لنصرة دين محمد. فأن لو لا وقفتها الشامخة وعزيمتها وصوتها الفاطمي وكلامها الحيدري واصرارها المحمدي لم نجد بني امية تخضع فأنها اوقفت عقول من في المجلس بكلامها المليئ بالقوة، والصبر ،وعزيمتها على محاربة الظلم فأنها لم تخضع لحاكم فاسد وجاهل ولم يؤثر فقدان سندها الا انها لم تنكسر واكملت الذي جاء به الحسين.
فأن رغم عواطف المراءة الا ان صبرها كان اقوى فكانت فعلا جبل الصبر لانها كانت صبورة فقد حضرت استشهاد النبي محمد (ص) وامها فاطمة الزهراء وابيها علي واخيها الحسين والعباس( عليهم السلام)
لو لم تقف زينب تلك الوقفة كان تهدم اركان الدين وكان لم نعرف ماذا حصل قبل 1400 سنه؟
فان الله جعل الانبياء والائمه هم الاسوة لنا في الحياة ويضربون لنا الامثال عن الصبر لكي نأخذ قصصهم وحياتهم لنا عبرة نتأسى بهم
قال رسول الله (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
https://telegram.me/buratha